احداث آخر الزمان في روايات اهل البيت عليهم السّلام

اشارة

احداث آخر الزمان في روايات اهل البيت(عليهم السّلام)

الشيخ اسماعيل الحريري

دار الحجة البيضاء - بيروت - لبنان

ص: 1

اشارة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ص: 2

احداث آخر الزمان في روايات اهل البيت(عليهم السّلام)

الشيخ اسماعيل الحريري

دار الحجة البيضاء

ص: 3

جميع الحقوق محفوظة

الطبعة الأول 1427م - 2006م

حارة حريك - شارع الشيخ راغب حرب - قرب نادي السلطان

دار الحجة البيضاء

ص.ب: 5479 / 14 - هاتف: 03/287179 - تلفاكس: 01/552847

E-mail:almahajja@terra.net.lb

www.daralmahaja.com

info@daralmahaja.com

ص: 4

المقدمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين بجميع محامده كلها علي جميع نعمه كلها، وأفضل الصلاة وأعظم السلام علي أشرف الخلق وأعز الأنام، من بعث رحمة للعالمين، وكان منه النقمة علي الكافرين والمنافقين، وعلي آله سادة البرية وخير من مشي وركب المطية، الأئمة الهداة والسادة الأباة، والقادة الولاة آله الطاهرين من أهل بيته المنتجبين، لاسيما بقية الله في الأرضين وخاتم الأوصياء الأمينين الحجة بن الحسن المهدي عجل الله تعالي فرجه وسهل مخرجه وأسلكنا منهجه.

أما بعد، فقد طلب مني من لا يُرد طلبه دامت بركاته أن أجمع من كتبنا الحديثية ومجامعنا الروائية ما نقله المحدثون وذكروه بطرق خاصة رواتها من الإماميين أو غيرهم ممّن روي عنهم الأصحاب في كتبهم عن النبي وأهل بيته الطيبين الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

وهي خصوص الروايات التي تتحدث في إخباراتهم «عليهم السلام) عن علائم الأزمان اللاحقة إلي آخر الزمان بما فيها علائم ظهور مولانا صاحب الأمر والزمان عليه وعلي آبائه أمناء الرَّحمان صلوات الملك الديَّان.

ص: 5

فأجبته دامت بركاته شاكراً لفضله وممتناً لحسن ظنه، وعملت جاهداً لمدة مديدة مراجعاً كتب الأصحاب ممَّا كان جامعاً لتلك الروايات كبحار الأنوار للعلامة المجلسي، وغيبة النعماني، وغيبة الطوسي، وأماليه، وكمال الدين وتمام النعمة، وقرب الإسناد، والكافي لثقة الإسلام الشيخ الكليني والإرشاد للمفيد وغيرها من كتبهم مما كانت مظانٌ تلك الروايات، فوفّقت بعون الله تعالي إلي جمع ما يزيد عن ثلاثمائة وخمسين رواية تتعلق بالموضوع المذكور وقسمتها إلي أقسام ثلاثة: هي علي التوالي:

القسم الأول: فيما ورد عنهم «عليهم السلام» في أحوال الأزمنة اللاحقة إلي آخر الزمان ومنه ما يتعلق بأشراط الساعة أو علامات القيامة.

القسم الثاني: فيها ورد عنهم «عليهم السلام» من الأخبار عن وقوع أمور من فتن، وخروج رجال، وحصول خراب أو عمران، ومن يملك، خصوصا من بني العباس.

القسم الثالث: فيما ورد عنهم «عليهم السلام» من الأخبار عمّا يحدث قبل ظهور قائم آل محمد «عليه السلام» بلا فرق بين ما كان معدوداً من علاماته الحتمية وهي قليلة، وبين ما كان من علاماته غير المصرّح بحتميتها وهي الأكثر.

ثم ذيلته ببيان وتلخيص عن تلكم الأقسام.

ولا أدعي أني استقصيت كل الروايات وحصرتها، فلا مانع من أن يكون قد خفي عني بعض تلك الروايات فلم ألتقطها من الكتب التي راجعتها، علي أني قد بذلت جهدي علي أن لا تفوتني رواية، والعصمة والكال لأهلها.

ص: 6

فإن سهوت عن بعضها فليس عن تقصير متعمّد، والأمل بالقارئ الكريم أن يمدني بما يلاحظه إن في روايات جديدة أو غير ذلك لقوله تعالي : « وَتَعَاوَنُوا عَلَي الْبِرِّ وَالتَّقْوَي » (1).

ثم أسأل الله تعالي بمنه وفضله وببركة النبي وآله لاسيما بركة إمام الزمان ومظهر العدل والإيمان أن يتقبَّل مني هذا المجهود ويجعله ذخراً لي عنده في كتاب الأعمال إنه ولي كل خير وصاحب كل حسنة ومنتهي كل رغبة.

وأن يعطي ثوابه لأرواح إخواني من الشهداء والمؤمنين لاسيما المقربين منهم وأخص بالذكر أخي العزيز ساحة الحجة «الشيخ حسين مرعي» تغمده الله برحمته وحشره مع محمد وآله «صلي الله عليه وآله». .

يبقي أن ألفت نظر القاريء الكريم إلي أني قد نقلت نصَّ سند الروايات كما هو تماماً في المصدر وقد ورد في ما رواه الصدوق (رحمه الله) في بعض كتبه: أبي رحمه الله، وأبوه هو الشيخ الجليل علي بن محمد بن موسي بن بابويه القمي المعاصر للكليني (رحمه الله) وللسفير الرابع علي بن محمد السُّمرَّي آخر نواب الناحية المقدسة وقد اتفق وفاة هؤلاء في عام واحد وهو سنة 329 ه.

وصلي الله علي المصطفي الهادي محمد وعلي آل بيته الطيبين الطاهرين، والحمد لله رب العالمين.

إسماعيل حريري العاملي

عبّا -جبل عامل - الجمعة 21ريع الثاني 1425ه. الموافق 11حريران 2001م.

ص: 7


1- الآية 2 من سورة المائدة.

ص: 8

القسم الأول: ما ورد عنهم (عليهم السّلام) في أحوال آخر الزمان وإرهاصات يوم القيامة

اشارة

الفصل الأول: إخباراتهم «عليهم السلام» بما سيحصل في الأزمنة اللاحقة إلي آخر الزمان، وحال الناس في

تلك الأزمنة..

الفصل الثاني: ما ورد من إخباراتهم «عليهم السلام» في أشراط الساعة وعلامات القيامة...

ص: 9

ص: 10

الفصل الأول: إخباراتهم «عليهم السلام» بما سيحصل في الأزمنة اللاحقة إلي آخر الزمان، وحال الناس في تلك الأزمنة..

اشارة

ص: 11

ص: 12

فيما ورد عن رسول الله (صلّي الله عليه وآله )

1- الشيخ الصدوق «رحمه الله» في معاني الأخبار: «حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رضي الله عنه) قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن عمرو بن جميع قال:

قال أبو عبد الله «عليه السلام»: حدثني أبي عن أبيه عن جده «عليهم السلام) قال: قال رسول الله «صلي الله عليه وآله»: «إذا مشت أمتي المُطيطاء، وخدمتهم فارس والروم كان بأسهم بينهم».

والمُطيطاء: التبختر ومدَّ اليدين في المشي(1).

2- قرب الإسناد: هارون بن مسلم عن مسعدة بن زياد عن جعفر عن أبيه عليهما السلام: أن رسول الله «صلي الله عليه وآله» قال: «إذا ظهرت القلانس المشركة ظهر الزنا»(2).

ورواه الحر العاملي في الوسائل، وفيه «المتركة»(3) .

ومثله في فروع الكافي بإسناده عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله «عليه السلام» عن أمير المؤمنين «عليه

ص: 13


1- معاني الأخبار ص 301 ح 1.
2- قرب الإسناد ص85 وعنه البحار ج18 ص145 حه وفيه البحار «ظهر الرياء» .
3- وسائل الشيعة ج3 باب 31 من أبواب أحكام الملابس ح 7.

السلام»(1).

قال العلامة المجلسي في المرآة: «يحتمل أن تكون القلانس المتركة مأخوذة من الترك الذي يطلق في لغة الأعاجم، أي ما يكون فيه أعلام محيطة كالمعروف عندنا بالبكتاشي ونحوه، أو من الترك بالمعني العربي، أي يكون فيه زوائد متروكة فوق الرأس وهو معروف عندنا بالشرواني وهي القلانس الطويلة العريضة التي يكسر بعضها فوق الرأس وبعضها من جهة الوجه، أو بمعني التركية بهذا المعني أيضاً، فإنها منسوبة إليهم، أو من التركة بمعني البيضة من الحديدة وما يشبهها من القلانس»(2) .

وقال «رحمه الله» في البحار: «في بعض النسخ المشرّكة بالشين، ولعله من الشراك، أي القلانس التي فيه خطوط وطرائق كما تلبسه البكتاشية، أو من الشّرَك بمعني الحبالة أي قلانس أهل الشيد، فعلي الوجهين يناسب نسخة الرياء بالراء المهملة والياء المثناة التحتانية.

ويحتمل أن يكون من الشِّرك بالكسر بمعني الكفر، أي قلانس العجم وأهل الشِّرك فيناسب نسخة الزنا بالزاي المعجمة والنون.

وفي بعض النسخ: بالتاء المثناة الفوقانيَّة.

وقيل: إنه منسوب إلي طائفة الترك..»(3).

3 - الشيخ الصدوق «رحمه الله» في ثواب الأعمال: أبي «رحمه الله» قال:

ص: 14


1- الكافي ج1 باب النوادر ص478 ح2.
2- هامش الكافي (المصدر السابق).
3- بحار الأنوار ج 18 ص 146.

حدثني علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: قال رسول الله «صلي الله عليه وآله»: «سيأتي علي أمتي زمان تخبث فيه سرائرهم، وتحسن فيه علانيتهم طمعاً في الدنيا، لا يريدون به ما عند الله عز وجل، يكون أمرهم رياء لا يخالطه خوف يعمُّهم الله بعقاب، فيدعونه دعاء الغريق فلا يُستجاب لهم»(1).

4 - وروي بالإسناد المتقدم في نفس الكتاب قال: قال رسول الله «صلي الله عليه وآله»: «سيأتي علي أمتي زمان لا يبقي من القرآن إلا رسمه، ولا من الإسلام إلا اسمه، يسمّون به وهم أبعد الناس منه، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدي، فقهاء ذلك الزمان شرُّ فقهاء تحت ظل السماء، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود»(2).

5- ثقة الإسلام الكليني «رحمه الله» في الكافي: أبو علي الأشعري عن الحسن بن علي الكوفي عن العباس بن عامر عن العزرمي عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: قال رسول الله «صلي الله عليه وآله»: «سيأتي علي الناس زمان لا يُنال الملك فيه إلا بالقتل والتجبُّر، ولا الغني إلا بالغصب والبخل، ولا المحبة إلا باستخراج الدين واتِّباع الهوي، فمن أدرك ذلك الزمان فصبر علي الفقر وهو يقدر علي الغني، وصبر علي البغضة وهو يقدر علي المحبة، وصبر علي الذل وهو يقدر علي العزّ آتاه الله ثواب خمسين

ص: 15


1- ثواب الأعمال وعقاب الأعمال ص 299 ح 3 وعنه في البحار ج 18 ص 146 ح6.
2- المصدر السابق ح4 وعنه في البحار ح 7.

صديقة ممّن صدّق بي»(1) .

6 - أمالي الشيخ الطوسي «رحمه الله»: جماعة عن أبي المفضّل عن عبد الله بن سعد بن يحيي عن إسماعيل بن عبد الله بن خالد القاضي قال أبو المفضّل: وحدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حمّاد عن الربيع بن تغلب قال: حدثنا فرج بن فضالة، وقال: وحدثني محمد بن يوسف بن بشير عن علي بن عمرو بن خالد عن أبيه عن فرج عن يحيي بن سعيد الأنصاري عن محمد بن علي عن أبيه قال: قال رسول الله «صلي الله عليه وآله»، وقال أبو خيثمة عن محمد بن علي عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب «عليهم السلام» عن النبي «صلي الله عليه وآله» قال: «إذا صنَعت - وقال أحدهم: إذا فعلت - أمتي خمس عشرة خصلة حلّ بها البلاء: إذا صارت الدنيا عندهم دولاً - وقال أحدهم: إذا كان المال فيهم دولاً - والخيانة مغنماً، والزكاة مغرماً، وأطاع الرجل زوجته وعقَّ أمه، وبر صديقه وجفا أباه، وارتفعت الأصوات في المساجد، وأُكرم الرجل مخافة شرِّه، وكان زعيم القوم أرذلهم، ولُبس الحرير، وشُرب الخمور، واتخذت القيان، وضرب بالمعازف، ولعن آخر هذه الأمة أولها فارتقبوا إذا عملوا ذلك ثلاثاً: ريحاً حمراء وخسفاً ومسخاً »(2).

8- عيون أخبار الرضا «عليه السلام»: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي (رض) قال: حدثني أبي قال: حدثنا أحمد بن علي الأنصاري عن

ص: 16


1- الكافي ج2 باب الصبر ص 91 ح12.
2- أمالي الطوسي ص516 ح1128/ 35 وعنه البحار ج 6 ص 310 ح 7.

الحسن بن الجهم في حديث عن الرضا «عليه السلام» مع المأمون قال فيه: حدثني أبي موسي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب «عليه السلام» قال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله» :..

إلي أن قال «عليه السلام»: قال إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبي للغرباء.

قيل: يا رسول الله ثم يكون ماذا؟

قال: ثم يرجع الحق إلي أهله»(1) .

ورواه في كمال الدين عنه «صلي الله عليه وآله» (2).

ورواه عنه في البحار: ابن المغيرة بإسناده عن السكوني عن الصادق «عليه السلام» عن آبائه قال: قال رسول الله «صلي الله عليه وآله»: «(إنّ) الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبي للغرباء».

وعنه أيضاً: المظفر العلوي عن ابن العياشي عن أبيه عن جعفر بن أحمد عن العمركي عن ابن فضّال عن الرضا عن آبائه «عليهم السلام» قال: قال رسول الله «صلي الله عليه وآله»:.. » الحديث(3) .

9- نوادر الراوندي بإسناده عن موسي بن جعفر بن محمد عن آبائه «عليهم السلام» قال: قال رسول الله «صلي الله عليه وآله»: «إذا طفّفت

ص: 17


1- عيون أخبار الرضا عليه السلام» ج 1 ص218 ح 1.
2- كمال الدين وتمام النعمة ج1 ص 72.
3- بحار الأنوار ج 2، ص 191 ح 22 و 23 وج53 ص59 ح45 عن العيون وج64 ص200 ح 2 عن نوادر الراوندي ص 102.

أمتي مكيالها و ميزانها، واختانوا وخفروا الذمَّة، وطلبوا بعمل الآخرة الدنيا فعند ذلك يزكون أنفسهم ويُتورَّع منهم»(1).

10 - ثواب الأعمال: أبي «رحمه الله» قال: حدثني سعد بن عبد الله عن أحمد بن أبي عبد الله عن سليمان بن ساعة عن عمه عاصم الكوفي عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: قال رسول الله «صلي الله عليه وآله»: «إذا تصامت أمتي عن سائلها(2)، وسمت بتبخترها حلف ربي عز وجل بعزته.

فقال: وعزتي لأعذبن بعضهم ببعض»(3) .

11 - ثواب الأعال: أبي «رحمه الله» قال: حدثني علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه «عليهم السلام» قال: قال رسول الله «صلي الله عليه و آله»: «لا تزال أمتي بخير ما لم يتخاونوا، وأدُّوا الأمانة وآتوا الزكاة، وإذا لم يفعلوا ذلك ابتلوا بالقحط والسنين»(4) .

12 - ثواب الأعمال: حدثني محمد بن موسي بن المتوكل «رضي الله عنه» قال: حدثني عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر «عليه السلام» قال: ...

ص: 18


1- نوادر الراوندي ص127 ح 151 وعنه البحار ج 6 ص 315 ح 29 وج100 ص108 ح 9.
2- تصامّ عن الحديث أي تظاهر أنه أصمّ.
3- ثواب الأعمال وعقاب الأعمال ص298.
4- المصدر السابق.

إلي أن قال: وجدنا في كتاب أمير المؤمنين «عليه السلام»: قال رسول الله «صلي الله عليه وآله»: «إذا ظهر الزنا كثر موت الفجأة، وإذا طفّف المكيال أخذهم الله بالسنين والنقص، وإذا منُعوا الزكاة منعت الأرض بركتها من الزرع والثِّمار والمعادن، وإذا جاروا في الأحكام تعاونوا علي الظلم والعدوان، وإذا نقضوا العهود سلَّط الله عليهم عدوَّهم، وإذا قطعوا الأرحام جُعلت الأموال في أيدي الأشرار، وإذا لم يأمروا بمعروف ولم ينهوا عن منكر، ولم يتبعوا الأخيار من أهل بيتي سلط الله عليهم شرارهم فيدعوا خيارهم فلا يستجاب لهم»(1).

13 - أمالي الطوسي بإسناد المجاشعي عن الصادق «عليه السلام» عن آبائه قال: قال رسول الله «صلي الله عليه وآله»: «يأتي علي الناس زمان يذوب فيه قلب المؤمن في جوفه كما يذوب الأنك في النار يعني الرصاص، وما ذاك إلا لما يري من البلاء والإحداث في دينهم لا يستطيع له غيراً»(2).

14 - جامع الأخبار مرسلاً عن رسول الله «صلي الله عليه وآله» قال: «يأتي علي الناس زمان بطونهم آلهتهم ونسائهم قبلتهم، ودنانيرهم دينهم، وشرفهم متاعهم، لا يبقي من الإيمان إلا اسمه، ومن الإسلام إلا رسمه، ولا من القرآن إلا درسه، مساجدهم معمورة، وقلوبهم خراب من الهدي، علماؤهم أشر خلق الله علي وجه الأرض، حينئذٍ ابتلاهم الله بأربع خصال: جور من السلطان، وقحط من الزمان، وظلم من الولاة والحكام، فتعجب

ص: 19


1- المصدر السابق ح 1.
2- أمالي الطوسي ص 518 ح 1136/ 43عونه البحار ج 28 ص48 ح 13.

الصحابة وقالوا يا رسول الله، أيعبدون الأصنام؟

قال: نعم، كل درهم عندهم صنم»(1).

15 - كمال الدين: حدثنا أبو الحسن محمد بن علي بن الشاه الفقيه المروروذي بمرو الرّوذ قال: حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين قال: حدثنا أبو يزيد أحمد بن خالد الخالدي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن جدِّه عن علي بن أبي طالب «عليه السلام» في حديث طويل في وصية النبي «صلي الله عليه وآله» قال له: «يا علي، واعلم أن أعجب الناس إيماناً وأعظمهم يقيناً قوم يكونون في آخر الزمان لم يلحقوا بالنبي وحجبتهم الحجة فآمنوا بسواد علي بياض»(2).

16 - قرب الإسناد: هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن

جعفر عن أبيه «عليه السلام» أن النبي «صلي الله عليه وآله» قال: «كيف بكم إذا فسد نساؤكم وفسق شبابكم ولم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر، فقيل له: ويكون ذلك يا رسول الله؟

قال: نعم وشر من ذلك، كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف.

قيل: يا رسول الله، ويكون ذلك؟

قال: نعم وشر من ذلك. كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكراً والمنكرمعروفاً»(3).

ص: 20


1- البحار ج 22 ص 453 عن جامع الأخبار.
2- كمال الدين وتمام النعمة ص 288 ح 8.
3- قرب الإسناد ص 54 ح178.

كفاية الأثر: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي الكوفي، قال: حدثنا عباد بن يعقوب، قال: حدثنا علي بن هاشم، عن محمد بن عبد الله، عن أبي عبيدة بن محمد بن عار، عن أبيه، عن جده عمار، عن رسول الله «صلي الله عليه وآله» أنه قال:

«يا عمار، إن الله تبارك وتعالي عهد إليَّ أنه يخرج من صلب الحسين «عليه السلام» أئمة تسعة، والتاسع من ولده يغيب عنهم، وذلك قوله عزوجل «قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ »(1) يكون له غيبة طويلة، يخرج عنها قوم ويثبت عليها آخرون، فإذا كان في آخر الزمان يخرج فيملأ الدنيا قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، ويقاتل علي التأويل كما قاتلت علي التنزيل، وهو سمِّي وأشبه الناس بي »(2).

أقول: سيأتي في أشراط الساعة أن خروج القائم «عليه السلام» منها، وهو من المحتوم الذي لابد منه، وإنما ذكرته هنا لكونه قد ذكر في حوادث آخر الزمان.

18 - جامع الأخبار: روي جابر بن عبد الله الأنصاري قال:

«حججت مع رسول الله «صلي الله عليه و آله» حجة الوداع...

إلي أن قال: قال: اعلموا، رحمكم الله أن مثلكم في هذا اليوم كمثل ورق لا شوك فيه، إلي أربعين ومائة سنة، ثم يأتي من بعد ذلك شوك وورق

ص: 21


1- الآية 30 من سورة الملك.
2- كفاية الأثر في النص علي الأئمة الاثني عشر ص 121 ورواه في مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم «عليه السلام» ج 1 ص 113 ح125 عن كتاب المحجة للسيد البحراني.

إلي مائتي سنة، ثم يأتي من بعد ذلك شوك لا ورق فيه حتي لا يري فيه إلا سلطان جائر أو غنيٌّ بخيل أو عالم مراغب(1) في المال أو فقير كذاب، أو شيخ فاجر، أو صبي وقح أو امرأة رعناء ثم بكي رسول الله «صلي الله عليه وآله».

فقام إليه سليمان الفارسي وقال: يا رسول الله «صلي الله عليه وآله»، أخبرنا متي يكون ذلك؟

فقال «صلي الله عليه وآله»: يا سليمان إذا قلّت علماؤكم، وذهبت قرَّاؤكم، وقطعتم زكاتكم، وأظهرتم منكراتكم، وعلت أصواتكم في مساجدكم، وجعلتم الدنيا فوق رؤوسكم، والعلم تحت أقدامكم، والكذب حديثكم، والغيبة فاكهتكهم، والحرام غنيمتكم، ولا يرحم كبيركم صغيركم، ولا يوقِّر صغيركم كبير كم، فعند ذلك تنزل اللعنة عليكم، ويجعل بأسكم بينكم، وبقي الدين بينكم لفظاً بألسنتكم، فإذا أُوتيتم هذه الخصال، توقَّعوا الريح الحمراء أو مسخاً أو قذفاً بالحجارة، وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل: ««قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَي أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ »(2).

فقام إليه جماعة من الصحابة فقالوا: يا رسول الله، أخبرنا متي يكون ذلك؟

ص: 22


1- هكذا في البحار ولعل الأنسب (راغب).
2- الآية 65 من سورة الأنعام.

فقال «صلي الله عليه وآله»: عند تأخير الصلوات، واتباع الشهوات، وشرب القهوات، وشتم الآباء والأمهات، حتي ترون الحرام مغنماً والزكاة مغرماً، وأطاع الرجل زوجته، وجفا جاره وقطع رحمه، وذهبت رحمة الأكابر، وقل حياء الأصاغر، وشيَّدوا البنيان وظلموا العبيد والإماء، وشهدو بالهوي، وحكموا بالجور، ويسبُّ الرجل أباه ويحسد الرجل أخاه، ويعامل الشركاء بالخيانة، وقلَّ الوفاء، وشاع الزنا، وتزيَّن الرجال بثياب النساء، وسلب عنهن قناع الحياء، ودبَّ الكبر غي القلوب كدبيب السمِّ في الأبدان، وقلَّ المعروف، وظهرت الجرائم، وهونت العظائم، وطلبوا المدح بالمال، وأنفقوا المال للغناء، وشغلوا بالدنيا عن الآخرة، وقل الورع، وكثر الطمع والهرج والمرج، وأصبح المؤمن ذليلاً والمنافق عزيزاً، مساجدهم معمورة بالأذان وقلوبهم خالية من الإيمان، واستخفُّوا بالقرآن، وبلغ المؤمن عنهم كل هوان.

فعند ذلك تري وجوههم وجوه الآدميين، وقلوبهم قلوب الشياطين، كلامهم أحلي من العسل، وقلوبهم أمر من الحنظل، فهم ذئاب، وعليهم ثياب، ما من يوم إلا يقول الله تبارك وتعالي: أفبي تغترُّون؟ أم عليَّ تجترؤن؟ «أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ »(1)، فوعزتي وجلالي، لولا من يعبدني مخلصاً ما أمهلت من يعصيني طرفة عين، ولولا ورع الورعين من عبادي لما أنزلت من السماء قطرة، ولا أنبت ورقة خضراء، فوا عجباه لقوم آلهتهم أموالهم، وطالت آمالهم، وقصرت آجالهم، وهم

ص: 23


1- سورة المؤمنون 115.

يطمعون في مجاورة مولاهم، ولا يصلون إلي ذلك إلَّا بالعمل، ولا يتم العمل إلا بالعقل» (1).

ص: 24


1- بحار الأنوار ج 52 ص262ح148 عن جامع الأخبار .

فيما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السّلام)

1- غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال: حدثنا حميد بن زياد الكوفي قال: حدثني علي بن الصبّاح المعروف بابن الضّحّاك قال: حدثنا أبو علي الحسن بن محمد الحضرمي قال: حدثنا جعفر بن محمد عن إبراهيم بن عبد الحميد عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن علي «عليه السلام» أنه قال: «يأتيكم بعد الخمسين والمائة أمراء كفرة وأمناء خونة وعرفاء فسقة، فتكثر التجَّار وتقلّ الأرباح ويفشو الربا، وتكثر أولاد الزني، وتغمر السّفاح، وتتناكر المعارف، وتعظّم الأهلّة، وتكتفي النساء بالنساء والرجال بالرجال.

فحدّث رجل عن علي بن أبي طالب «عليه السلام» أنه قام إليه رجل حين تحدث بهذا الحديث فقال له: يا أمير المؤمنين، وكيف نصنع في ذلك الزمان؟

فقال: الهرب، الهرب فإنه لا يزال عدل الله مبسوطاً علي هذه الأمة ما لم يمل قرّاؤهم إلي أمرائهم، وما لم يزل أبرارهم ينهي فجّارهم، فإن لم يفعلوا ثم استنفروا فقالوا: لا إله إلا الله.

قال الله في عرشه: كذبتم لستم بها بصادقين»(1).

2- غيبة النعماني: محمد بن همام ومحمد بن الحسن بن محمد بن جمهور

ص: 25


1- غيبة النعماني ص 248ح3 وعن البحار ج52 ص228 ح92.

معاً عن الحسن بن محمد بن جمهور عن أبيه عن سماعة عن أبي الجارود عن القاسم بن الوليد الهمداني عن الحارث الأعور الهمداني قال: قال أمير المؤمنين «عليه السلام» علي المنبر: «إذا هلك الخاطب وزاغ صاحب العصر، وبقيت قلوب تتقلب من مخصب ومجدب، هلك المتمنّون، واضمحلّ المضمحلّون وبقي المؤمنون، وقليل ما يكونون ثلاثة مائة أو يزيدون، تجاهد معهم عصابة جاهدت مع رسول الله «صلي الله عليه وآله» يوم بدر لم تقتل ولم تمت»(1).

3- الكافي: العدة عن سهل عن موسي بن عمر الصيقل عن أبي شعيب المحاملي عن عبد الله بن سليمان عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: قال أمير المؤمنين «عليه السلام»: «ليأتينَّ علي الناس زمان يظرف فيه الفاجر، ويقرب فيه الماجن، ويضعف فيه المنصف.

قال: فقيل له: متي ذاك يا أمير المؤمنين؟

فقال: إذا اتخذت الأمانة مغنماً والزكاة مغرماً، والعبادة استطالة والصلة منّاً.

قال: فقيل له: متي ذلك يا أمير المؤمنين؟

فقال: إذا تسلّطن النساء وسلّطن الإماء وأمّر الصبيان»(2) .

4- نهج البلاغة: قال أمير المؤمنين «عليه السلام»: «أنه سيأتي زمان

ص: 26


1- غيبة النعماني ص 195 ح4 وعنه البحار ج 52 ص137 ح 42 ومعجم أحاديث الإمام المهدي «عليه السلام» ج3 ص103 ح646.
2- الكافي ج8 ص 69 ح25 والبحار ج 52 ص 265 ح 151.

يكفي فيه الإسلام كا يكفئ الإسلام بما فيه»(1).

5- نهج البلاغة: «أين تذهب بكم المذاهب وتتيه بكم الغياهب

وتخدعكم الكواذب؟

ومن أين تؤتون؟

وأني تؤفكون؟

فلكل أجل كتاب ولكل غيبة إياب، فاستمعوا من ربّانيكم وأحضروه قلوبكم، واستيقظوا إن هتف بكم، وليُصدق رائدٌ أهله وليجمع شمله وليُحضر ذهنه، فلقد فلق لكم الأمر فلق الخرزة، وقرفة قرف الصمغة، فعند ذلك أخذ الباطل مآخذه، وركب الجهل مراكبه، وعظمت الطاغية وقلَّت الداعية، وصال الدَّهر صيال السَّبُع العَقود، وهدر منيف الباطل بعد كظوم، وتواخي الناس علي الفجور، وتهاجروا علي الدين، وتحابوا علي الكذب، وتباغضوا علي الصدق، فإذا كان ذلك كان الولد غيظاً، والمطر قيظاً، وتفيض اللئام فيضاً وتغيض الكرام غيضاً، وكان أهل ذلك الزمان ذئاباً، وسلاطينه سباعاً، وأوساطه أُكّالاً، وفقراؤه أمواتاً، وغار الصدق، وفاض الكذب، واستعملت المودة باللسان، وتشاجر الناس بالقلوب، وصار الفسوق نسباً، والعفاف عجباً، ولُبس الإسلام لُبس الفروِ مقلوباً»(2).

6 - مناقب آل أبي طالب: في خطبة له «عليه السلام» معروفة بالزهراء

ص: 27


1- بحار الأنوار ج ص316ح 32 .
2- نهج البلاغة (بشرح عبده) ص206 - 208 ح 108 وعنه معجم أحاديث الإمام المهدي «عليه السلام» ج3 ص18ح 573.

وفيها: «.. ويبطل حدود ما أنزل الله في كتابه علي نبيه محمد «صلي الله عليه وآله»، ويقال: رأي فلان وزعم فلان، ويتخذ الآراء والقياس وينبذ الآثار والقرآن وراء الظهور، فعند ذلك تُشرب الخمور وتسمي بغير اسمها، ويضرب عليها بالعرطبة والكوبة والقينات والمعازف، وتُتخذ آنية الذهب والفضة..

إلي قوله «عليه السلام»: يشيّدون القصور والدور، ويُلبس الديباج

والحرير، وتسفر الغلان فيشنقونهم ويقرطقونهم ويمنطقونهم»(1).

7- الاحتجاج: جاء بعض الزنادقة إلي أمير المؤمنين علي «عليه السلام» وقال له: «لولا ما في القرآن من الاختلاف والتناقض لدخلت في دينكم».

فقال له «عليه السلام» في حديث طويل فيه: «.. أما أنه سيأتي علي الناس زمان يكون الحق فيه مستوراً، والباطل ظاهراً مشهوراً وذلك إذا كان أولي الناس بهم أعداهم له، واقترب الوعد الحق، وعظم الإلحاد وظهر الفساد، هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً، ونحلهم الكفار أسماء الأشرار، فيكون جهد المؤمن أن يحفظ مهجته من أقرب الناس إليه ثم يتيح الفرج لأوليائه ويظهر صاحب الأمر علي أعدائه »(2).

8- نهج البلاغة: قال أمير المؤمنين «عليه السلام»: «يأتي علي الناس زمان لا يقرب فيه إلا الماحل ولا يطرَّف فيه إلا الفاجر، ولا يضعف فيه إلا

ص: 28


1- مناقب آل أبي طالب ص 109 وعنه البحار ج 1 ص320 ح 44.
2- لإحتجاج ج1 ص358 - 373 وعنه معجم أحاديث الإمام المهدي «عليه السلام» ج5 ص349 ح 1785.

المنصف، يعدّون الصدقة فيه غرماً، وصلة الرحم منّاً، والعبادة استطالة علي الناس، فعند ذلك يكون السلطان بمشورة الإماء وإمارة الصبيان وتدبير الخصيان» (1).

9- كمال الدين: حدثنا علي بن أحمد بن موسي (رض)، قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدثنا إسماعيل بن مالك، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود زياد بن المنذر، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عن أبيه، عن جده «عليهم السلام»، قال: قال أمير المؤمنين «عليه السلام» وهو علي المنبر: «يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان أبيض اللون مشرَّب بالحمرة، مبدح البطن، عريض الفخذين، عظيم مشاش المنكبين، شامة علي لون جلده، وشامة علي شبه شامة النبي «صلي الله عليه وآله»(2).

10- غيبة النعماني: حدثنا محمد بن هماَّم قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك قال: حدثنا إسحاق بن سنان قال: حدثنا عبيد بن خارجة عن علي بن عثمان عن فرات بن أحنف عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عن آبائه «عليهم السلام»، قال: «زاد الفرات علي عهد أمير المؤمنين «عليه السلام» فركب هو وابناه الحسن والحسين «عليها السلام» فمرّ بثقيف، فقالوا: قد جاء عليٌّ يردّ الماء.

ص: 29


1- نهج البلاغة (بشرح عبده) ج 4 ص 23 ح 102 وعنه البحار ج52 ص278 ح173.
2- كمال الدين وتمام النعمة ص653ح17.

فقال علي «عليه السلام»: أما والله لأُقتلن أنا وأبنائي هذان، وليبعثنّ الله رجلاً من ولدي في آخر الزمان يطالب بدمائنا، وليغيبنّ عنهم تمييزاً لأهل الضلالة حتي يقول الجاهل: ما لله في آل محمد من حاجة»(1).

أقول: سيأتي: أن خروج القائم «عليه السلام» من أشراط الساعة التي لا بد منها، وقد ذكرته لكونه جُعل في الحديث من حوادث آخر الزمان.

11- من لايحضره الفقيه: روي الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين «عليه السلام» قال: «سمعته يقول: يظهر في آخر الزمان واقتراب الساعة - وهو شر الأزمنة - نسوة كاشفات عاريات متبرجات من الدين، داخلات في الفتن، مائلات إلي الشهوات، مسرعات إلي اللذات، مستحلات للمحرمات، في جهنم خالدات»(2).

أقول: يصلح هذا الحديث أن يكون من روايات أشرط الساعة كما هو واضح.

ص: 30


1- غيبة النعماني ص 143 ح 1.
2- من لا يحضره الفقيه ج3 ص390 ح 4374 وعنه منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر ج3 ص20 ح 914.

فيما ورد عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السّلام)

1- بحار الأنوار: وعنه «عليه السلام» (أي عن الإمام الصادق «عليه السلام» لأنه قال قبله: وبإسناده (علي بن عبد الحميد في كتاب الغيبة) رفعه إلي عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله «عليه السلام» ): «لا تذهب الدنيا حتي تندرس أسماء القبائل، وتنسب القبيلة إلي رجل منكم فيقال لها آل فلان، وحتي يقوم الرجل منكم إلي حسبه ونسبه وقبيلته، فيدعوهم فإن أجابوه وإلا ضرب أعناقهم»(1).

2- غيبة النعاني: محمد بن همام باسناده (يرفعه) إلي أبان بن تغلب عن أبي عبد الله «عليه السلام» أنه قال: «يأتي علي الناس زمان يصيبهم فيها السبطة، يأرز العلم فيها كما تأرز الحية من جحرها، فبينا هم كذلك إذ طلع عليهم نجم، قلت: فما السبطة؟

قال: الفترة، قلت: فكيف نصنع فيها بين ذلك؟

قال: كونوا علي ما أنتم عليه حتي يُطلع الله لكم نجمكم»(2).

3- كمال الدين: حدثنا جعفر بن علي بن الحسين بن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي (رض) قال: حدثني جدي الحسن بن علي عن العباس بن

ص: 31


1- البحار ج 52 ص 389ح210.
2- غيبة النعماني ص159ح6 وعنه البحار ج 52 ص 134ح 38. وسيأتي أحاديث أخري مشابهة فيها اختلاف الشيعة وأرز العلم.

عامر القصباني عن عمر بن أبان الكلبي عن أبان بن تغلب، قال: قال لي أبو عبد الله «عليه السلام»: «يأتي علي الناس زمان يصيبهم فيه سبطة، يأرز العلم فيها بين المسجدين كما تأرز الحية في جحرها، يعني بين مكة والمدينة، فبينما هم كذلك إذ أطلع الله عز وجل لهم نجمهم.

قال: قلت: وما السَّبطة؟

قال: الفترة والغيبة لإمامكم.

قال: قلت: فكيف نصنع فيها بين ذلك؟

فقال: كونوا علي ما أنتم عليه حتي يُطلع الله لكم نجمكم»(1).

4- غيبة النعماني: حدثنا أحمد بن هوذة الباهلي أبو سليمان عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن أبي عبد الله بن حماد الأنصاري عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله «عليه السلام» أنه قال: «يا أبان يصيب العالم سبطة يأرز العلم بين المسجدين كما تأرز الحية في جحرها.

قلت: فيا السبطة؟

قال: دون الفترة، فبينما هم كذلك إذا طلع لهم نجمهم .

فقلت: جعلت فداك، فكيف نكون ما بين ذلك؟

فقال لي: (كونوا علي) ما أنتم عليه حتي يأتيكم الله بصاحبها»(2).

5 - روضة الكافي: محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن بعض أصحابه، وعلي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير جميعاً عن محمد بن أبي حمزة عن

ص: 32


1- كمال الدين وتمام النعمة ص327 ح 41.
2- غيبة النعماني ص 160 ح8 وعنه البحار ج 52ص134 ح38.

حمران في حديث طويل عن أبي عبد الله «عليه السلام» مع المنصور العباسي يسأله بعض الموالي: «إلي متي هؤلاء يملكون؟ أو متي الراحة منهم؟

فقال: أليس تعلم أن لكل شيء مدة؟

قال: بلي.

فقال: هل ينفعك علمك؟

إن هذا الأمر إذا جاء كان أسرع من طرفة العين، إنك لو تعلم حالهم عند الله عز وجل وكيف هي؟

كنت لهم أشد بغضاً، ولو جهدت وجهد أهل الأرض أن يدخلوهم في أشد ما هم فيه من الإثم لم يقدروا، فلا يستفزّنّك الشيطان، فإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون. .

ألا تعلم أن من انتظر أمرنا، وصبر علي ما يري من الأذي والخوف هو غداً في زمرتنا.

فإذا رأيت الحق قد مات وذهب أهله، ورأيت الجور قد شمل البلاد، ورأيت القرآن قد خلق، وأُحدث فيه ما ليس فيه، ووجّه علي الأهواء، ورأيت الدين قد انكفأ كما ينكفيء الإناء، ورأيت أهل الباطل قد استعلوا علي أهل الحق،ورأيت الشر ظاهراً لا يُنهي عنه ويُعذر أصحابه، ورأيت الفسق قد ظهر، واكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء، ورأيت المؤمن صامتاً لا يقبل قوله، ورأيت الفاسق يكذب ولا يردّ عليه كذبه وفريته، ورأيت الصغير يستحقر الكبير، ورأيت الأرحام قد تقطعت، ورأيت من يمتدح بالفسق يضحك منه ولا يرد عليه قوله.

ورأيت الغلام يُعطي ما تُعطي المرأة، ورأيت النساء يتزوجن النساء،

ص: 33

ورأيت الثناء قد كثر، ورأيت الرجل ينفق المال في غير طاعة الله فلا يُنهي ولا يؤخذ علي يديه، ورأيت الناظر يتعوذ مما يري المؤمن فيه من الاجتهاد، ورأيت الجار يؤذي جاره وليس له مانع.

ورأيت الكافر فرحاً لما يري في المؤمن، مرحاً بما يري في الأرض من الفساد، ورأيت الخمور تُشرب علانية، ويجتمع عليها من لا يخاف الله عز وجل، ورأيت الآمر بالمعروف ذليلاً، ورأيت الفاسق فيما لا يحب الله قوياً محموداً .

ورأيت أصحاب الآيات يحقرون ويحتقر من يحبهم، ورأيت سبيل الخير منقطعاً وسبيل الشر مسلوكاً، ورأيت بيت الله قد عُطل ويُؤمر بتركه، ورأيت الرجل يقول ما لا يفعله.

ورأيت الرجال يتسمَّنون للرجال والنساء للنساء، ورأيت الرجل معيشته من دبره ومعيشة المرأة من فرجها، ورأيت النساء يتَّخذن المجالس كما يتَّخذها الرجال.

ورأيت التأنيث في ولد العباس قد ظهر، وأظهروا الخضاب، وامتشطوا كا تمتشط المرأة لزوجها، وأعطوا الرجال الأموال علي فروجهم، وتنوفس في الرَّجل، وتغاير عليه الرجال وكان صاحب المال أعز من المؤمن، وكان الربا ظاهراً لا يعيّر، وكان الزني تُمتدح به النساء، ورأيت المرأة تصانع زوجها علي نكاح الرجال.

ورأيت أكثر الناس وخير بيت من يساعد النساء علي فسقهنَّ، ورأيت المؤمن محزوناً محتقراً ذليلاً، ورأيت البدع والزني قد ظهر، ورأيت الناس يعتدُّون بشاهد الزور.

ص: 34

ورأيت الحرام يحلّل، ورأيت الحلال يحرَّم، ورأيت الدِّين بالرأي، وعُطّل الكتاب وأحكامه، ورأيت الليل لا يستخفي به من الجرأة علي الله . ورأيت المؤمن لا يستطيع أن ينكر إلا بقلبه، ورأيت العظيم من المال ينفق في سخط الله عز وجل.

ورأيت الولاة يقرِّبون أهل الكفر ويباعدون أهل الخير، ورأيت الولاة پرتشون في الحكم، ورأيت الولاية قبالة لمن زاد، ورأيت ذوات الأرحام ينكحن ويُكتفي بهنَّ، ورأيت الرجل يقتل علي (التهمة وعلي) الظنة، ويُتغاير علي الرجل الذكر فيبذل له نفسه وماله.

ورأيت الرجل يعيّر علي إتيان النساء، ورأيت الرجل يأكل من كسب امرأته من الفجور، يعلم ذلك ويقيم عليه، ورأيت المرأة تقهر زوجها، وتعمل ما لا يشتهي، وتنفق علي زوجها.

ورأيت الرجل يكري امرأته وجاريته، ويرضي بالدَّنيِّ من الطعام والشراب، ورأيت الأيمان بالله عز وجل كثيرة علي الزُّور، ورأيت القمار قد ظهر، ورأيت الشراب تباع ظاهراً ليس عليه مانع، ورأيت النساء يبذلن أنفسهنَّ لأهل الكفر، ورأيت الملاهي قد ظهرت يمر بها لا يمنعها أحدٌ أحداً، ولا يجترئ أحد علي منعها.

ورأيت الشريف يستذلُّه الذي يخاف سلطانه، ورأيت أقرب الناس من الولاة من يمتدح بشتمنا أهل البيت، ورأيت من يحبنا يزوَّر ولا تقبل شهادته، ورأيت الزور من القول يُتنافس فيه.

ورأيت القرآن قد ثقل علي الناس استماعه، وخفّ علي الناس استماع الباطل، ورأيت الجار يكرم الجار خوفاً من لسانه، ورأيت الحدود قد

ص: 35

عُطّلت، وعمل فيها بالأهواء، ورأيت المساجد قد زخرفت، ورأيت أصدق الناس عند الناس المفتري الكذب.

ورأيت الشر قد ظهر والسعي بالنميمة، ورأيت البغي قد فشا، ورأيت الغيبة تُستملح ويبشّر بها الناس بعضهم بعضاً.

ورأيت طلب الحج والجهاد لغير الله، ورأيت السلطان يُذلّ للكافر المؤمنَ،ورأيت الخراب قد أُديل من العمران، ورأيت الرجل معيشته من بخس المكيال والميزان، ورأيت سفك الدماء يستخف بها.

ورأيت الرجل يطلب الرئاسة لعرض الدنيا ويشهّر نفسه بخبث اللّسان ليتّقي، وتسند إليه الأمور، ورأيت الصلاة قد استّخف بها، ورأيت الرجل عنده المال الكثير لم يزكّه منذ ملكه، ورأيت الميت ينشر من قبره ويُؤذي وتُباع أكفانه، ورأيت الهرج قد كثر.

ورأيت الرجل يُمسي نشوان ويصبح سكران لا يهتم بها (يقول) الناس فيه، ورأيت البهائم تُنكح، ورأيت البهائم تفرس بعضها بعضاً، ورأيت الرجل يخرج إلي مصلَّاه ويرجع وليس عليه شيء من ثيابه. ورأيت قلوب الناس قد قست وجمدت أعينهم، وثقل الذِّكر عليهم، ورأيت السُّحت قد ظهر يُتنافس فيه، ورأيت المصلي إنها يصلي ليراه الناس.

ورأيت الفقيه يتفَّقه لغير الدِّين، يطلب الدنيا والرئاسة، ورأيت الناس مع من غلب، ورأيت طالب الحلال يُذمُّ ويعيرَّ، وطالب الحرام يُمدح ويعظّم، ورأيت الحرمين يعمل فيهما بها لا يحب الله لا يمنعهم مانع ولا يحول بينهم وبين العمل القبيح أحد.

ورأيت المعازف ظاهرة في الحرمين. ورأيت الرجل يتكلم بشيء من

ص: 36

الحق ويأمر بالمعروف وينهي عن المنكر فيقوم إليه من ينصحه في نفسه فيقول: هذا عنك موضوع، ورأيت الناس ينظر بعضهم إلي بعض، ويقتدون بأهل الشرور، ورأيت مسلك الخير وطريقه خالياً لا يسلكه أحد، ورأيت الميت يهز (ء) به فلا يفزع له أحد.

ورأيت كل عام يحدث فيه من البدعة والشر أكثر مما كان، ورأيت

الخلق والمجالس لا يتابعون إلا الأغنياء.

ورأيت المحتاج يُعطي علي الضحك به، ويرحم لغير وجه الله، ورأيت الآيات في السماء لا يفزع لها أحد.

ورأيت الناس يتسافدون كا تساند البهائم، لا ينكر أحد منكراً تخوفاً من الناس، ورأيت الرجل ينفق الكثير في غير طاعة الله، ويمنع اليسير في طاعة الله.

ورأيت العقوق قد ظهر واستُخفَّ بالوالدين، وكانا من أسوأ الناس

حالاً عند الولد ويفرح بأن يفتري عليها.

ورأيت النساء قد غلبن علي الملك، وغلبن علي كلِّ أمر، لا يُؤتي إلا ما لهن فيه هوي ورأيت ابن الرجل يفتري علي أبيه، ويدعو علي والديه، ويفرح بموتهما، ورأيت الرَّجل إذا مر به يوم ولم يكسب فيه الذنب العظيم من فجور أو بخس مكيال أو ميزان أو غشيان حرام أو شرب مسكر كئيباً حزيناً يحسب أن ذلك اليوم عليه وضيعة من عمره.

ورأيت السلطان يحتكر الطعام، ورأيت أموال ذوي القربي تقسّم في الزُّور ويتقامر بها ويشرب بها الخمور، ورأيت الخمر يتداول بها وتوصف للمريض ويُستشفي بها.

ص: 37

ورأيت الناس قد استووا في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وترك التديُّن به، ورأيت رياح المنافقين وأهل النفاق دائمة، ورياح أهل الحق لا تحرك.

ورأيت الأذان بالأجر والصلاة بالأجر، ورأيت المساجد محتشية ممن لا يخاف الله مجتمعون فيها للغيبة وأكل لحوم أهل الحق، ويتواصفون فيها شراب المسكر، ورأيت السكران يصلي بالناس فهو لا يعقل ولا يُشان بالسكر، وإذا سكر أُكرم واتُّقي وخِيف، وتُرك لا يعاقب ويعذر بسكره.

ورأيت من أكل أموال اليتامي يُحدَّث بصلاحه، ورأيت القضاة يقضون بخلاف ما أمر الله، ورأيت الولاة يأتمنون الخونة للطمع، ورأيت الميراث قد وضعته الولاة لأهل الفسوق والجرأة علي الله، يأخذون منهم ويخلّونهم وما يشتهون، ورأيت المنابر يؤمر عليها بالتقوي ولا يعمل القائل بها أمر.

ورأيت الصلاة قد استخف بأوقاتها، ورأيت الصدقة بالشفاعة لا يُراد بها وجه الله وتُعطي لطلب الناس، ورأيت الناس همّهم بطونهم وفروجهم، لا يبالون بها أكلوا وبها نكحوا، ورأيت الدنيا مقبلة عليهم، ورأيت أعلام الحق قد دُرست.

فكن علي حذر واطلب من الله عز وجل النجاة، واعلم أن الناس في سخط الله عز وجل (وإنها يمهلهم لأمر يُراد بهم، فكن مرتقباً! واجتهد ليراك الله عز وجل) في خلاف ما هم عليه، فإن نزل بهم العذاب وكنت فيهم عجّلت إلي رحمة الله، وإن أُخرت ابتلوا وكنت قد خرجت مما هم فيه من الجرأة علي الله عز وجل واعلم أن الله لا يضيع أجر المحسنين، وأن رحمة

ص: 38

الله قريب من المحسنين»(1).

6- غيبة النعماني: أخبرنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن حريز عن أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد «عليها السلام» يقول:

«لا تذهب الدنيا حتي ينادي منادٍ من السماء: يا أهل الحق اجتمعوا، فيصيرون في صعيد واحد، ثم ينادي مرة أخري: يا أهل الباطل اجتمعوا، فيصيرون في صعيد واحد.

قلت: فيستطيع هؤلاء أن يدخلوا في هؤلاء؟

قال: لا والله، وذلك قول الله عز وجل: «مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَي مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّي يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ »(2) »(3).

7- العياشي: عن عجلان أبي صالح قال: سمعت أبا عبد الله «عليه السلام» يقول: «لا تمضي الأيام والليالي حتي ينادي مناد من السماء: يا أهل الحق اعتزلوا، يا أهل الباطل اعتزلوا، فيعزل هؤلاء من هؤلاء، ويعزل هؤلاء من هؤلاء.

قال: قلت: أصلحك الله يخالط هؤلاء وهؤلاء بعد ذلك النداء؟

قال: كلا، إنه يقول في الكتاب «مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَي مَا أَنْتُمْ

ص: 39


1- الكافي ج8 ص 36 ح 7 وعنه البحار ج 52 ص 254ح147.
2- الآية 179 من سورة آل عمران.
3- غيبة النعماني ص 320 ح 9.

عَلَيْهِ حَتَّي يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ (1)»(2) أثم

أقول: هذا عند خروج القائم المهدي «عليه السلام» .

8- الكافي: محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن أبان قال: سمعت أبا عبد الله «عليه السلام» يقول: «لا تذهب الدنيا حتي يخرج رجل منِّي يحكم بحكومة آل داود ولا يسأل البيّنة، يُعطي كل نفس حقّها»(3).

أقول: هذا الرجل هو القائم الحجة «عليه السلام» لما ورد في خبر أبي عبيدة الحذَّاء عن أبي عبد الله «عليه السلام» في حديث قال: «.. يا أبا عبيدة إذا قام قائم آل محمد «عليه السلام» حكم بحكم داود وسليمان لا يسأل بيّنة» (4).

ص: 40


1- الآية 179 من سورة آل عمران.
2- تفسير العياشي ج 1 ص207 ح 157 وعنه البحار ج 52 ص 222 ح 86.
3- الكافي ج 1 ص397 ح 2.
4- المصدر السابق ح 1.

الفصل الثاني:ما ورد من إخباراتهم «عليهم السلام» في

اشارة

ص: 41

ص: 42

فيما ورد عن رسول الله (صلّي الله عليه وآله )

1 - الكافي: علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: قال النبي «صلي الله عليه وآله» : «من أشراط الساعة أن يفشو الفالج وموت الفجأة»(1)

2 - الخصال: ابن الوليد عن الصفّار عن ابن معروف عن ابن فضّال عن ظريف بن ناصح عن أبي الحصين قال: سمعت أبا عبد الله «عليه السلام» يقول: «سئل رسول الله (صلي الله عليه وآله» عن الساعة فقال: عند إيمان بالنجوم وتكذيب بالقدر»(2) .

3- نوادر الراوندي: بإسناده عن موسي بن جعفر بن محمد عن آبائه «عليهم السلام» قال: قال رسول الله «صلي الله عليه وآله»: «لا يزداد المال إلا كثرة ولا يزداد الناس إلا شحّاً ولا تقوم الساعة إلا علي شرار الخلق»(3) .

4 - نوادر الراوندي بالإسناد المتقدم: قال رسول الله «صلي الله عليه وآله»: «لا تقوم الساعة حتي يطفر الفاجر، ويعجز المنصف، ويقرب الماجن، ويكون العبادة استطالة علي الناس، ويكون الصدقة مغرماً،

ص: 43


1- الكافي ج3 ص 261 ح 39 وعنه في البحار ج 6 ص 312 ح 15.
2- الخصال ج 1 ص 62ح87. وعنه في البحار ج 6 ص 313 ح 19.
3- نوادر الراوندي ص126 وعنه في البحار ج 6 ص 315 ح 25 وج52 ص188 ح15 عن كمال الدين.

والأمانة مغنماً والصلاة منّاً»(1).

5- نوادر الراوندي: بالإسناد المتقدم: قال رسول الله «صلي الله عليه وآله»: «لا تقوم الساعة حتي يذهب الحياء من الصبيان والنساء، وحتي تؤكل المعاهد كہا تؤكل الخضرة»(2).

قال في القاموس: المغثر كمنبر: شيء ينضحه الثمام والعشر والرمث كالعسل، والجمع مغاثير(3).

6 - دعوات الراوندي: قال النبي «صلي الله عليه وآله»: «إذا تقارب الزمان انتقي الموت خيار أمتي كما ينتقي أحدكم خيار الرطب من الطبق» (4).

7- غيبة الطوسي: أحمد بن إدريس عن علي بن محمد بن قتيبة عن الفضل بن شاذان عن ابن فضّال عن حمّاد عن الحسين بن المختار عن أبي نصر عن عامر بن واثلة عن أمير المؤمنين «عليه السلام» قال: قال رسول الله «صلي الله عليه و آله»: «عشرٌ قبل الساعة لابد منها: السفياني، والدجال، والدخان، والدابة، وخروج القائم، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسي «عليه السلام»، وخسف بالمشرق، وخسف بجزيرة العرب، ونار

ص: 44


1- نوادر الراوندي ص27 وعنه البحار ج 6 ص315 ح 28.
2- نوادرالراوندي ص130 وعنه البحار ج 6 ص 315 ح 30 وفيه «المغاثير» و الخضر».
3- المصدر السابق.
4- دعوات الراوندي ص 235 ح 650 وعنه البحار ج6 ص316 ح 31.

تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلي المحشر »(1).

أقول: ظاهر الرواية أنها من المحتومات قبل الساعة وقد عَدَّ منها

خروج القائم «عليه السلام» .

8- إرشاد القلوب: مرسلاً عنه «صلي الله عليه وآله»، قال رجل: صلي بنا رسول الله «صلي الله عليه وآله» من غَلَس، فنادي رجل: «متي الساعة يا رسول الله؟ فزجره حتي إذا أسفرنا رفع طرفه إلي السماء فقال: تبارك خالقها وواضعها وممهدها ومحلِّيها بالنبَّات، ثم قال: أيها السائل عن الساعة، تكون عند خبث الأمراء، ومداهنة القرَّاء، ونفاق العلماء، وإذا صدّقت أمتي بالنجوم وكذبت بالقدر، ذلك حين يتخذون الأمانة مغنماً والصدقة مغرماً والفاحشة إباحة والعبادة تكبرّاً واستطالة علي الناس»(2).

9- عيون أخبار الرضا «عليه السلام»: حدثنا محمد بن عمر بن محمد بن سليم بن البراء الجعابي قال: حدثني أبو محمد الحسن بن عبد الله بن محمد بن العباس الرازي التميمي قال: حدثني سيدي علي بن موسي الرضا «عليه السلام» قال: حدثني أبي موسي بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر بن محمد قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين قال: حدثني أبي الحسين بن علي قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب قال: قال النبي «صلي الله عليه وآله»: «لا تقوم الساعة حتي يقوم قائم للحق منا،

ص: 45


1- غيبة الطوسي ص 436 ح 426 وعنه في البحار ج 52 ص209ح48.
2- إرشاد القلوب ج1 ص67 وعنه معجم أحاديث الإمام المهدي «عليه السلام» ج1 ص39.

وذلك حين يأذن الله عز وجل له، ومن تبعه نجا ومن تخلف عنه هلك، الله الله عباد الله، فأتوه ولو حبواً علي الثلج، فإنه خليفة الله عز وجل»(1).

أقول: لا تخفي دلالة الرواية علي أن قيام القائم عليه السلام» من أشراط القيامة.

10 - تفسير القمي: حدثني أبي عن سليمان بن مسلم الخشاب عن عبد الله بن جريح المكي عن عطاء بن أبي رباح عن عبد الله بن عباس قال: حججنا مع رسول الله «صلي الله عليه وآله» حجة الوداع فأخذ بحلقة باب الكعبة ثم أقبل علينا بوجهه فقال: ألا أخبركم بأشراط الساعة؟

وكان أدني الناس منه يومئذ سلمان رحمة الله عليه، فقال: بلي يا رسول الله !

فقال «صلي الله عليه وآله»: إن من أشراط القيامة إضاعة الصلوات واتباع الشهوات، والميل إلي الأهواء، وتعظيم أصحاب المال، وبيع الدين بالدنيا، فعندها يذوب قلب المؤمن في جوفه كما يُذاب الملح في الماء مما يري من المنكر فلا يستطيع أن يغيّره.

قال سلمان: وإن هذا الكائن يا رسول الله ؟

قال: إي والذي نفسي بيده يا سلان، إنّ عندها يليهم أمراء جَوَرة

ووزراء فسقة وعرفاء ظلمة وأمناء خونة.

فقال سلمان: وإن هذا الكائن يا رسول الله؟

قال «صلي الله عليه وآله»: إي والذينفسي بيده يا سلمان، إن عندها

ص: 46


1- عيون أخبار الرضا «عليه السلام» ج1 ص65 ح230 .

يكون المنكر معروفاً والمعروف منكراً، ويُؤتمن الخائن ويخوَّن الأمين، ويصدَّق الكاذب ويُكذب الصادق.

قال سلمان: وإن هذا الكائن يا رسول الله؟

قال «صلي الله عليه وآله»: إي والذي نفسي بيده يا سلان، فعندها تكون إمارة النساء، ومشاورة الإماء وقعود الصبيان علي المنابر، ويكون الكذب ظرفاً والزكاة مغرماً، والفيء مغنماً، ويجفو الرجل والديه ويبُّر صديقه، ويطلع الكوكب المذنّب.

قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟

قال: إي والذي نفسي بيده يا سلمان، وعندها تشارك المرأة زوجها في التجارة ويكون المطر قيظاً، ويغيظ الكرام غيظاً، ويُحتقر الرجل المُعسر، فعندها تقارب الأسواق إذ قال هذا: لم أبع شيئاً، وقال هذا: لم أربح شيئاً، فلا تري إلا ذاماً لله.

قال سلمان: وإن هذا الكائن يا رسول الله؟

قال: إي والذي نفسي بيده يا سلمان، فعندها يليهم أقوام إن تكلموا قتلوهم وإن سكتوا استباحوا حقهم، لَيَستأثرون أنفسهم بفئهم وليطؤنَّ حرمتهم، وليسفكنّ دماءهم، وليملؤنّ قلوبهم دغلاً ورعباً، فلا تراهم إلا وجلين خائفين مرعوبين مرهوبين.

قال سلمان: وإن هذا الكائن يا رسول الله؟

قال: إي والذي نفسي بيده يا سلمان، إن عندها يؤتي بشيء من المشرق وشيء من المغرب يلُون أمتي، فالويل لضعفاء أمتي منهم، والويل لهم من الله، لا يرحمون صغيراً ولا يوقِّرون كبيراً ولا يتجاوزون عن مسيء، جثثهم

ص: 47

جثة الآدميين، وقلوبهم قلوب الشياطين.

قال سلمان: وإن هذا الكائن يا رسول الله؟

قال: إي والذي نفسي بيده يا سلمان، وعندها يكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء ويُغار علي الغلمان كما يُغار علي الجارية في بيت أهلها، وتشبّه الرجال بالنساء والنساء بالرجال، وليركبنَّ ذوات الفروج السروج، فعليهن من أمتي لعنة الله.

قال سلمان: وإن هذا الكائن يا رسول الله؟

قال: إي والذي نفسي بيده يا سلمان، إن عندها تزخرف المساجد كما تزخرف البيع والكنائس، وتحلّي المصاحف، وتطوّل المنارات وتكثر الصفوف بقلوب متباغضة وألسن مختلفة.

قال سلمان: وإن هذا الكائن يا رسول الله؟

قال: إي والذي نفسي بيده يا سلمان، وعندها تحلّي ذكور أمتي بالذهب ويلبسون الحرير والديباج ويتخذون جلود النمور صفاقاً.

قال سلمان: وإن هذا الكائن يا رسول الله؟

قال: إي والذي نفسي بيده يا سلمان، وعندها يظهر الربا ويتعاملون بالعينة والرشي، ويوضع الدين وترفع الدنيا.

قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟

قال: إي والذي نفسي بيده يا سلمان، وعندها يكثر الطلاق فلا يقام لله حد ولا يضروا الله شيئاً.

قال سلمان: وإن هذا الكائن يا رسول الله؟

قال: إي والذي نفسي بيده يا سلمان، وعندها تظهر القينات والمعازف

ص: 48

ويليهم أشرار أمتي.

قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟

قال «صلي الله عليه وآله»: إي والذي نفسي بيده يا سلمان، وعندها تحج أغنياء أمتي للنزهة وتحج أوساطها للتجارة، وتحج فقراؤهم للرياء والسمعة، فعندها يكون أقوام يتعلَّمون القرآن لغير الله ويتَّخذونه مزامير، يكون أقوام يتفقَّهون لغير الله، وتكثر أولاد الزني، ويتغنون بالقرآن، ويتهافتون بالدنيا.

قال سلمان: وإن هذا الكائن يا رسول الله؟

قال «صلي الله عليه وآله»: إي والذي نفسي بيده يا سلمان، ذاك إذا انتهكت المحارم واكتسبت المآثم وتسلّط الأشرار علي الأخبار، ويفشو الكذب وتظهراللجاجة وتفشو الفاقة، ويتباهون في اللباس، ويمطرون في غير أوان المطر، ويستحسنون الكُوبة والمعازف، وينكرون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتي يكون المؤمن في ذلك الزمان أذل من الأمَة، ويُظهر قرَّاؤهم وعبّادهم فيما بينهم التلاوم، فأولئك يُدعون في ملكوت السماوات الأرجاس والأجناس.

قال سلمان: وإن هذا الكائن يا رسول الله؟

قال: إي والذي نفسي بيده يا سلمان، فعندها لا يحِضّ الغني علي الفقير حتي أن السائل يسأل فيما بين الجمعتين لا يصيب أحداً يضع في كفه شيئاً.

قال سلمان: وإن هذا الكائن يا رسول الله؟

قال «صلي الله عليه وآله»: إي والذي نفسي بيده يا سلمان، عندها يتكلم الرُّويبضة، فقال: وما الرويبضة يا رسول الله فداك أبي وأمي؟

ص: 49

قال «صلي الله عليه وآله »: يتكلم في أمر العامة من لا يتكلم، فلم يلبثوا إلا قليلاً حتي تخور الأرض خورةً فلا يظن كل قوم إلا أنها خارت في ناحيتهم، فيمكثون ما شاء الله ثم ينكتون (كذا) في مكثهم فتُلقي لهم الأرض أفلاذ كبدها ذهباً وفضة، ثم أومأ بيده إلي الأساطين.

فقال: مثل هذا، فيومئذٍ لا ينفع ذهب ولا فضة، فهذا معني قوله: فقد جاء أشراطها »(1).

11 - الإمامة والتبصرة لعلي بن بابويه: عن هارون بن موسي عن محمد بن موسي عن محمد بن علي بن خلف عن موسي بن إبراهيم عن موسي بن جعفر عن أبيه عن آبائه «عليهم السلام» قال: قال رسول الله «صلي الله عليه وآله»: «ظهور البواسير وموت الفجأة والجُذام من اقترابالساعة » (2).

12 - دعوات الراوندي: بإسناده عن موسي بن جعفر عن آبائه «عليهم السلام» قال: قال رسول الله «صلي الله عليه وآله» : «النجوم أمنة من السماء لأهل السماء، فإذا تناثرت دني من أهل السماء ما يوعدون، والجبال أمنة لأهل الأرض فإذا سُيّرت دني من أهل الأرض ما يوعدون»(3).

13 - نوادر الراوندي: بإسناده عن موسي بن جعفر بن محمد عن آبائه

ص: 50


1- تفسير القمي ج2 ص303 وما بعدها وعنه معجم أحاديث الإمام المهدي «عليه السلام» ج2 ص218ح536.
2- بحار الأنوار ج 52 ص268 ح 157 عن الإمامة والتبصرة.
3- دعوات الراوندي ص291 ح 36 وعنه البحار ج 7 ص 100 ح 3.

«عليهم السلام» قال: قال رسول الله «صلي الله عليه وآله»: «القرون أربعة: أنا في أفضلها قرناً ثم الثاني ثم الثالث، فإذا كان الرابع اتقي الرجال بالرجال والنساء بالنساء، فقبض الله كتابه من صدور بني آدم، فيبعث الله ربحاً سوداء ثم لا يبقي أحد سوي الله تعالي - إلا قبضه الله إليه»(1) .

ص: 51


1- نوادر الراوندي ص125 وعنه البحار ج 6 ص314 ح 28 و 22 ص 309 ح 10.

فيما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السّلام)

1- العياشي عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده «عليهم السلام» قال: قال أمير المؤمنين «عليه السلام»: «إن الناس يوشكون أن ينقطع بهم العمل ويسد عليهم باب التوبة، فلا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً»(1).

2- كمال الدين: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق (رض) قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيي الجلودي بالبصرة قال: حدثنا الحسين بن معاذ قال: حدثنا قيس بن حفص قال: حدثنا يونس بن أرقم عن أبي سيار الشيباني عن الضحاك بن مزاحم عن النزال بن سبرة قال: «خطبنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليه السلام» فحمد الله عز وجل وأثني عليه صلي علي محمد «صلي الله عليه وآله»..

ثم ذكر الدجال وعلاماته وخروجه ثم قال: «ألا أن بعد ذلك الطامة

الكبري.

قلنا: وما ذلك يا أمير المؤمنين؟

قال: خروج دابة (من) الأرض من عند الصفا معها خاتم سليمان بن داود وعصا موسي «عليه السلام»، يضع الخاتم علي وجه كل مؤمن فينطبع فيه: هذا مؤمن حقاً، ويضعه علي وجه كل كافر فينكتب هذا كافر حقاً،

ص: 52


1- تفسير العياشي ج 1 ص 384 ح 127 وعنه البحار ج 6 ص 312 ح 12.

حتي أن المؤمن لينادي: الويل لك يا كافر، وإن الكافر ينادي: طوبي لك يا مؤمن، وددت أني اليوم كنت مثلك فأفوز فوزاً عظيماً.

ثم ترفع الدابة رأسها فيراها من بين الخافقين بإذن الله جل جلاله وذلك بعد طلوع الشمس من مغربها، فعند ذلك تُرفع التوبة، فلا توبة تُقبل ولا عمل يُرفع « لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ »(1)»(2).

أقول: ستأتي روايات أخري في دابة الأرض في روايات أبي جعفر وأبي عبد الله «عليها السلام».

ص: 53


1- الآية 158 من سورة الأنعام.
2- كمال الدين ص476 ح 1.

ما ورد عن أبي جعفر الباقروأبي عبد الله الصادق (عليهما السّلام)

1- العياشي: عن زرارة وحمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبي عبد الله «عليهما السلام» في قوله تعالي « يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا »(1)

قال: «طلوع الشمس من المغرب وخروج الدابة والدخان والرجل

يكون مصراً، ولم يعمل علي الإيمان ثم تجيء الآيات فلا ينفعه إيمانه»(2) .

2- تفسير القمي: أبي عن صفوان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي جعفر «عليه السلام» في قوله « يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا »(3).

قال: نزل: أو اكتسبت في إيمانها خيراً « قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ ».

قال: إذا طلعت الشمس من مغربها فكل من آمن في ذلك اليوم لا ينفعه إيمانه (4) .

3- الكافي: علي عن أبيه والقاساني جميعاً عن الأصفهاني عن المنقريّ عن فضيل بن عيّاض عن أبي عبد الله عن أبيه «عليها السلام» قال: «بعث

ص: 54


1- الآية 158 من سورة الأنعام.
2- تفسير العياشي ج1 ص384 ح 128 وعنه البحار ج 6 ص 312ح 13.
3- الآية 158 من سورة الأنعام.
4- تفسير القمي ج 1 ص 222 وعنه البحار ج 6 ص 313 ح 18.

الله محمداً «صلي الله عليه و آله» بخمسة أسياف: ثلاثة منها شاهرة فلا تُغمد حتي تضع الحرب أوزارها، ولن تضع الحرب أوزارها حتي تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت الشمس من مغربها أمن الناس كلهم في ذلك اليوم، فيومئذٍ لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً»(1).

وروي: عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عن أبيه «عليها السلام» مثله.

4 - تفسير القمي في قوله تعالي «وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ »(2) في بيان عمل السد عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: «فحال بين يأجوج ومأجوج وبين الخروج ثم قال ذو القرنين: « هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا »(3) قال: «إذا كان قبل يوم القيامة انهدم السَّد وخرج يأجوج ومأجوج إلي العمران، وأكلوا الناس، وساق الحديث..»(4).

5 - تفسير القمي: في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر «عليه السلام» في قوله: « إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَي أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً »(5) : «وسيريك في آخر الزمان آيات

ص: 55


1- الكافي ج5 ص10ح 2 وعنه البحار ج 6 ص 312ح 16 و 17.
2- الآية 83 من سورة الكهف.
3- الآية 98 من سورة الكهف.
4- تفسير القمي ج2 ص 41 وعنه البحار ج6 ص313 ح 21 وج12 ص179 ح21.
5- الآية 37 من سورة الأنعام.

منها دابة الأرض، والدجال، ونزول عيسي بن مريم، وطلوع الشمس من مغربها»(1).

6 - تفسير القمي: أبي عن ابن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: «انتهي رسول الله «صلي الله عليه وآله» إلي أمير المؤمنين «عليه السلام» وهو نائم في المسجد قد جمع رملاً ووضع رأسه عليه فحركه برجله ثم قال: قم يا دابة الله.

فقال رجل من أصحابه: يا رسول الله، أنسمّي بعضنا بعضاً بهذا

الاسم؟

فقال: لا والله ما هو إلا له خاصة، وهو الدابة التي ذكرها الله في كتابه «وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ »(2).

ثم قال: يا علي، إذا كان آخر الزمان أخرجك الله في أحسن صورة

ومعك ميسم تَسِمُ به أعداءك »(3).

7- كتاب الزهد للحسين بن سعيد: إبراهيم بن أبي البلاد عن يعقوب بن شعيب بن ميثم قال: سمعت أبا عبد الله «عليه السلام» يقول: «نار تخرج من قعر عدن تضيء لها أعناق الإبل تبصر من أرض الشام تسوق

ص: 56


1- تفسير القمي ج1 ص198 وعنه البحار ج 52 ص181 ح4. ومعجم أحاديث الإمام المهدي «عليه السلام» ج 5 ص 97 ح1518.
2- الآية 82 من سورة النمل.
3- تفسير القمي ج2 ص130 وعنه البحار ج53 ص52 ح30.

الناس إلي المحشر»(1).

8- الكافي: عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي عن بعض أصحابه عن أبي سعيد الخيبري عن المفضل بن عمر قال: قال لي أبو عبد الله «عليه السلام»: «اكتب وبثّ علمك في إخوانك، فإن متّ فأورث كتبك بنيك، فإنه يأتي علي الناس زمان حَرِجٌ (هرجٌ) لا يأنسون فيه إلا بكتبهم»(2).

9- المحاسن: عنه (أحمد بن محمد بن خالد البرقي) عن علي بن الحكم عن الربيع بن محمد المسلمي عن عبد الله بن سليمان العامري عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: «ما زالت الأرض ولله فيها حجة يعرف الحلال والحرام ويدعو إلي سبيل الله، ولا ينقطع الحجة من الأرض إلا أربعين يوماً قبل يوم القيامة، فإذا رفعت الحجة أُغلق باب التوبة ولم ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أن تُرفع الحجة، وأولئك شرار من خلق الله، وهم الذين تقوم عليهم القيامة »(3).

أقول: هذا ما وجدته في كتبنا حول إرهاصات يوم القيامة علي أن ما تقدم في القسم الأول لا يخلو من نظرة إلي آخر زمان وربما يرتبط بعضه بيوم القيامة إلا أنه لم يذكر ذلك فيه صراحة. ولا يخفي أن روايات الرجعة - وهي التي تزيد علي مائتين - تدل علي أن الرجعة من أحداث ما قبل يوم

ص: 57


1- كتاب الزهد ص95 ح 254 والبحار ج 7 ص 98 ح 1.
2- الكافي ج 1 ص 52 ح 11.
3- المحاسن ج1 ص236ح 202.

القيامة إذ تتصاحب مع خروج القائم من آل محمد «عليه السلام» وبعده . ولم أذكرها لكثرتها من جهة ولأنها مجموعة في مصنفات علمائنا الأعلام وهي كثيرة في خصوص الرجعة منها جزء 53 من بحار الأنوار. والإيقاظ من الهجعة للحر العاملي وغيرهما الكثير.

وقد ذكرت كثيراً منها في الرسالة التي صنفتها في مسألة الرجعة وأسميتها (الرجعة عند آل محمد «صلي الله عليه وآله»)، وهي بحمد لله مطبوعة ومنشورة.

ص: 58

القسم الثاني: ما ورد عنهم (عليه السّلام) من اخبارات عن وقوع أمور دون تحديد وربط بشئ

اشارة

الفصل الأول : ورد في الفتن وما يرتبط بها من خروج رجال سموا بأسمائهم أو وصفوا بصفات معينة، ونحو ذلك من الحوادث.. الفصل الثاني: ما ورد في ملك بني العباس وغيرهم..

ص: 59

ص: 60

الفصل الأول: ورد في الفتن وما يرتبط بها من خروج رجال سموا بأسمائهم أو وصفوا بصفات معينة، ونحو ذلك من الحوادث..

اشارة

ص: 61

ص: 62

ما ورد عن النبي الاكرم (صلّي الله عليه وآله )

1 - الخرائج، باب معجزات النبي «صلي الله عليه وآله»: قال «صلي الله عليه وآله»: «تُبني مدينة بين دجلة ودُجيل وقُطربّل والصراة، تُجبي إليها خزائن الأرض، يخسف بها - يعني بغداد - وذكر أرضاً يقال لها: البصرة إلي جنبها نهر يقال له دجلة، ذو نخل، ينزل بها بني قنطورا، يتفرق الناس فيه ثلاث فرق: فرقة تلحق بأهلها فيهلكون، وفرقة تأخذ علي نفسها فيكفرون، وفرقة تجعل ذراريهم خلف ظهورهم يقاتلون، قتلاهم شهداء يفتح الله علي بقيتهم»(1).

قطربّل: بالضم وتشديد الباء الموحدة أو بتخفيفها. وتشديد اللام: موضعان: أحدهما بالعراق يُنسب إليه الخمر، وقال: الصراة: نهر بالعراق . الفيروز آبادي. قنطورا: الترك... الجزري(2).

2- قرب الإسناد: هارون بن مسلم عن مسعدة بن زياد عن جعفر عن آبائه «عليهم السلام»: أن رسول الله «صلي الله عليه وآله» قال: «تاركوا الحبشة ما تاركوكم، فوالذي نفسي بيده لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين»(3).

ص: 63


1- الخرائج والجرائح ج 1 ص 69 ح128 وعنه البحار ج 18 ص 113.
2- البحار ج18 ص113.
3- قرب الإسناد ص 82 ح 268 وعنه البحار ج18 ص 145 ح4.

قال في النهاية: السويقة: تصغير الساق وهي مؤنثة، فلذلك ظهرت التاء في تصغيرها، وإنما صغر الساقين لأن الغالب علي سوق الحبشة الدقة والحموشة(1).

3- غيبة النعماني: أحمد بن هوذة عن النهاوندي عن عبد الله بن حمّاد عن أبان بن عثمان قال: قال أبو عبد الله «عليه السلام»: «بينا رسول الله «صلي الله عليه وآله» ذات يوم بالبقيع فأتاه عليّ فسلّم عليه فقال له رسول الله «صلي الله عليه وآله»: اجلس، فأجلسه عن يمينه ثم جاء جعفر بن أبي طالب فسأل عن رسول الله «صلي الله عليه وآله» فقيل: هو بالبقيع، فأتاه فسلم عليه فأجلسه عن يساره ثم جاء العباس فسأل عنه فقيل: هو بالبقيع، فأتاه فسلم عليه فأجلسه أمامه.

ثم التفت رسول الله «صلي الله عليه وآله» إلي علي «عليه السلام» فقال: ألا أبشرك، ألا أخبرك يا علي؟

فقال: بلي يا رسول الله.

فقال: كان جبرائيل عندي آنفاً وخبرني أن القائم الذي يخرج في آخر الزمان يملأ الأرض عدلاً كما ملأت ظلماً وجوراً من ذريتك من ولدك الحسين «عليه السلام» .

فقال عليّ: يا رسول الله، ما أصابنا خير قط من الله إلا علي يديك. ثم التفترسول الله «صلي الله عليه وآله» فقال: يا جعفر ألا أبشرك؟

قال: بلي يا رسول الله .

ص: 64


1- البحار ج18 ص 45.

فقال: كان جبرائيل عندي آنفاً فأخبرني أن الذي يدفعها إلي القائم من ذريتك أتدري من هو؟

قال: لا.

و قال: ذاك الذي وجهه كالدينار وأسنانه كالمنشار، وسيفه كحريق النار، يدخل الجبل ذليلاً ويخرج منه عزيزاً، يكتنفه جبرائيل و ميكائيل..»(1).

أقول: ذكرت هذا الخبر هنا لأن فيه ذكراً لرجل يخرج ويسلم الأمر إلي القائم «عليه السلام» وهو من ولد جعفر بن أبي طالب «عليه السلام» كما في نص الحديث.

ويصلح أن يكون من روايات آخر الزمان حيث ذكر «عليه السلام»

خروج القائم من علاماته.

ص: 65


1- غيبة النعماني ص 247 باب 14 ح1 وعنه البحار ج 51ص76 ح34.

ما ورد عن أمير المؤمنين علي (عليه السّلام)

1- غيبة النعماني: علي بن أحمد بن عبيد الله بن موسي عن محمد بن موسي عن أحمد بن أبي أحمد عن محمد بن علي عن علي بن الحكم عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي الطفيل قال: سأل ابن الكوّاء أمير المؤمنين «عليه السلام» عن الغضب.

فقال: هيهات الغضب هيهات، موتات فيهنَّ موتات، وراكب الذّعلبة، وما راكب الذّعلبة، مختلط جوفها بوضينها، يخبرهم بخبر يقتلونه، ثم الغضب عند ذلك»(1).

بيان: الوضين للهودج بمنزلة البطان للقتب، وكلاهما يشد كل واحد منهما به، وإذا كان غير ثابت يضطرب جميع ما عليه. وقوله تعالي «عَلَي سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ »(2)، أي منسوجة بعضها علي بعض كما يوضن الدرع بمضاعفة بعضها علي بعض(3).

2- غيبة النعماني : محمد بن همام عن حميد بن زياد عن محمد بن علي بن غالب عن يحيي بن عُليم عن أبي جميلة عن جابر قال: حدثني من رأي المسيب بن نجبة قال: «جاء رجل إلي أمير المؤمنين «عليه السلام» ومعه

ص: 66


1- غيبة النعماني ص 267 ح 38 وعنه في البحار ج 52 ص240ح108.
2- الآية 15 من سورة الواقعة.
3- مجمع البحرين ج6 ص326 مادة وضن.

رجل يقال له ابن السوداء، فقال له: يا أمير المؤمنين، إن هذا يكذب علي الله وعلي رسوله ويستشهدك.

فقال أمير المؤمنين: لقد أعرض وأطول، يقول ماذا؟

قال: يذكر جيش الغضب.

فقال: خلّ سبيل الرجل! أولئك قوم يأتون في آخر الزمان، قزع كقزع الخريف، الرجل والرجلان والثلاثة في كل قبيلة حتي يبلغ تسعة، أما والله إني لأعرف أميرهم واسمه، ومناخ ركابهم ثم نهض وهو يقول: (باقراً) باقراً باقراً.

ثم قال: ذلك رجل من ذريتي يبقر الحديث بقراً»(1).

بيان: قال الطريحي: «قزع الخريف أي قطع السحاب المتفرقة، قيل: إنما خص الخريف لأنه أول الشتاء والسحاب فيه يكون متفرقاً غير متراكم ولا مطبق ثم يجتمع بعضه إلي بعض بعد ذلك»(2).

أقول: سيأتي في علامات الظهور: أن أصحاب الإمام «عليه السلام» يجتمعون إليه كقزع الخريف. وتصلح أن تكون هذه الرواية من روايات آخر الزمان المتقدمة.

3- غيبة النعماني: علي بن الحسين المسعودي عن محمد بن يحيي العطار بقم عن محمد بن الحسن الرازي عن محمد بن علي الكوفي عن عبد الرحمن

ص: 67


1- غيبة النعماني ص311 باب 20 ح1 وعنه البحار ج 52 ص247 ح 128.وسيأتي شبيه له في روايات المهدي «عليه السلام» .
2- مجمع البحرين ج 4 ص 378 مادة قزع.

بن أبي حماد عن يعقوب بن عبد الله الأشعري عن عتبة بن سعد (ان) بن يزيد عن الأحنف بن قيس قال: «دخلت علي علي «عليه السلام» في حاجة لي فجاء ابن الكواء وشبث بن ربعي فاستأذنا عليه فقال لي علي «عليه السلام»: إن شئت أن آذن لهما فإنك أنت بدأت بالحاجة؟

قال: فقلت: يا أمير المؤمنين، فأذن لها، فدخلا.

فقال: ما حملكما علي أن خرجتما علي بحرورا؟

قالا: أحببنا أن تكون من الغضب.

فقال: ويحكما وهل في ولايتي غضب؟ أو يكون الغضب حتي يكون من البلاء كذا وكذا»(1).

4 - غيبة الطوسي: الفضل عن أبي حاتم عن محمد بن يزيد الآدمي - بغدادي عابد - قال: حدثنا يحيي بن سليم الطائفي عن متيل بن عباد قال: «سمعت أبا الطفيل يقول: سمعت علي بن أبي طالب «عليه السلام» يقول: أظلتكم فتنة (مظلمة) عمياء منكشفة لا ينجو منها إلا النومة.

قيل: يا أبا الحسن وما النومة؟

قال: الذي لا يعرف الناس ما في نفسه »(2).

أقول: سيأتي مثله عن غيبة النعماني بسند آخر عن أبي عبد الله «عليه السلام» عن أمير المؤمنين «عليه السلام» .

5 - مستدرك سفينة البحار: في خطبة الملاحم لأمير المؤمنين «عليه

ص: 68


1- غيبة النعماني ص 312 ح 2 وعنه البحار ج 52 ص 248 ح 129.
2- غيبة الطوسي ص 465 ح 481.

السلام» التي خطب بها بعد وقعة الجمل بالبصرة قال: «ليخرج الحسني صاحب طبرستان مع جمّ كثير من خيله ورجله حتي يأتي نيسابور فيفتحها ويقسم أبوابها، ثم يأتي أصبهان ثم إلي قم، فيقع بينه وبين أهل قم وقعة عظيمة يُقتل فيها خلق كثير، فيهزم أهل قم، فينهب الحسني أموالهم ويسبي ذراريهم ونساءهم ويخرب دورهم، فيفزع أهل قم إلي جبل يقال له: وراردهار، فيقيم الحسني ببلدهم أربعين يوماً، ويقتل منهم عشرين رجلاً ويصلب منهم رجلين ثم يرحل عنهم»(1).

6 - الإرشاد: قال أمير المؤمنين «عليه السلام»: «يا أيها الناس إني دعوتكم إلي الحق فتولَّيتم عني، وضربتكم بالدرة فأعييتموني، أما إنه سيليكم من بعدي ولاة لا يرضون منكم بهذا حتي يعذّبوكم بالسياط والحديد، إنه من عذّب الناس في الدنيا عذّبه الله في الآخرة، وآية ذلك أن يأتيكم صاحب اليمن حتي يحلَّ بين أظهركم فيأخذ العمال وعمَّال العمال رجل يقال له يوسف بن عمر» وكان الأمر في ذلك كما قال «عليه السلام»(2).

7- مناقب آل أبي طالب: الأعمش بروايته عن رجل من همدان قال: «كنا مع علي «عليه السلام» بصفين فهزم أهل الشام ميمنة العراق، فهتف بهم الأشتر ليتراجعوا، فجعل أمير المؤمنين «عليه السلام» يقول لأهل الشام: يا أبا مسلم خذهم - ثلاث مرات -.

ص: 69


1- مستدرك سفينة البحار ج 8 ص598.
2- الإرشاد ج1 ص322 وعنه البحار ج 41 ص 280 ح4 .

فقال الأشتر: أوليس أبو مسلم معهم؟

قال: لست أريد الخولاني، وإنما أريد رجلاً آخر يخرج في آخر الزمان من المشرق ويهلك الله به أهل الشام ويسلب عن بني أمية ملكهم»(1).

أقول: تصلح هذه الروايات أن تكون من روايات آخر الزمان أيضاً.

8- مناقب آل أبي طالب: قال أمير المؤمنين «عليه السلام» لأهل الكوفة: «أما إنه سيظهر عليكم رجل رحب البلعوم مندحق البطن يأكل ما يجد ويطلب ما لا يجد، فاقتلوه ولن تقتلوه، ألا إنه سيأمركم بسبِّي والبراءة مني فأمَّا السبُّ فسبّوني، وأما البراءة مني فلا تتبَّرؤا مني، فإني ولدت علي الفطرة وسبقت إلي الإسلام والهجرة»(2).

أقول: هذا في معاوية بن أبي سفيان كما نص عليه شرَّاح النهج(3).

9- مناقب آل أبي طالب: قال «عليه السلام» لأهل البصرة: «إني كنت أدَّيت لكم الأمانة ونصحت لكم بالغيب واتهمتموني فكذبتموني، فسلط الله عليكم فتي ثقيف.

قالوا: وما فتي ثقيف؟

قال: رجل لا يدع الله حرمة إلا انتهكها» يعني الحجاج(4).

ص: 70


1- مناقب آل أبي طالب ج2 ص98 وعنه البحار ج 41 ص 310.
2- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج4 ص 54 ح56 ومناقب آل أبي طالب ج2 ص107.
3- مناقب آل أبي طالب ج2 ص107 وعنه البحار ج 41 ص317.
4- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج4 ص 54 ح56 ومناقب آل أبيطالب ج2 ص107.

10 - مناقب آل أبي طالب: من خطبة لأمير المؤمنين «عليه السلام»: سيخرب العراق بين رجلين يكثر بينهما الجريح والقتيل - يعني طرليك والدّويلم - لكأني أشاهد به دماء ذوات الفروج بدماء أصحاب السروج، ويل لأهل الزوراء من بني قنطورة.

ومنها: لكأني أري منية الشيخ علي ظاهر أهل الحصة قد وقعت به وقعتان يخسر فيها الفريقان - يعني وقعة الموصل - حتي سمّي باب الأذان، وويلٌ للطين من ملابسة الأشراك، وويلٌ للعرب من مخالطة الأتراك، ويلٌ لأمة محمد إذا لم تحمل أهلها البلدان، وعبر بنو قنطورة نهر جيحان، وشربوا ماء دجلة، وهمّوا بقصد البصرة والأبلة، وأيم الله لتعرفنّ بلدتكم حتي كأني أنظر إلي جامعها كجؤجؤ سفينة أو نعامة جاثمة»(1).

11 - نهج البلاغة: «فتن كقطع الليل المظلم لا تقوم لها قائمة، ولا ترد لها راية، تأتيكم مزمومة مرحولة، يحفزها قائدها ويجهدها راكبها، أهلها قوم شديد كلبهم، قليل سلبهم، يجاهدهم في الله قوم أذلة عند المتكبرين، في الأرض مجهولون، وفي السماء معروفون، فويل لك يا بصرة من جيش من نقم الله، لا رهج له ولا حس، وسيبتلي أهلك بالموت الأحمر والجوع الأغبر»(2).

12 - نهج البلاغة: «يا أحنف كأني به وقد سار بالجيش الذي لا يكون غبار ولا لجب ولا قعقعة لجم ولا حمحمة خيل، يثيرون الأرض بأقدامهم

ص: 71


1- مناقب آل أبي طالب ج2 ص110 وعنه البحار ج 1 ص 322.
2- نهج البلاغة (بشرح عبده) ج1 ص196 ح 102 وعنه البحار ج 41 ص 331 ح52.

كأنها أقدام العام (يومئ بذلك إلي صاحب الزنج).

ثم قال «عليه السلام»: ويل لسكككم العامرة والدور المزخرفة التي لها أجنحة كأجنحة النّسور، وخراطيم كخراطيم الفيلة، من أولئك الذين لا يندب قتيلهم ولا يفقد غائبهم، أنا كابّ الدنيا لوجهها، وقادرها بقدرها وناظرها بعينها»(1).

13 - نهج البلاغة: «لكأني أنظر إلي ضلّيل قد نعق بالشام وفحص براياته في ضواحي كوفان، فإذا فغرت فاغرته واشتدت شكيمته وثقلت في الأرض وطأته، عضت الفتنة أبناءها بأنيابها، وماجت الأرض بأمواجها وبدا من الأيام كلوحها ومن الليالي كدوحها، فإذا أينع زرعه وقام علي ينعه، وهدرت شقاشقه وبرقت بوارقه، عقدت رايات الفتن المعضلة، وأقبلن كالليل المظلم والبحر الملتطم، هذا وكم يخرق الكوفة من قاصف ويمر عليها، وعن قليل تلتف القرون بالقرون، ويحصد القائم ويحطم المحصود»(2).

14 - نهج البلاغة (يخاطب أهل البصرة): «يا أهل المؤتفكة ائتكفت بأهلها ثلاثاً، وعلي الله تمام الرابعة، يا جند المرأة وأعوان البهيمة رغاً فأجبتم وعُقر (فهربتم) فانهزمتم، أخلاقكم دقاق وماؤكم زعاق، بلادكم أنتن بلاد الله تربة وأبعدها من السماء، بها تسعة أعشار الشّر، المحتبس فيها بذنبه،

ص: 72


1- نهج البلاغة (بشرح عبده) ج 2 ص 9 ح128 وعنه البحار ج 41 ص334 ح55.
2- بحار الأنوار ج 4 ص 356 ح 64 عن نهج البلاغة (بشرح عبده) ج2 ص 22 بتفاوت.

والخارج منها بعفو الله، كأني أنظر إلي قريتكم هذه وقد طبّقها الماء حتي ما يُري منها إلا شُرُف المسجد كأنه جؤجؤ طير في لجَّة بحر.

فقام إليه الأحنف بن قيس فقال: يا أمير المؤمنين ومتي يكون ذلك؟

قال: يا أبا بحر، إنك لن تدرك ذلك الزمان وإن بينك وبينه لقروناً، ولكن ليبلغ الشاهد منكم الغائب عنكم لكي يُبلّغوا إخوانهم إذا هم رأوا البصرة قد تحولت أخصاصها دوراً وآجامها قصوراً فالهرب الهرب فإنه لا بصيرة لكم يومئذٍ.

ثم التفت عن يمينه فقال: كم بينكم وبين الأبلّة؟

فقال له المنذر بن الجارود: فداك أبي وأمي أربعة فراسخ.

قال له: صدقت، فوالذي بعث محمداً وأكرمه بالنبوة وخصَّه بالرسالة وعجّل بروحه إلي الجنة، لقد سمعت منه كما تسمعون مني أن قال:

يا عليّ هل علمت أن بين التي تسمّي البصرة والتي تسمي الأبلّة أربعة فراسخ، وقد يكون في التي تسمّي الأبلّة موضع أصحاب العشور، يُقتل في ذلك الموضع من أمتي سبعون ألفاً، شهيدهم يومئذٍ بمنزلة شهداء بدر.

فقال له المنذر: يا أمير المؤمنين، ومن يقتلهم فداك أبي وأمي؟

قال: يقتلهم إخوان الجن، وهم جيل كأنهم الشياطين، سودٌ ألوانهم، منتنة أرواحهم، شديد كلبهم، قليل سلبهم، طوبي لمن قتلهم وطوبي لمن قتلوه، ينفر لجهادهم في ذلك الزمان قوم، هم أذلة عند المتكبرين من أهل ذلك الزمان، مجهولون في الأرض، معروفون في السماء، تبكي السماء عليهم وسكانها.

ثم هملت عيناه بالبكاء ثم قال: ويحك يا بصرة من جيش لا رهج له

ص: 73

ولا حس.

قال له المنذر: يا أمير المؤمنين، وما الذي يصيبهم من قبل الغرق مما ذكرت، وما الويح؟ وما الويل؟

فقال: هما بابان، فالويح باب الرحمة، والويل باب العذاب، يا ابن الجارود، نعم ثارات عظيمة، منها عُصبة يقتل بعضها بعضاً، ومنها فتنة تكون بها، خراب منازل وخراب ديار، وانتهاك أموال، وقتل رجال، وسبي نساء يذبحن ذبحاً، يا ويل أمرهنَّ حديث عجب، منها أن يستحلّ بها الدجَّال الأكبر الأعور الممسوح العين اليمني، والأخري كأنها ممزوجة بالدم لكأنها في الحمرة علقة، ناتئ الحدقة كهيئة حبة العنب الطافية علي الماء، يتبعه من أهلها عدةُ من قتل بالأبلّة من الشهداء، أناجيلهم في صدورهم، يُقتل من يُقتل، ويهرب من يهرب، ثم رجفٌ ثم قذفٌ ثم خسفٌ ثم مسخٌ ثم الجوع الأغبر ثم الموت الأحمر وهو الغرق.

يا منذر، إن للبصرة ثلاثة أسماء سوي البصرة في الزبر الأول لا يعلمها إلا العلماء منها الخُريبة ومنها تدمر ومنها المؤتفكة..

يا منذر، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، لو أشاء لأخبرتكم بخراب العرصات عرصة عرصة، ومتي تخرب ومتي تعمر بعد خرابها إلي يوم القيامة، وإن عندي من ذلك علماً جماً، وإن تسألوني تجدوني به عالماً لا أخطئ منه علماً»(1).

أقول: سيأتي ذكرٌ للدجال في روايات السفياني أيضاً.

ص: 74


1- البحار ج 32 ص253 وما بعدها ح199 عن ابن ميثم البحراني مرسلاً.

19 - مشارق البرسي: مرسلاً قال: ومن خطبة له «عليه السلام» تسمي التطنجية، ظاهرها أنيق وباطنها عميق فليحذر قارئها من سوء ظنه، فإن فيها من تنزيه الخالق ما لا يطيقه أحد من الخلائق، خطبها أمير المؤمنين «عليه السلام» بين الكوفة والمدينة فقال: «يا جابر إذا صاح الناقوس وكبس الكابوس وتكلم الجاموس فعند ذلك عجائب وأي عجائب، إذا أنارت النار بصري وظهرت الراية العثمانية بوادي سوداء، واضطربت البصرة، وغلب بعضهم بعضاً، وصبا كل قوم علي قوم، وتحركت عساكر خراسان، ونبع شعيب بن صالح التميمي من بطن طالقان، وبُويع لسعيد السوسي بخوزستان، وعُقدت الراية العاليق كُردان، وتغلبت العرب علي بلاد الأرمن والسِّقلاب، وأذعن هرقل بقسطنطينة لبطارقة سينان، فتوقعوا ظهور مكلِّم موسي من الشجرة علي الطور، فيظهر هذا ظاهر مكشوف ومعاين موصوف.

ثم بكي صلوات الله عليه وقال: واهاً للأمم، إما شاهدت رايات بني عُتبة مع بني كنام السائرين أثلاثاً، المرتكبين جبلاً جبلاً مع خوف شديد وبؤس عتيد، ألا وهو الوقت الذي وُعدتم به، لأحملنَّهم علي نجائب، تحفهم مراكب الأفلاك، كأني بالمنافقين يقولون: نصَّ عليّ علي نفسه بالرَّبانية، ألا فاشهدوا شهادة أسألكم بها عند الحاجة إليها أن علياً نورٌ مخلوق وعبدٌ مرزوق، ومن قال غير هذا فعليه لعنة الله ولعنة اللاعنين»(1).

ص: 75


1- معجم أحاديث الإمام المهدي «عليه السلام» ج3 ص 27 ح 581 عن مشارق البرسي ص166 - 170.

16 - مختصر بصائر الدرجات، قال: ووقفت علي كتاب خطب لمولانا أمير المؤمنين «عليه السلام»، وعليه خط السيد رضي الدين علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن طاوس ما صورته: هذا الكتاب ذكر كاتبه رجلين بعد الصادق «عليه السلام»، فيمكن أن يكون تاريخ كتابته بعد المائتين من الهجرة لأنه «عليه السلام» انتقل بعد سنة مائة وأربعين من الهجرة، وقد روي بعض ما فيه عن أبي روح فرج بن مروة عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد «عليه السلام»، وبعض ما فيه عن غيرهما، ذكر في الكتاب المشار إليه خطبة لمولانا أمير المؤمنين «عليه السلام» تسمّي «المخزون»، ثم ذكر الخطبة بطولها جاء فيها: «.. ثم يخرج عن الكوفة مائة ألف بين مشرك و منافق حتي يضربوا دمشق لا يصدُّهم عنها صادّ، وهي إرم ذات العماد، وتقبل رايات (من) شرقي الأرض ليست بقطن ولا كتان، ولا حرير مُخَتّمة في رؤوس القنا بخاتم السيد الأكبر يسوقها رجل من آل محمد «صلي الله عليه وآله» يوم تطير بالمشرق..

إلي أن قال: ويأتيهم يومئذ الخسف والقذف والمسخ فيومئذٍ تأويل هذه الآية « وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ »(1)»(2).

17 - دلائل الإمامة: قال أبو علي النهاوندي: حدثنا القاشاني قال: حدثنا محمد بن سليمان قال: حدثنا علي بن سيف قال: حدثني أبي عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: جاء رجل إلي أمير

ص: 76


1- الآية 83 من سورة هود .
2- مختصر بصائر الدرجات ص195 وما بعدها.

المؤمنين فشكا إليه طول دولة الجور فقال له أمير المؤمنين: «والله لا يكون ما تأملون حتي يهلك المبطلون ويضمحلّ الجاهلون ويأمن المتقون، وقليل ما يكون حتي يكون لأحدكم موضع قدمه، وحتي يكونوا علي الناس أهون من الميت (الميتة) عند صاحبها، فبينا أنتم كذلك إذ جاء نصر الله والفتح وهو قوله عز وجل في كتابه «حَتَّي إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا » (1)»(2).

18 - غيبة الطوسي: جماعة عن أبي المفضل الشيباني عن أبي نعيم نصر بن عصام ابن المغيرة العمري عن أبي يوسف يعقوب بن نعيم بن عمرو وقرقارة الكاتب عن أحمد بن محمد الأسدي عن محمد بن أحمد عن إسماعيل بن عباس عن مهاجر بن حكيم عن معاوية بن سعيد عن أبي جعفر محمد بن علي «عليه السلام» قال: «قال علي بن أبي طالب «عليه السلام»: إذا اختلف رمحان بالشام فهو آية من آيات الله تعالي.

قيل: ثم مه؟

قال: ثم رجفة تكون بالشام، تهلك فيها مائة ألف يجعلها الله رحمة للمؤمنين وعذاباً علي الكافرين، فإذا كان ذلك فانظروا إلي أصحاب البراذين الشهب والرايات الصفر، تقبل من المغرب حتي تحل بالشام، فإذا كان ذلك فانتظروا خسفاً بقرية من قري الشام يقال لها: خرشنا، فإذا كان

ص: 77


1- الآية 110 من سورة يوسف.
2- دلائل الإمامة ص471 ح 66/462 .

ذلك فانتظروا ابن آكلة الأكباد بوادي اليابس»(1).

أقول: يريد «عليه السلام» بابن آكلة الأكباد السفياني لأنه من ولد أبي سفيان وهند آكلة الأكباد.

19 - كفاية الأثر: حدثني علي بن الحسين بن مندة قال: حدثنا محمد بن الحسين المعروف الكوفي المعروف بأبي الحكم قال: حدثنا إسماعيل بن موسي بن إبراهيم قال: حدثني سليمان بن حبيب قال: حدثني شريك عن حكيم بن جبير عن إبراهيم عن علقمة بن قيس قال: خطبنا أمير المؤمنين علي منبر الكوفة خطبة اللؤلؤة، فقال فيما قال في آخرها: «ألا وإني ظاعن عن قريب، ومنطلق إلي المغيب فارتقبوا الفتنة الأموية والمملكة الكسروية، وإماتة ما أحياه الله، وإحياء ما أماته الله، واتخذوا صوامعكم بيوتكم، وعضّوا علي مثل جمر الغضا، واذكروا الله كثيراً فذكره أكبر لو كنتم تعلمون..»(2).

20 - المناقب: من خطبته في الملاحم المعروفة بالزهراء: «وإن من السنين سنون جواذع تجذع فيها ألف غطارفة وهراقلة، يقتل فيها رجال، وتُسبي فيها نساء، ويُسلب فيها قوم أموالهم وأديانهم، وتخرب وتحرق دورهم وقصورهم، وتملك عليهم عبيدهم وأراذلهم وأبناء إمائهم، يذهب فيها ملك ملوك الظلمة والقضاة الخونة..»(3).

21 - نهج البلاغة: يومي إلي وصف الأتراك: «كأني أراهم قوماً كأن

ص: 78


1- غيبة الطوسي ص 461 ح476 وعنه في البحار ج 52 ص 216ح73.
2- كفاية الأثر ص 214 وعنه البحار ج 52 ص267 ح 155 ومعجم أحاديث الإمام المهدي «عليه السلام» ج 3 ص 24 ح 579.
3- مناقب آل أبي طالب ص 109 وعنه البحار ج 41 ص 322.

وجوههم المجان المطرقة يلبسون السرق والديباج، ويعتقبون الخيل العتاق، ويكون هناك استحرار قتل حتي يمشي المجروح علي المقتول، ويكون المفلت أقل من المأمور»(1).

22 - كتاب سرور أهل الإيمان بإسناده عن إسحاق يرفعه إلي الأصبغ بن نباتة قال: سمعت أمير المؤمنين «عليه السلام» يقول للناس: «سلوني قبل أن تفقدوني لأني بطرق السماء أعلم من العلماء، وبطرق الأرض أعلم من العالم، أنا يعسوب الدين، أنا يعسوب المؤمنين وإمام المتقين وديّان الناس يوم الدين، أنا قاسم النار وخازن الجنان وصاحب الحوض الميزان، وصاحب الأعراف، فليس منا إمام وهو عارف بجميع أهل ولايته، وذلك قوله عز وجل « إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ »(2)، ألا أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني (فإن بين جوانحي علماً جمّا، فسلوني قبل أن تشغر برجلها فتنة شرقية وتطأ في خطامها بعد موتها وحياتها، وتشب نار الحطب الجزل من غربي الأرض، رافعة ذيلها، تدعو يا ويلها لرحله ومثلها، فإذا استدار الفلك، قلتم مات أو هلك بأي وادٍ سلك، فيومئذٍ تأويل هذه الآية «ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا »(3) ، ولذلك آيات وعلامات أولهن: إحصار الكوفة بالرّصد والخندق وتخريق الروايافي سكك الكوفة، وتعطيل المساجد أربعين ليلة، وكشف الهيكل،

ص: 79


1- نهج البلاغة (بشرح عبده) ج 2 ص10 وعنه البحار ج 41 ص335 ح 56.
2- الآية 7 من سورة الرعد.
3- الآية 6 من سورة الإسراء.

وخفق رايات حول المسجد الأكبر تهتز، القاتل والمقتول في النار، وقتل سريع وموت ذريع، وقتل النفس الزكية بظهر الكوفة في سبعين، والمذبوح بين الركن والمقام، وقتل الأسقع صبراً في بيعة الأصنام، وخروج السفياني براية حمراء أميرها رجل من بني كلب واثني عشر ألف عنان من خيل السفياني يتوجه إلي مكة والمدينة أميرها رجل من بني أمية يقال له: خزيمة، أطمس العين الشمال، علي عينه ظفرة غليظة، يتمثل بالرجال لا تردّ له راية حتي ينزل المدينة في دار يقال لها: دار أبي الحسن الأموي، ويبعث خيلاً في طلب رجل من آل محمد وقد اجتمع إليه ناس من الشيعة يعود إلي مكة، أميرها رجل من غطفان، إذا توسط القاع الأبيض خسف بهم فلا ينجو إلا رجل يُحوّل الله وجهه إلي قفاه لينذرهم، ويكون آية لمن خلفهم، ويومئذٍ تأويل هذه الآية «وَلَوْ تَرَي إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ »(1).

ويبعث مائة وثلاثين ألفا إلي الكوفة، وينزلون الرّوحاء والفارق، فيسير منها ستون ألفاً حتي ينزلوا الكوفة موضع قبر هود «عليه السلام» بالنخيلة، فيهجمون إليهم يوم الزينة، وأمير الناس جبار عنيد يقال له: الكاهن الساحر، فيخرج من مدينة الزّوراء إليهم أمير في خمسة آلاف من الكهنة ويقتل عليجسرها سبعين ألفاً حتي تحمي الناس من الفرات ثلاثة أيام من الدماء ونتن الأجساد، ويُسبي من الكوفة سبعون ألف بكر، لا يكشف عنها كف ولا قناع حتي يوضعن في المحامل، ويذهب بهنَّ إلي الثوية وهي الغريّ.

ص: 80


1- الآية 51 من سورة سبأ.

ثم يخرج من الكوفة مائة ألف ما بين مشرك ومنافق حتي يقدموا دمشق لا يصدّهم عنها صادّ وهي إرم ذات العماد، وتقبل رايات من شرقي الأرض غير معلّمة، ليست بقطن ولا كتان ولا حرير، مختوم في رأس القناة بخاتم السيد الأكبر، يسوقها رجل من آل محمد تظهر بالمشرق، وتوجد ريحها بالمغرب كالمسك الأذفر، يسير الرعب أمامها بشهر حتي ينزلوا الكوفة طالبين بدماء آبائهم. فبينما هم علي ذلك إذ أقبلت خيل اليماني والخراساني يستبقان كأنها فرسي رهان شعث غبر جُردٌ أصلاب نواطي وأقداح، إذا نظرت أحدهم برجله باطنه فيقول: لا خير في مجلسنا بعد يومنا هذا، اللهم فإنَّا التائبون، وهم الأبدال الذين وصفهم الله في كتابه العزيز « إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ »(1) ونظراؤهم من آل محمد.

ويخرج رجل من أهل نجران يستجيب للإمام، فيكون أول النصاري إجابة فيهدم بيعته ويدق صليبه، فيخرج بالموالي وضعفاء الناس، فيسيرون إلي النخيلة بأعلام هدي، فيكون مجمع الناس جميعاً في الأرض كلها بالفاروق فيقتل يومئذٍ ما بين المشرق والمغرب ثلاثة آلاف ألف يقتل بعضهم بعضاً، فيومئذ تأويل هذه الآية «فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّي جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ »(2) بالسيف.

وينادي منادٍ في شهر رمضان من ناحية أهل المشرق عند الفجر: يا أهل

ص: 81


1- الآية 222 من سورة البقرة.
2- الآية 15 من سورة الأنبياء.

الهدي اجتمعوا! وينادي مناد من قبل المغرب بعدما يغيب الشفق: يا أهل الباطل اجتمعوا! ومن الظهر عند الغدّ تتلوّن الشمس وتصفرّ فتصير سوداء مظلمة، ويوم الثالث يفرِّق الله بين الحق والباطل، وتخرج دابة الأرض، وتقبل الروم إلي ساحل البحر عند كهف الفتية، فيبعث الله الفتية من كهفهم مع كلبهم منهم رجل يقال له: مليخا وآخر خملاها، وهما الشاهدان المسلّمان للقائم «عليه السلام» (1).

ورواه في منتخب البصائر باختلاف يسير في الألفاظ في أوله: «وقفت علي كتاب خطب لمولانا أمير المؤمنين «عليه السلام» وعليه خط السيد رضي الدين علي بن موسي بن طاووس..

ثم يذكر خطبة تسمي بالمخزون وهي طويلة نأخذ منها قدر الحاجة..»(2).

أقول: لا يخفي أن هذه الروايات الكثيرة من علامات آخر الزمان، وعلامات ظهور الإمام الحجة «عليه السلام» وسيمر عليك بعضها لاحقاً فارتقب.

23 - غيبة الطوسي: الفضل عن محمد بن علي عن وهيب بن حفص عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله «عليه السلام» يقول: كان أمير المؤمنين «عليه السلام» يقول: «لا يزال الناس ينقصون حتي لا يقال (الله)، فإذا كان ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه، فيبعث الله قوماً من أطرافها

ص: 82


1- بحار الأنوار ج 52 ص272ح167.
2- مختصر بصائر الدرجات ص195 وما بعدها وعنه البحار ج3ص82 ومعجم أحاديث الإمام المهدي «عليه السلام» ج5 ص59 ح 1481.

ويجيئون قزعاً كقزع الخريف، والله إني لأعرفهم وأعرف أسماءهم وقبائلهم واسم أميرهم، وهم قوم يحملهم الله كيف شاء، من القبيلة الرجل والرجلين - حتي بلغ تسعة - فيتوافون من الآفاق ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً عدة أهل بدر وهو قول الله « أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَي كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ »(1) حتي أن الرجل ليحتبي فلا يحل حبوته حتي يبلغه الله ذلك»(2).

أقول: سيأتي في علامات الظهور: أن أصحاب الإمام «عليه السلام» يجيئون إليه قزعاً كقزع الخريف وقد تقدم مثيلها في روايات آخر الزمان.

24 - التهذيب: محمد بن أحمد بن يحيي عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن صالح بن عقبة عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن حبّة العُرني قال: «خرج أمير المؤمنين «عليه السلام» إلي الحيرة فقال: ليتّصلنّ هذه بهذه - وأومأ بيده إلي الكوفة والحيرة - حتي يباع الذراع فيما بينها بدنانير وليبنينَّ بالحيرة مسجداً له خمسمائة باب يصلي فيه خليفة القائم «عليه السلام» لأن مسجد الكوفة ليضيق عليهم، وليصلّين فيه اثنا عشر إماماً عدلاً.

قلت: يا أمير المؤمنين، ويسع مسجد الكوفة هذا الذي تصف الناس يومئذٍ؟

قال: تُبني له أربع مساجد، مسجد الكوفة أصغرها، وهذا ومسجدان

ص: 83


1- الآية 148 من سورة البقرة.
2- غيبة الطوسي ص 477 ح503.

في الكوفة من هذا الجانب، وهذا الجانب - وأومأ بيده نحو نهر البصريين والغريين»(1).

25 - غيبة الطوسي: الفضل عن علي بن الحكم عن الربيع بن محمد المسلّي عن سعد بن ظريف عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين «عليه السلام» في حديث له حتي انتهي إلي مسجد الكوفة وكان مبنياً بخزف ودنان وطين فقال: «ويلٌ لمن هدمك، وويلٌ لمن سهّل هدمك، وويل لبانيك بالمطبوخ المغيّر قبلة نوح، طوبي لمن شهد هدمك مع قائم أهل بيتي، أولئك خيار الأمة مع أبرار العترة»(2).

26 - الخرائج والجرائح: رُوي عن عبد الحميد بن أبي علاء الأزدي (الأودي) عن أبي عبد الله «عليه السلام» في خبر جبير الخابور وما قال له معاوية: من أن علياً «عليه السلام» ساحر كاهن، فلما قدم الكوفة قال له علي «عليه السلام»: «أما إنك كنز من كنوز الله، زعم لك معاوية أني كاهن ساحر.

قال: إي والله، قال ذلك معاوية.

ثم قال: ومعك مال قد دفنت بعضه في عين التمر قال: صدقت يا أمير المؤمنين لقد كان كذلك؟

قال علي «عليه السلام»: يا حسن ضمَّه إليك.

ص: 84


1- تهذيب الأحكام ج3 ص253 ح 699/ 19 وعنه البحار ج 52 ص 374 ح173 عن التهذيب.
2- غيبة الطوسي ص 473 ح495.

فأنزله وأحسن إليه، فلما كان من الغد دعاه ثم قال لأصحابه: إنّ هذا يكون في جبل الأهواز في أربعة آلاف مدججين في السلاح، فيكونون معه حتي يقوم قائمنا أهل البيت فيقاتل معه» (1).

أقول: تصلح هذه الرواية أن تكون من روايات عصر الظهور.

27 - الخرائج والجرائح: روي جابر الجعفي عن الباقر «عليه السلام» قال: خرج علي «عليه السلام» بأصحابه إلي ظهر الكوفة، قال: «أرأيتم إن قلت لكم: لا تذهب الأيام حتي يحفر ههنا نهر يجري فيه الماء أكنتم مصدقي فيها قلت؟

قالوا: يا أمير المؤمنين ويكون هذا؟

قال: إي والله لكأني أنظر إلي نهر في هذا الموضع وقد جري فيه الماء والسفن وانتفع به» فكان كما قال(2).

28 - غيبة النعماني: محمد بن همام ومحمد بن الحسن بن (محمد بن) جمهور جميعاً عن الحسن بن محمد بن جمهور عن أبيه عن بعض رجاله عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله «عليه السلام»: «خبر تدريه خير من عشرة ترويه، إن لكل حق حقيقة، ولكل صواب نوراً، ثم قال: إنا والله لا تعد الرجل من شيعتنا فقيهاً حتي يلحن له فيعرف اللحن، إن أمير المؤمنين «عليه السلام» قال علي منبر الكوفة: وإن من ورائكم فتناً مظلمة عمياء

منكسفة لا ينجو منها إلا النومة؟

ص: 85


1- الخرائج والجرائح ج1 ص185 ح19 وعنه البحار ج 41 ص 296 ح 20.
2- الخرائج والجرائح ج 2 ص 754ح 73.

قيل: يا أمير المؤمنين، وما النومة؟

قال: الذي يعرف الناس ولا يعرفونه..»(1).

قال العلامة المجلسي «رحمه الله»: «قوله «عليه السلام» (حتي يلحن له) أي يتكلم معه بالرمز والإيماء والتعريض علي جهة التقية والمصلحة فيفهم المراد» (2).

أقول: تقدم مثله عن غيبة الطوسي بسند آخر عن أبي الطفيل عن علي «عليه السلام» .

ص: 86


1- غيبة النعماني ص141ح 2 وعنه البحار ج 51 ص 112 ح8.
2- البحار ج 51 ص 113.

ما ورد عن علي بن الحسين زين العابدين

1- أمالي المفيد: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه «رحمه الله» عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسي عن ابن أبي عمير عن عبد الله بن مسكان عن بشير الكناسي عن أبي خالد الكابلي قال: قال لي علي بن الحسين «عليهما السلام»: «يا أبا خالد لتأتينّ فتنٌ كقطع الليل المظلم لا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه، أولئك مصابيح الهدي وينابيع العلم ينجيهم الله من كل فتنة مظلمة..»(1).

ص: 87


1- أمالي المفيد ص45 ح5.

ما ورد عن الإمامين الباقر والصادق (عليهما السّلام)

1- غيبة النعماني: علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسي عن يونس عن سليمان بن صالح رفعه إلي أبي جعفر الباقر «عليه السلام» قال: «قال لي: إن حديثكم هذا لتشمئز منه القلوب قلوب الرجال، فانبذوا إليهم نبذاً فمن أقرّ به فزيدوه، ومن أنكر فذروه، إنه لابُدّ من أن تكون فتنة يسقط فيها كل بطانة ووليجة حتي يسقط فيها من يشق الشعرة بشعرتين حتي لا يبقي إلا نحن وشيعتنا» (1).

2 - الإرشاد: الحسين بن أبي العلاء عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: «إن لولد فلان عند مسجدكم - يعني مسجد الكوفة - لوقعة في يوم عَروبة، يقتل فيها أربعة آلاف من باب الفيل إلي أصحاب الصابون، فإياكم وهذا الطريق فاجتنبوه، وأحسنهم حالاً من أخذ في درب الأنصار»(2).

3- غيبة النعماني: ابن عقدة عن علي بن الحسين عن يعقوب عن زياد القنديّ عن ابن أُذينة عن معروف بن خربوذ قال: «ما دخلنا علي أبي جعفر «عليه السلام» قط إلا قال: خراسان، خراسان، سجستان سجستان»(3) .

ص: 88


1- غيبة النعماني ص 202ح3 وعنه البحار ج 52 ص 115 ح36.
2- الإرشاد للمفيد ج 2 ص 377.
3- غيبة النعماني ص273 ح 51.

4 - غيبة النعماني: ابن عقدة عن علي عن الحسن ومحمد ابنا علي بن يوسف عن أبيه عن أحمد بن عمر الحلبي عن صالح بن أبي الأسود عن أبي الجارود قال: سمعت أبا جعفر «عليه السلام» يقول: «إذا ظهرت بيعة الصبي قام كل ذي صيصيّة بصيصيته»(1)..

ه- غيبة النعماني: عبد الواحد عن محمد بن جعفر القرشي عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن حذيفة بن منصور عن أبي عبد الله عليه السلام» أنه قال: «إن الله مائدة - وفي غير هذه الرواية: مأدبة - بقرقيسا يطلع مطلع من السماء فينادي: يا طير السماء ويا سباع الأرض هلموا إلي الشبع من لحوم الجبارين»(2).

6- غيبة النعماني: أحمد بن هوذة عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حمّاد عن الحسين بن أبي العلاء عن ابن أبي يعفور قال: حدثنا الباقر «عليه السلام»: أن لولد العباس وللمرواني لوقعة بقرقيسا يشيب فيها الغلام الحزوّر ويرفع الله عنهم النصر، ويوحي إلي طير السماء وسباع الأرض: اشبعي من لحوم الجبارين ثم يخرج السفياني»(3).

أقول: ستأتي روايات السفياني عند ذكر روايات علامات ظهور الإمام «عليه السلام» .

7 - الإرشاد وغيبة الطوسي: الفضل عن الحسن بن محبوب عن عمرو

ص: 89


1- المصدر السابق ص 274 ح 52.
2- المصدر السابق ص 278 ح63.
3- المصدر السابق ص303 ح 12.

بن أبي المقدام عن جابر الجعفي عن أبي جعفر «عليه السلام» قال: «الزم الأرض ولا تحرك يداً ولا رجلاً حتي تري علامات أذكرها لك وما أراك تدرك: اختلاف بني فلان، ومنادٍ ينادي من السماء، ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق بالفتح، وخسف قرية من قري الشام تسمي بالجابية، وستقبل إخوان الترك حتي ينزلوا الجزيرة، وستقبل مارقة الروم حتي ينزلوا الرملة، فتلك السنة فيها اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب، فأول أرض تخرب الشام، يختلفون عند ذلك علي ثلاث رايات: راية الأصهب وراية الأبقع وراية السفياني»(1).

أقول: اختلاف بني فلان إشارة إلي اختلاف بني العباس كا ورد في عدة روايات تأتي وهو من المحتوم، والنداء من السماء من المحتوم وستأتي رواياته.

8- كتاب سرور أهل الإيمان: عن السيد علي بن عبد الحميد بإسناده عن جابرعن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: «إلزم الأرض ولا تحرّك يداً ولا رجلاً حتي تري علامات أذكرها لك، وما أراك تدرك ذلك، اختلاف بين العباد، ومنادٍ ينادي من السماء، وخسف في قرية من قري الشام بالجابية، ونزول الترك الجزيرة، ونزول الروم الرملة، واختلاف كثير عند ذلك في كل أرض حتي تخرب الشام ويكون سبب ذلك اجتماع ثلاث رايات فيه: راية الأصهب، وراية الأبقع وراية السفياني»(2).

ص: 90


1- الإرشاد ج2 ص 372. و غيبة الطوسي ص 441 ح434.
2- بحار الأنوار ج 52 ص 269 ح 159.

9- كتاب سرور أهل الإيمان: عن السيد علي بن عبد الحميد بإسناده عن ابن محبوب عن ابن عاصم الحافظ عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر «عليه السلام» يقول: «إذا سمعتم باختلاف الشام فيما بينهم فالهرب من الشام فإن القتل بها والفتنة.

قلت: إلي أي البلاد؟

فقال: إلي مكة فإنها خير بلاد يهرب الناس إليها.

قلت: فالكوفة؟

قال: الكوفة، ماذا يلقون؟ يقتل الرجال إلا شاميّ، ولكن الويل لمن كان في أطرافها، ماذا يمر عليهم من أذيً بهم، وتُسبي بها رجال ونساء، وأحسنهم حالاً من يعبر الفرات، ومن لا يكون شاهداً بها.

قال: فيا تري في سكان سوادها؟

فقال بيده: يعني لا.

ثم قال: الخروج منها خيرمن المقام فيها.

قلت: كم يكون ذلك ؟

قال: ساعة واحدة من نهار.

قلت: ما حال من يؤخذ منهم؟

قال: ليس عليهم بأس، أما إنهم سينقذهم أقوام ما لهم عند أهل

الكوفة يومئذٍ قدر، أما لا يجوزون بهم الكوفة»(1).

10 - إقبال الأعمال: بإسنادنا إلي أبي جعفر الطوسي عن جماعة عن

ص: 91


1- بحار الأنوار ج 52 ص 271 ح 164.

التلعكبري عن ابن همام عن جميل عن القاسم بن إسماعيل عن أحمد بن رباح عن أبي الفرج أبان بن محمد المعروف بالسندي نقلناه من أصله قال: كان أبو عبد الله «عليه السلام» في الحج في السنة التي قدم فيها أبو عبد الله تحت الميزاب وهو يدعو، وعن يمينه عبد الله بن الحسن وعن يساره حسن بن حسن وخلفه جعفر بن حسن قال: «فجاءه عباد بن كثير البصري فقال له: يا أبا عبد الله.

قال: فسكت عنه حتي قالها ثلاثاً.

قال: ثم قال: يا جعفر!

قال: فقال له: قل ما تشاء يا أبا كثير.

قال: إني وجدت في كتاب لي علم هذه البنية، رجل ينقضها حجراً حجراً.

قال: فقال: كذب كتابك يا أبا كثير، ولكن كأني والله بأصفر القدمين، خمش الساقين، ضخم البطن، دقيق العنق، ضخم الرأس علي هذا الركن وأشار بيده إلي الركن اليماني يمنع الناس من الطواف حتي يتذعروا منه قال: ثم يبعث الله له رجلاً مني وأشار بيده إلي صدره فيقتله قتل عاد و ثمود وفرعون ذي الأوتاد.

قال: فقال له عند ذلك عبد الله بن الحسن: صدق والله أبو عبد الله، حتي صدَّقوه كلهم جميعاً»(1).

أقول: قوله «عليه السلام» «ثم يبعث الله رجلاً مني..» إشارة إلي

ص: 92


1- إقبال الأعمال ج 3 ص 87 وعنه البحار ج 51 ص148 ح 23.

خروج القائم من آل محمد «عليهم السلام» .

11 - كتاب سرور أهل الإيمان: بإسناده عن أحمد بن محمد الأيادي رفعه إلي بريد عن أبي جعفر «عليه السلام» قال: «يا بريد اتّق جمع الأصهب.

قلت: وما الأصهب؟

قال: الأبقع.

قلت: وما الأبقع؟

قال: الأبرص، واتَّقِ السفياني، واتق الشريدين من ولد فلان يأتيان مكة، يقسمان بها الأموال، يتشبهان بالقائم «عليه السلام»، واتق الشذَّاذ من آل محمد»(1).

ص: 93


1- البحار ج52 ص268 ح 160.

ما ورد عن بقية الأئمة (عليهم السّلام) في ذلك

1 - الكافي: العدة عن سهل عن إسماعيل بن مهران عن محمد بن منصور الخزاعيّ عن علي بن سويد، ومحمد بن يحيي عن محمد بن الحسين عن ابن بزيع عن عمه حمزة عن علي بن سويد، والحسن بن محمد عن محمد بن أحمد النهدي عن إسماعيل بن مهران عن محمد بن منصور عن علي بن سويد: أنه كتب إلي أبي الحسن موسي «عليه السلام» في الحبس وسأله عن مسائل فكان فيها أجابه:

«إذا رأيت المشَّوه الأعرابي في جحفل جرّار فانتظر فرجك ولشيعتك المؤمنين، وإذا انكسفت الشمس فارفع بصرك إلي السماء، وانظر ما فعل الله عز وجل بالمؤمنين، فقد فسرت لك جملاً جملاً وصلي الله علي محمد وآله الأخبار»(1).

2- غيبة النعماني: حدثنا محمد بن همام قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن عصام قال: حدثنا أبو سعيد سهل بن زياد الآدمي قال: حدثنا عبد العظيم الحسني عن أبي جعفر محمد بن علي الرضا «عليه السلام» أنه سمعه يقول: «إذا مات ابني علي بدا سراج بعده ثم خفي فويل للمرتاب وطوبي للغريب الفار بدينه، ثم يكون بعد ذلك أحداث تشيب فيها النواحي ويُسيِّر

ص: 94


1- الكافي ج8 ص 124 - 126 ح 95 وعنه البحار ج 52 ص 265 ح 152.

الصمّ الصِّلاب (1).

أقول: كلامه «عليه السلام» إشارة إلي ما يعتري الناس في زمن غيبة إمامهم القائم «عليه السلام» .

3- كمال الدين: حدثنا أبو الحسن علي بن موسي بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب «عليه السلام» قال: وجدت في كتاب أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن احمد الطوال عن أبيه عن الحسن بن علي الطبري عن أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي بن إبراهيم بن مهزيار قال: «سمعت أبي يقول: سمعت جدي علي بن إبراهيم بن مهزيار يقول (الإمام المهدي «عليه السلام» ): .. يا بن مهزيار، كيف خلّفت إخوانك بالعراق؟

قلت: في ضنك عيش وهناة قد تواترت عليهم سيوف بني شيصبان.

فقال: قاتلهم الله أنَّي يؤفكون، كأني بالقوم قد قتلوا في ديارهم

وأخذهم أمر ربهم ليلاً ونهاراً.

فقلت: متي يكون ذلك يا بن رسول الله؟

قال: إذا حيل بينكم وبين سبيل الكعبة بأقوام لا خلاق لهم، والله ورسوله منهم براء، وظهرت الحمرة في السماء ثلاثاً فيها أعمدة كأعمدة اللُّجين تتلألأ نوراً، ويخرج السروسي من أرمينية وأذربيجان، يريد وراء الري الجبل الأسود المتلاحم بالجبل الأحمر لزيق جبل طالقان، فيكون بينه

ص: 95


1- غيبة النعماني ص186 ح 37 وعنه البحار ج 51 ص157 ح3 عن غيبة النعماني، ومعجم أحاديث الإمام المهدي «عليه السلام» ج 4 ص 184ح 1241.

وبين المروزي وقعة صيلمانية، يشيب فيها الصغير ويهرم منها الكبير ويظهر القتل بينها.

فعندها توقعوا خروجه إلي الزوراء، فلا يلبث بها حتي يُوافي باهات، ثم يوافي واسط العراق فيقيم بها سنة أو دونها ثم يخرج إلي كوفان فيكون بينهم وقعة من النجف إلي الحيرة إلي الغريّ وقعة شديدة تذهل منها العقول، فعندها يكون بوار الفئتين، وعلي الله حصاد الباقين، ثم تلا قوله تعالي: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ »(1) ...»(2).

4- غيبة الطوسي: سعد عن الحسن بن علي الزيتوني والحميري معاً عن أحمد بن هلال عن ابن محبوب عن أبي الحسن الرضا «عليه السلام» في حديث له طويل اختصرنا منه موضع الحاجة أنه قال: «لا بد من فتنة صمّاء صيلم يسقط فيها كل بطانة ووليجة وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي يبكي عليه أهل السماء وأهل الأرض، وكم من مؤمن متأسّف حرّان حزين عند فقد الماء المعين كأني بهم أسرَّ ما يكونون، وقد نودوا نداءً يسمعه من بَعُدَ كما يسمعه من قرب، يكون رحمة للمؤمنين، وعذاباً علي الكافرين.

فقلت: وأي نداء هو؟

قال: ينادون في رجب ثلاثة أصوات من السماء: صوتاً منها: ألا لعنة الله علي القوم الظالمين، والصوت الثاني: أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين،

ص: 96


1- الآية 24 من سورة يونس.
2- كمال الدين وتمام النعمة ص465 - 470 ح23.

والصوت الثالث - يرون بدناً بارزاً نحو عين الشمس -: هذا أمير المؤمنين قد كثر في هلاك الظالمين.

وفي رواية الحميري: «والصوت (الثالث) بدن يري في قرن الشمس يقول: إن الله بعث فلاناً فاسمعوا له وأطيعوا، وقالا جميعاً: فعند ذلك يأتي الناس الفرج، وتودُّ الناس لو كانوا أحياءً ويشفي الله صدور قوم مؤمنين»(1).

أقول: مراده «عليه السلام» من الفرج خروج القائم «عليه السلام».

ومثله في كمال الدين وفيه: «.. وكل حرّي وحرّان، وكل حزين

ولهفان..»(2).

5- كمال الدين : حدثنا أحمد بن محمد بن يحيي العطار - رضي الله عنه - قال: حدثنا أبي عن محمد بن أحمد عن محمد بن مهران عن خاله أحمد بن زكريا، قال: قال لي الرضا علي بن موسي «عليهما السلام»: «أين منزلك ببغداد؟

قلت: الكرخ.

قال: أما إنه أسلم موضع، ولا بد من فتنة صمّاء صليم، تسقط فيها كل وليجة وبطانة، وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي»(3).

ص: 97


1- غيبة الطوسي ص 493 ح 431 وروي عن الحميري أيضاً وعنه وعن الحميري في البحار ج 52 ص 289 ح 28.
2- كمال الدين ص 345 ح3.
3- المصدر السابق ص371ح4 وعنه منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر ج3 ص60ح 974.

ص: 98

الفصل الثاني: ما ورد في ملك بني العباس وغيرهم

اشارة

ص: 99

ص: 100

ما ورد عن النبي(صلّي الله عليه وآله )

1- علل الشرائع: ابن الوليد عن الصفّار عن الأشعري عن علي بن إبراهيم الجعفري عن محمد بن معاوية بإسناده رفعه قال: «هبط جبريل «عليه السلام» علي رسول الله «صلي الله عليه وآله»، وعليه قباء أسود ومنطقةٌ فيها خنجر، قال: فقال رسول الله «صلي الله عليه وآله»: يا جبريل، ما هذا الزيّ؟

قال: زيّ ولد عمك العباس، يا محمد ويل لولدك من ولد العباس،

فجزع النبي «صلي الله عليه وآله» فقال: يا عم ويل لولدي من ولدك .

فقال: يا رسول الله أفأجبُّ نفسي؟

قال: قد جفَّ القلم بما فيه »(1).

ص: 101


1- علل الشرائع ج2 ص348 ح 7 وعنه البحار ج 28 ص48 ح14.

ما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السّلام)

1- الروضة في المعجزات، والفضائل: بالإسناد يرفعه إلي سليم بن قيس عن ابن عباس في حديث عن أمير المؤمنين «عليه السلام»: «.. يا بن عباس، إن ملك بني أمية إذا زال أوّل من يملك ولدك من بني هاشم فيفعلون الأفاعيل..»(1).

2 - المناقب: من خطبته «عليه السلام» اللؤلؤية: «فكم من ملاحم وبلاء متراكم تقتل (تفتل) مملكة بني العباس بالرّوع واليأس، وتُبني لهم مدينة يُقال لها الزوراء بين دجلة ودجيل، ثم وصفها ثم قال: فتوالت فيها ملوك بني شيصبان أربعة وعشرون ملكاً علي عدد سنين الكديد، فأولهم: السفاح والمقلاص والجموح والمجروح - وفي رواية المخدوع - والمظفّر والمؤنث والنظار والكبش والمتهور، والمستظلم والمستصعب - وفي رواية : والمستضعف - والعلام والمختطف والغلام الزوايديّ والمترف والكديد، والأكدر - وفي رواية: والأكتب - والأكلب والمشرف والوشيم والصلام، والعثون - وفي رواية: والركاز - والعينوق ثم الفتنة الحمراء والقلادة الغبراء في عقبها قائم الحق...(2) .

ص: 102


1- بحار الأنوار ج 28 ص 73 ح 32 عن الروضة في المعجزات والفضائل لأحد علماء الشيعة ص141. وليس فيه: «فيفعلون الأفاعيل».
2- مناقب آل أبي طالب ج2 ص 108 وعنه البحار ج 41 ص318ح 42.

وفي كفاية الأثر: نحوه باختلاف في بعض الألفاظ وفيه وصف الزَّوراء ويقول فيه: «.. عقبها قائم الحق يسفر عن وجهه بين الأقاليم كالقمر المضيء بين الكواكب الدريّة ..»(1).

أقول: يريد «عليه السلام» القائم من آل محمد «عليه السلام».

3- المناقب: من خطبته الغرَّاء «عليه السلام»: «ويلٌ لأهل الأرض إذا دُعي علي منابرهم باسم الملتجي والمستكفي، ولم يعرف الملتجي في ألقابهم، ولكن لما بينّا صفتهم وجدنا الملقب بالمتقي الذي: التجأ إلي بني حمدان..، ثم يذكر الرجل من ربيعة الذي قال: في أول اسمه سين وميم، ويعقّب برجل في اسمه دال وقاف.. .

وقال «عليه السلام»: «وإن منهم الغلام الأصفر الساقين اسمه أحمد..»(2).

4 - المناقب: في خطبة الملاحم المعروفة بالزهراء: «.. إن ملك ولد العباس من خراسان يُقبل ومن خراسان يذهب»(3).

5- المناقب: قول أمير المؤمنين «عليه السلام» في المعتصم: «يُدعي علي المنابر بالميم والعين والصاد، فذلك رجل صاحب فتوح ونصر وظفر، وهو الذي تخفق راياته بأرض الروم، وسيفتح الحصينة من مدنها، ويعلو العقاب الخشن من عقابها بعقب هارون وجعفر، ويتخذ المؤتفكة بيتاً وداراً، ويبطل

ص: 103


1- كفاية الأثر ص 214 - 219 وعنه البحار ج 52 ص267 ح 155 ومعجم أحاديث الإمام المهدي «عليه السلام» ج3 ص 24 ح 579.
2- مناقب آل أبي طالب ج2 ص108 وعنه البحار ج 41 ص 318 ح 42.
3- المصدر السابق ص109 وعنه البحار ج 41 ص 322.

ص: 104

ص: 105

ما ورد عن الصادقين (عليهما السّلام) ( في ملك بني العباس وغيرهم )

1- تفسير القمي: أبي عن محمد بن الفضيل عن أبيه عن أبي جعفر «عليه السلام» قال: «قلت له: جعلت فداك، بلغنا أن لآل جعفر راية ولآل العباس رايتين، فهل انتهي إليك من علم ذلك شيء؟

قال: أما آل جعفر فليس بشيء ولا إلي شيء، وأمَّا آل العباس فإنَّ لهم ملكاً مبطئاً يقرّبون فيه البعيد ويباعدون فيه القريب، وسلطانهم عسير ليس فيه يسير، حتي إذا أمنوا مكر الله وأمنوا عقابه صبح بهم صيحة لا يبقي لهم منادٍ يجمعهم ولا يسمعهم، وهو قول الله « حَتَّي إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ »(1).

قلت: جعلت فداك، فمتي يكون ذلك؟

قال: أما أنه لم يوقت لنا فيه وقت، ولكن إذا حدّثناكم بشيء فكان كما نقول: فقولوا: صدق الله ورسوله، وإن كان بخلاف ذلك فقولوا: صدق الله ورسولهتؤجروا مرتين.

ولكن إذا اشتدت الحاجة والفاقة وأنكر الناس بعضهم بعضاً، فعند

ذلك توقعوا هذا الأمر صباحاً ومساءاً.

قلت: جُعلت فداك، الحاجة والفاقة قد عرفناها، فما إنكار الناس

بعضهم بعضاً؟

ص: 106


1- الآية 24 من سورة يونس.

قال: يأتي الرجل أخاه في حاجة فيلقاه بغير الوجه الذي كان يلقاه فيه، ويكلمه بغير الكلام الذي كان يكلمه»(1).

2- غيبة الطوسي: الفضل عن ابن أبي نجران عن محمد بن سنان عن الحسين بن المختار عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: «إذا هدم حائط مسجد الكوفة مؤخّره مما يلي دار عبد الله بن مسعود، فعند ذلك زوال (ملك) بني فلان، أما إن هادمه لا يبنيه »(2).

ومثله في غيبة النعماني: عبد الواحد عن محمد بن جعفر عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن الحسين بن المختار عن خالد القلانسيّ عن «عليه السلام» ..(3).

وفي الإرشاد: محمد بن سنان مثله، لكن فيه: «فعند ذلك زوال ملك القوم، وعند زواله خروج القائم «عليه السلام»(4) .

أقول: قوله: «زوال ملك بني فلان» إشارة إلي ملك بني العباس، وهو أيضاً من علامات الظهور.

3- غيبة الطوسي: الفضل عن محمد بن علي عن سلام بن عبد الله عن أبي بصير عن بكر بن حرب عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: «لا يكون فساد ملك بني فلان حتي يختلف سيفا بني فلان، فإذا اختلفوا كان عند

ص: 107


1- تفسير القمي ج 1 ص 310 وعنه البحار ج 52 ص 184 ح9.
2- غيبة الطوسي ص 446 ح 442.
3- غيبة النعماني ص276ح57.
4- الإرشاد ج2 ص375.

ذلك فساد ملكهم»(1).

أقول: سيأتي: أن اختلاف بني العباس من علامات الظهور كزوال

ملكهم.

4 - غيبة الطوسي: الفضل عن ابن فضال وابن أبي نجران عن حمّاد بن عيسي عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: «لا يذهب ملك هؤلاء حتي يستعرضوا الناس بالكوفة يوم الجمعة، وكأني أنظر رؤوس تندر فيها بين المسجد وأصحاب الصابون»(2).

وفي الإرشاد: «فيما بين باب الفيل وأصحاب الصابون»(3).

5- الإرشاد: وهب بن أبي حفص (وهيب بن حفص) عن أبي بصير قال: «سمعت أبا جعفر «عليه السلام» يقول في قوله تعالي:«إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ »(4) .

قال: سيفعل الله ذلك بهم.

قلت: من هم؟

قال: بنو أمية وشيعتهم.

قلت: وما الآية؟

قال: ركود الشمس ما بين زوال الشمس إلي وقت العصر، وخروج صدر ووجه في عين الشمس يُعرف بحسبه ونسبه وذلك في زمان السفياني،

ص: 108


1- غيبة الطوسي ص 447 ح446.
2- المصدر السابق ص448 ح448.
3- الإرشاد ج2 ص 376.
4- الآية 4 من سورة الشعراء.

وعندها يكون بواره وبوار قومه »(1).

6- غيبة النعماني: ابن عقدة عن يحيي بن زكريا بن شيبان عن أبي سليمان بن كليب عن ابن البطائني عن ابن عميرة عن الحضرمي عن أبي جعفر الباقر «عليه السلام» أنه سمعه يقول: «لا بد أن يملك بنو العباس فإذا ملكوا واختلفوا وتشتت أمرهم خرج عليهم الخراساني والسفياني، هذا من المشرق وهذا من المغرب، يستبقان إلي الكوفة كفرسي رهان: هذا من ههنا، وهذا من ههنا حتي يكون هلاكهم علي أيديهما، أما إنها لا يبقون منهم أحداً (أبداً)» (2).

أقول: لا يخفي أن خروج الخراساني والسفياني من علامات خروج القائم «عليه السلام» كما سيأتي.

7- غيبة النعماني: ابن عقدة عن أحمد بن يوسف عن إسماعيل بن مهران عن (ابن) البطائني (عن أبيه ووهيب) عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه السلام» أنه قال: «إذا صعد العبّاسي أعواد منبر مروان أُدرج ملك بني العباس»(3).

8- كمال الدين: حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال: حدثني أبي عن جده أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه محمد بن خالد عن إبراهيم بن عقبة عن زكريا عن أبيه عن عمرو بن أبي المقدام

ص: 109


1- الإرشاد ج2 ص 373.
2- غيبة النعماني ص259 ح18.
3- المصدر السابق ص293 ح 42.

عن أبي جعفر «عليه السلام» قال: «يموت سفيه من آل العباس بالسّرّ، يكون سبب موته أنه ينكح خصياً، فيقوم فيذبحه ويكتم موته أربعين يوماً، فإذا سارت الركبان في طلب الخصي لم يرجع أول من يخرج (إلي آخر من يخرج) حتي يذهب ملكهم»(1).

أقول: سيأتي ذكر بني العباس وغيرهم في علامات ظهور الإمام المهدي «عليه السلام»، كما وسيأتي ذكر للسفياني، وإنما ورد هنا للتداخل في الروايات.

ص: 110


1- كمال الدين ص 594 ح24.

ما ورد عن باقي الأئمة (عليهم السّلام)

1- غيبة النعماني: محمد بن همام عن الفزاريّ عن الحسن بن علي بن يسار عن الخليل بن راشد عن البطائني قال: رافقت أبا الحسن موسي بن جعفر «عليه السلام» من مكة إلي المدينة فقال لي يوماً: «لو أن أهل السماوات والأرض خرجوا علي بني العباس لسقيت الأرض دماؤهم حتي يخرج السفياني.

قلت له: يا سيدي، أمره من المحتوم؟

قال: من المحتوم، ثم أطرق ثم رفع رأسه وقال: ملك بني العباس مكر وخدع يذهب حتي لم يبق منه شيء، ويتجدد حتي يقال: ما مرَّ به شيء»(1).

أقول: ستأتي روايات أن السفياني من المحتوم الذي لا بد منه.

2- غيبة النعماني: علي بن أحمد عن عبيد الله بن موسي عن محمد بن موسي عن أحمد بن أبي أحمد عن محمد بن علي القرشي عن الحسن بن إبراهيم قال: «قلت للرضا: أصلحك الله إنهم يتحدثون أن السفياني يقوم وقد ذهب سلطان بني العباس؟

فقال: كذبوا إنه ليقوم وإن سلطانهم لقائم»(2).

ص: 111


1- غيبة النعماني ص 302 ح 9.
2- المصدر السابق ص303 ح 11.

ص: 112

القسم الثالث: في إخباراتهم (عليهم السّلام) بأمور وحوادث تسبق ظهور الإمام (عليه السّلام) سواء كانت من علامات قرب ظهوره أم لا، حتمية كانت أم لا..

اشارة

الفصل الأول: ما ورد من إختلاف أحوال الشيعة والتمحيص قبل الفرج..

الفصل الثاني:ما ورد في علامات ظهوره (عليه السّلام) دون وصفه بالمحتوم..

الفصل الثالث: ما ورد في علامات ظهوره (عليه السّلام) التي وصفت بالختمية أو تدل علي الحتم..

ص: 113

ص: 114

الفصل الأول:ما ورد من اختلاف أحوال الشيعة والتمحيص قبل الفرج

اشارة

ص: 115

ص: 116

ما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السّلام)

1- غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي قال: حدثنا محمد وأحمد ابنا الحسن عن أبيهما عن ثعلبة بن ميمون عن أبي كهمس عن عمران بن ميثم عن مالك بن ضمرة قال: «قال أمير المؤمنين «عليه السلام»: يا مالك بن ضمرة، كيف أنت إذا اختلفت الشيعة هكذا - وشبك أصابعه وأدخل بعضها في بعض - فقلت: يا أمير المؤمنين، ما عند ذلك من خير؟

قال: الخير كله عند ذلك، يا مالك عند ذلك يقوم قائمنا فيقدّم سبعين رجلاً يكذبون علي الله وعلي رسوله «صلي الله عليه وآله» فيقتلهم ثم يجمعهم الله علي أمر واحد»(1).

2- غيبة النعماني: أخبرنا أبو سليمان أحمد بن هوذة بن أبي هراسة الباهلي قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي قال: حدثنا عبد الله بن حماد الأنصاري عن صباح المزني عن الحارث بن حصيرة عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين «عليه السلام» أنه قال: «كونوا كالنحل في الطير، ليس شيء من الطير إلا وهو يستضعفها، ولو علمت الطير ما في أجوافها من البركة لم تفعل بها ذلك، خالطوا الناس بألسنتكم وأبدانكم، وزايلوهم بقلوبكم وأعمالكم، فوالذي نفسي بيده ما ترون ما تحبون حتي يتفل

ص: 117


1- غيبة النعماني ص206 ح 11.

بعضكم في وجوه بعض، وحتي يسمي بعضكم بعضاً كذابين، وحتي لا يبقي منكم - أو قال من شيعتي - إلا كالكحل في العين والملح في الطعام »(1) .

3- غيبة النعماني: حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار قال: حدثنا محمد بن حسَّان الرازي عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن مزاحم العبدي عن عكرمة بن صعصعة عن أبيه قال: «كان علي «عليه السلام» يقول: لا تنفك هذه الشيعة حتي تكون بمنزلة المعز لا يدري الخابس علي أبيها يضع يده، فليس لهم شرف يُشرّفونه، ولا سناد يستندون إليه في أمورهم»(2).

4 - غيبة النعماني: حدثنا به علي بن الحسين قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار، قال: حدثنا محمد بن حسَّان الرازي عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن عبد الله الشاعر يعني ابن عقبة قال:سمعت علياً «عليه السلام» يقول: «كأني بكم تجولون جولان الإبل تبتغون مرعيً ولا تجدونها يا معشر الشيعة»(3).

ونحوه في كمال الدين بتفاوت يسير وفيه: «... النَّعم، تطلبون المرعي فلا تجدونه» (4). وفي موضع آخر قال: حدثنا محمد بن أحمد الشيباني قال: حدثنا بن جعفر الكوفي قال: حدثنا سهل بن زياد الآدمي قال: حدثنا عبد العظيم بن

ص: 118


1- غيبة النعماني ص206ح17.
2- المصدر السابق ص191ح 1.
3- المصدر السابق ص192 ح3.
4- كمال الدين وتمام النعمة ص302 ح 12.

عبد الله الحسني (رض) عن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين «عليهم السلام» قال: «للقائم منا غيبة أمدها طويل، كأني بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته يطلبون المرعي فلا يجدونه..»(1).

5- غيبة الطوسي: جعفر بن محمد بن مالك الكوفي عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن عبد الرحمن بن سيابة عن عمران بن ميثم عن عباية بن ربعي الأسدي قال: «سمعت أمير المؤمنين «عليه السلام» يقول: (كيف) أنتم إذا بقيتم بلا إمام هدي ولا علم، يبرأ بعضكم من بعض»(2).

6- نهج البلاغة: «ألا بأبي وأمي هم من عدةٍ أسماؤهم في السماء معروفة،وفي الأرض مجهولة، ألا فتوقعوا ما يكون من إدبار أموركم وانقطاع وصلكم واستعمال صغاركم، ذلك حيث تكون ضربة السيف علي المؤمن أهون من الدرهم من حِلّه، ذلك حيث يكون المعطي أعظم أجراً من المعطي، ذاك حيث تسكرون من غير شراب، بل من النعمة والنعيم، وتحلفون من غير اضطرار، وتكذبون من غير إحراج، ذاك إذا عضّكم البلاء كما يعضّ القَتَبُ غارب البعير، ما أطول هذا العناء وأبعد هذا الرجاء »(3).

ص: 119


1- المصدر السابق ص303 ح14.
2- غيبة الطوسي ص 341 ح 291.
3- نهج البلاغة (بشرح عبده) ج12 ص126ح187.

7- غيبة الطوسي: وروي عبد الله بن محمد بن خالد الكوفي عن منذر بن محمد بن قابوس عن نصر بن السندي عن أبي داود سليمان بن سفيان المسترق عن ثعلبة بن ميمون عن مالك الجهني عن الحارث بن المغيرة عن الأصبغ بن نباتة.

ورواه سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين بن الخطاب عن الحسن بن علي بن فضّال عن ثعلبة بن ميمون عن مالك الجهني عن الأصبغ بن نباتة قال: «أتيت أمير المؤمنين «عليه السلام» فوجدته ينكت في الأرض فقلت له: يا أمير المؤمنين مالي أراك مفكراً في الأرض؟ أرغبة منك فيها؟

قال: لا والله، ما رغبت فيها ولا في الدنيا قط، ولكني تفكرت في مولود يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي هو المهدي الذي يملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً، يكون له حيرة وغيبة تضلّ فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون..»(1) .

ص: 120


1- غيبة الطوسي ص 164 ح127.

ما ورد عن الإمام الحسن بن علي المجتبي (عليهما السّلام)

1- غيبة النعماني: ابن عقدة عن القاسم بن محمد بن الحسين عن عبيس بن هاشم عن ابن جبلة عن مسكين الرّحال عن علي بن المغيرة عن عميرة بنت نفيل قالت: سمعت الحسن بن علي عليهما السلام يقول: «لا يكون الأمر الذي ينتظرون حتي يبرأ بعضكم من بعض، ويتفل بعضكم في وجوه بعض، وحتي يلعن بعضكم بعضاً و حتي يسمي بعضكم بعضاً كذابين»(1).

2- غيبة الطوسي: الفضل عن عبد الله بن جبلة عن أبي عمار عن علي بن أبي المغيرة عن عبد الله بن شريك العمري عن عميرة بنت نفيل قالت: سمعت الحسن بن علي «عليها السلام» يقول: «لا يكون هذا الأمر الذي تنتظرون حتي يبرأ بعضكم من بعض، ويلعن بعضكم بعضاً، ويتفل بعضكم في وجه بعض، وحتي يشهد بعضكم بالكفر علي بعض.

قلت: ما في ذلك خير؟

قال: الخير كله في ذلك، عند ذلك يقوم قائمنا فيرفع ذلك كله»(2) .

ص: 121


1- غيبة النعماني ص206 ص 9 وعنه البحار ج 52 ص 114 ح 33.
2- غيبة الطوسي ص 37 ح 429 وعنه في البحار ج 52 ص 211 ح 58، ورواه في منتخب الأثر عن عقد الدرر عن الحسين بن علي «عليها السلام» (منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر ج3 ص19ح 911).

ما ورد عن الإمامين الباقر والصادق (عليهما السّلام)

1- كمال الدين: أبي عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن ابن بزيع عن عبد الله الأصم عن الحسين بن مختار القلانسي عن عبد الرحمن بن سيابة عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: «كيف أنتم إذا بقيتم بلا إمام هدي ولا علم، يبرأ بعضكم من بعض، فعند ذلك تميّزون وتمحّصون وتغربلون، وعند ذلك اختلاف السنين (السفين) وإمارة من أول النهار، وقتل وقطع (وخلع) في آخر الليل (النهار) »(1).

2- غيبة الطوسي: الغضائري عن البزوفري عن أحمد بن إدريس عن ابن قتيبة عن ابن شاذان عن ابن أبي نجران عن محمد بن منصور عن أبيه قال: «كنّا عند أبي عبد الله «عليه السلام» جماعة نتحدث، فالتفت إلينا فقال: في أي شيء أنتم؟ أيهات، أيهات، لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتي تغربلوا، لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتي تميّزوا، لا والله لا يكون ما تمدّون إليه أعينكم إلا بعد إياس، لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتي يشقي من شقي ويسعد من سعد»(2).

3- غيبة النعماني: الكليني عن محمد بن الحسن وعلي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن سنان عن محمد بن منصور الصيقل، عن أبيه

ص: 122


1- كمال الدين ص 326 ح 37 وعنه في البحار ج 52 ص112 ح 22.
2- غيبة الطوسي ص 335 ح 281 وعنه في البحار ج 52 ص112 ح23.

قال: كنت أنا والحارث بن المغيرة وجماعة من أصحابنا جلوساً عند أبي جعفر «عليه السلام» يسمع كلامنا قال: وذكر مثله(1)، إلا أنه يقول في كل مرة: لا والله ما يكون ما تمدون إليه أعناقكم، بيمين.

وفيه: عن أحمد بن محمد بن سعيد عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الحميري من كتابه في سنة ثمانٍ وستين ومائتين عن محمد بن منصور عن أبيه عن الباقر «عليه السلام» مثله»(2).

4 - غيبة الطوسي: رُوي عن جابر الجعفي قال: «قلت لأبي جعفر «عليه السلام»: متي يكون فرجكم؟

فقال: هيهات، هيهات، لا يكون فرجنا حتي تغربلوا ثم تغربلوا ثم

تغربلوا، يقولها ثلاثاً، حتي يذهب الكدر ويبقي الصفو»(3).

5- غيبة النعماني: علي بن الحسين عن محمد العطار عن محمد بن الحسن الرازي عن محمد بن علي الكوفي عن ابن محبوب عن أبي المغرا عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله «عليه السلام» أنه سمعه يقول: «ويل لطغاة العرب من شرٍّ قد اقترب.

قلت: جعلت فداك كم مع القائم من العرب؟

قال: شيء يسير.

فقلت: والله إنّ من يصف هذا الأمر منهم لكثير.

ص: 123


1- أي مثل الحديث السابق.
2- غيبة النعماني ص 208 - 209 ح16 وعنه البحار ج 52 ص112.
3- غيبة الطوسي ص 339 ح 287.

فقال: لا بُد للناس أن يمحّصوا ويميّزوا ويغربلوا، ويخرج (من) في الغربال خلق كثير»(1).

وفيه: عن محمد بن يحيي والحسن بن محمد عن جعفر بن محمد عن القاسم بن إسماعيل الأنباري عن الحسن بن علي عن أبي المغرا عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله «عليه السلام» يقول: «وذكر مثله. ودلائل الإمامة للطبري عن محمد بن هارون بن موسي التلعكبري عن أبيه عن محمد بن همام عن جعفر بن محمد الحميري عن الأنباري مثله»(2).

6 - غيبة النعماني: علي بن أحمد عن عبيد الله بن موسي العلوي العباسي، عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن زياد عن البطائني عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي «عليه السلام» يقول: «والله لتميّزن، (والله) لتمحّصنّ، والله لتغربلنّ كما يغربل الزؤان من القمح»(3) .

7- تفسير القمي: في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر «عليه السلام» في قوله «قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَي أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ » قال: هو الدُّخان والصيحة « أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ» وهو الخسف «أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا» وهو اختلاف في الدين، وطعن بعضكم علي بعض «وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ »(4) وهو أن يقتل بعضكم بعضاً، وكل هذا في أهل

ص: 124


1- غيبة النعاني ص204ح7 وعنه البحار ج 52 ص114 ح 31.
2- دلائل الإمامة ص456 ح 40/836 وعنه المصدر السابق.
3- غيبة النعماني ص205ح8 وعنه البحار ج 52 ص 114 32.
4- الآية 65 من سورة الأنعام.

القبلة»(1) .

8- غيبة النعماني: محمد بن همام عن حميد بن زياد الكوفي، عن الحسن بن محمد بن سماعة عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن زائدة بن قدامة عن عبد الكريم قال: «ذكر عند أبي عبد الله «عليه السلام» القائم فقال: أنّي يكون ذلك ولم يستدر الفلك حتي يقال: مات أو هلك في أيّ وادٍ سلك.

فقلت: وما استدارة الفلك؟

فقال: اختلاف الشيعة بينهم»(2).

9- الكافي: العدة عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نجران عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن أبي جعفر «عليه السلام» قال: «لا تَرَون الذي تنتظرون حتي تكونوا كالمعزي المواة التي لا يبالي الخابس أين يضع يده منها، ليس لكم شرف ترقونه، ولا سناد تسندون إليه أمركم».

وعنه عن علي بن الحكم عن ابن سنان عن أبي الجارود مثله. قال: «قلت لعلي بن الحكم: ما المواة من المعز؟

قال: التي قد استوت لا يفضل بعضها علي بعض»(3).

10- كمال الدين: أبي وابن الوليد معا عن سعد والحميري وأحمد بن إدريس جميعاً عن ابن عيسي وابن أبي الخطاب ومحمد بن عبد الجبار وعبدالله بن عامر عن ابن أبي نجران عن محمد بن مساور عن المفضل بن عمر

ص: 125


1- تفسير القمي ج 1 ص 204 وعنه البحار ج52 ص181 ح4.
2- غيبة النعماني ص157 ح20 والبحار ج 52 ص 227 ح 91.
3- الكافي ج8 ص263 ح 379 و 380 وعنه البحار ج 52 ص 264 ح 150.

الجعفي عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: «سمعته يقول: إياكم والتنويه أما والله ليغيبنّ إمامكم سنيناً من دهركم، وليمحصنّ حتي يقال: مات أو هلك بأيّ وادٍ سلك، ولتدمعنّ عليه عيون المؤمنين، ولتكفأنّ كما تكفأ السفن في أمواج البحر، فلا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه وكتب في قلبه الإيمان وأيّده بروح منه، ولترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يُدري أيٌّ من أي.

قال: فبكيت.

فقال (بلي): ما يبكيك يا أبا عبد الله ؟

فقلت: وكيف لا أبكي وأنت تقول: ترفع اثنتا عشر راية مشتبهة لا

يُدري أي من أي؟ فكيف نصنع؟

قال: فنظر إلي الشمس داخله في الصُّفّة فقال: يا أبا عبد الله تري هذه الشمس؟

قلت: نعم.

قال: والله لأمرنا أبين من هذه الشمس»(1).

وفي غيبة الطوسي: أحمد بن إدريس عن ابن قتيبة عن ابن شاذان عن ابن أبي نجران مثله(2).

وفي غيبة النعماني: محمد بن همام عن جعفر بن محمد بن مالك والحميري معاً عن ابن أبي الخطاب ومحمد بن عيسي وعبد الله بن عامر

ص: 126


1- كمال الدين ص 325 ح 36.
2- غيبة الطوسي ص 337 ح 285.

جميعاً عن ابن أبي نجران عن محمد بن مساور عن المفضل بن عمرو مثله بتفاوت(1) .

وفيه أيضاً: أخبرنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن رباح الزهري، عن أحمد بن علي الحميري، عن الحسن بن أيوب، عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي، عن محمد بن عصام، قال: حدثني المفضل بن عمر. وذكر الحديث بتفاوت(2).

وفي غيبة النعماني أيضاً: الكليني عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن عبد الكريم عن ابن أبي نجران مثله(3).

وفي الكافي أيضاً: محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نجران عن محمد بن المساور عن المفضل بن عمرو مثله(4).

11 - غيبة النعماني: أحمد بن محمد بن سعيد عن يحيي بن زكريا بن شيبان عن يوسف بن كليب عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ابن البطائني عن عاصم ابن حميد عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر (محمد بن علي) يقول: لو قد خرج قائم آل محمد..

إلي أن قال: يا أبا حمزة لا يقوم القائم «عليه السلام» إلا علي خوف شديد وزلازل وفتنة، وبلاء يصيب الناس، وطاعون قبل ذلك، وسيف قاطع بين العرب، واختلاف شديد بين الناس وتشتت في دينهم، وتغير من

ص: 127


1- غيبة النعماني ص 152 ح10 وعنه البحار ج 52 ص 281 ح 9.
2- غيبة النعماني ص 152 ح 9.
3- المصدر السابق ص153 وعنه البحار ج 52 ص 281 ح 9.
4- الكافي ج 1 ص 336 ح3.

حالهم حتي يتمني المتمني الموت صباحاً ومساءً من عظم ما يري من كَلَب الناس وأكل بعضهم بعضاً، وخروجه إذا خرج عند الإياس والقنوط...»(1).

أقول: لا يخفي دلالة هذه الرواية علي أمور تحدث قبل خروج القائم «عليه السلام».

12 - غيبة الطوسي: وروي محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن يعقوب بن يزيد عن حمّاد بن عيسي عن إبراهيم بن عمر اليماني عن رجل عن أبي جعفر «عليه السلام» أنه قال:

«(والله) لتمحصنّ يا معشر الشيعة، شيعة آل محمد كمخيض الكحل في العين لأن صاحب الكحل يعلم متي يقع في العين ولا يعلم متي يذهب، فيصبح أحدكم وهو يري أنه علي شريعة من أمرنا فيمسي وقد خرج منها، ويمسي وهو علي شريعة من أمرنا فيصبح وقد خرج منها »(2).

13 - غيبة الطوسي: وعنه (الحميري) عن أبيه عن العباس بن عامر عن الربيع بن محمد المسلي قال: «قال (لي) أبو عبد الله «عليه السلام»: والله التكسرنّ كسر الزجاج، وإنّ الزجاج يُعاد فيعود كما كان، والله لتكسرنّ كسر الفخّار، وإن الفخّار لا يعود كما كان، (والله لتميزن)، والله لتمحصنّ، والله لتغربل كما يغربل الزؤان من القمح»(3).

14 - كمال الدين: حدثنا أبي (رض) قال: حدثنا علي بن إبراهيم عن

ص: 128


1- غيبة النعماني ص 234 ح 22 وعنه البحار ج52 ص348 ح99.
2- غيبة الطوسي ص 339 ح 288.
3- المصدر السابق ص340 ح289.

أبيه عن محمد بن الفضل عن أبيه عن منصور قال: قال أبو عبد الله «عليه السلام»: «يا منصور، إنّ هذا الأمر لا يأتيكم إلا بعد (إ) يأس، لا والله (لا يأتيكم) حتي تميزوا، لا والله (لا يأتيكم) حتي تمحصوا، لا والله (لا يأتيكم) حتي يشقي من شقي ويسعد من سعد»(1).

15 - قرب الإسناد: أحمد بن محمد بن عيسي عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الرضا «عليه السلام»: وكان جعفر «عليه السلام» يقول: «والله لا يكون الذي تمدّون إليه أعناقكم حتي تميزوا وتمحّصوا، ثم يذهب من كل عشرة شيء، ولا يبقي منكم إلا نزر ثم تلا هذه الآية «أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ »(2)»(3).

16 - غيبة النعماني: محمد بن همام بإسناده يرفعه إلي أبان بن تغلب عن أبي عبد الله «عليه السلام» أنه قال: «كيف أنتم إذا وقعت السبطة (البطشة) بين المسجدين، تأرز العلم فيها كما تأرز الحية في جحرها، واختلفت الشيعة بينهم، وسمّي بعضهم بعضاً كذّابين، ويتفل بعضهم في وجوه بعض؟

فقلت: ما عند ذلك من خير؟

قال: الخير كله عند ذلك - يقولها ثلاثاً - يريد قرب الفرج»(4).

والكليني عن عدة من رجاله عن أحمد بن محمد عن الوشاء عن علي بن الحسين عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله «عليه السلام» أنه قال: «كيف

ص: 129


1- كمال الدين ص 324 ح 32.
2- الآية 142 من سورة آل عمران.
3- قرب الإسناد ص369 ح 1321.
4- غيبة النعماني ص 159ح7 وعنه البحار ج 52 ص 134 ح38.

أنت إذا وقعت البطشة». وذكر مثله بلفظه(1).

17- غيبة النعماني: حدثنا أبو سليمان أحمد بن هوذة الباهلي قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق النهاوندي سنة ثلاث وسبعين ومائتين قال: حدثنا عبد الله بن حمّاد الأنصاري سنة تسع وعشرين ومائتين عن رجل عن أبي عبد الله «عليه السلام»: أنه دخل عليه بعض أصحابه فقال له: «جُعلت فداك، إني والله أحبك وأحب من يحبك، يا سيدي ما أكثر شيعتكم.

فقال له: أذكرهم.

فقال: كثير.

فقال: تحصيهم؟

فقال: هم أكثر من ذلك.

فقال أبو عبد الله «عليه السلام»: أما لو كملت العدة الموصوفة ثلاثمائة وبضعة عشر كان الذي تريدون، ولكن شيعتنا من لا يعدو صوته سمعه ولا شحناؤه بدنه، ولا يمدح بنا معلناً ولا يخاصم لنا قالياً، ولا يجالس لنا عايباً، ولا يحدث لنا ثالباً، ولا يحب لنا مبغضاً ولا يبغض لنا محباً.

فقلت: فكيف أصنع بهذه الشيعة المختلفة الذين يقولون إنهم

يتشيّعون؟

فقال: فيهم التمييز، وفيهم التمحيص، وفيهم التبديل، يأتي عليهم سنون تفنيهم،وسيف يقتلهم، واختلاف يبددهم، إنها شيعتنا من لا يهر

ص: 130


1- الكافي ج1 ص340 ح 17 وعنه البحار ج 52 ص134 ح38 .

هرير الكلب، ولا يطمع طمع الغراب، ولا يسأل الناس بكفه وإن مات جوعاً»(1).

18 - غيبة النعماني: محمد بن همام عن أحمد بن مابنداد وعن محمد بن سنان عن الكاهلي عن أبي عبد الله «عليه السلام» أنه قال: «تواصلوا وتبارّوا وتراحموا فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة ليأتينَّ عليكم وقت لا يجد أحدكم لديناره و در همه موضعاً.

فقلت: وأنّي يكون ذلك.

فقال: عند فقدكم إمامكم فلا تزالون كذلك حتي يطلع عليكم كما

تطلع الشمس أيس ما تكونون...»(2).

ص: 131


1- غيبة النعماني ص203 ح4.
2- غيبة النعماني ص 150ح8 البحار ج 51 ص 146 ح 17.

ما ورد عن باقي الأئمة (عليهم السّلام)

1- غيبة الطوسي: أحمد بن إدريس عن ابن قتيبة عن ابن شاذان عن البزنطي قال: قال أبو الحسن «عليه السلام»: «أما والله لا يكون الذي تمدّون إليه أعينكم حتي تميّزوا وتمحّصوا، وحتي لا يبقي منكم إلا الأندر ثم تلا «أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ » (1)»(2).

وفي قرب الإسناد: ابن عيسي عن البزنطي مثله، وزاد فيه: «و تمحّصوا ثم يذهب من كل عشرة شيء ولا يبقي(3).

2- كمال الدين: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق (رض) قال:

حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن علي بن موسي الرضا «عليه السلام» أنه قال: «كأني بالشيعة عند فقدهم الثالث من ولدي كالنعم يطلبون المرعي فلا يجدونه.

قلت له: ولم ذاك يا بن رسول الله؟

قال: لأن إمامهم يغيب عنهم»(4).

ص: 132


1- الآية 142 من سورة آل عمران.
2- غيبة الطوسي ص 336 ح283 وعنه في البحار ج 52 ص 113 ح24.
3- قرب الإسناد ص369 ح 1321 وعنه البحار ج52 ص113 ح25.
4- كمال الدين ص480 ح4.

3- كمال الدين: حدثنا محمد بن علي بن بشار القزويني (رض) قال: حدثنا أبو الفرج المظفر بن أحمد قال: حدثنا محمد بن جعفر الكوفي، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال: حدثنا الحسن بن محمد بن صالح البزاز قال: سمعت الحسن بن علي العسكري «عليه السلام» يقول: «إن ابني هو القائم من بعدي وهو الذي يجري فيه سنن الأنبياء بالتعمير والغيبة حتي تقسو القلوب لطول الأمد، فلا يثبت علي القول به إلا من كتب الله عز وجل في قلبه الإيان وأيّده بروح منه»(1).

أقول: سيأتي أيضاً: أنه لا يخرج «عليه السلام» إلا بعد طول الأمد

وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جوراً.

4 - غيبة النعماني: علي بن أحمد عن عبيد الله بن موسي عن موسي بن محمد عن أحمد بن أبي أحمد عن إبراهيم بن هلال قال: قلت لأبي الحسن «عليه السلام»: «جُعلت فداك، مات أبي علي هذا الأمر وقد بلغت من السنين ما قد تري، أموت ولا تخبرني بشيء!

فقال: يا أبا إسحاق أنت تعجل.

فقلت: إي والله أعجل، وما لي لا أعجل، وقد بلغت من السن ما

تري؟

فقال: أما والله يا أبا إسحاق ما يكون ذلك حتي تميّزوا وتمحّصوا

وحتي لا يبقي منكم إلا الأقل، ثم صعّر كفّه»(2).

ص: 133


1- المصدر السابق ص524ح 4.
2- غيبة النعماني ص 208 ح14 وعنه البحار ج 52 ص113 ح29.

5- غيبة النعماني: علي بن أحمد عن عبيد الله بن موسي عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيي قال: قال أبو الحسن الرضا «عليه السلام»: «والله ما يكون ما تمدّون إليه أعينكم حتي تمحّصوا وتميّزوا، وحتي لا يبقي منكم إلا الأندر فالأندر»(1).

6 - الإحتجاج: خرج التوقيع إلي أبي الحسن السُّمَّري: «يا علي بن محمد السُّمَّري اسمع: أعظم الله أجر إخوانك فيك، فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام، فاجمع أمرك ولا توصي إلي أحد يقوم مقامك بعد وفاتك فقد وقعت الغيبة التامة فلا ظهور إلا بعد إذن الله تعالي ذكره، وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب، وامتلاء الأرض جوراً، وسيأتي من شيعتي من يدّعي المشاهدة، ألا فمن ادّعي المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّاب مفترٍ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم»(2).

وفي غيبة الطوسي: وأخبرنا جماعة عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه قال: حدثني أبو محمد الحسن بن أحمد المكتّب قال: «كنت بمدينة السلام في السنة التي توفي فيها الشيخ أبو الحسن علي بن محمد السُّمَّري (قده) فحضرته قبل وفاته بأيام فأخرج إلي الناس توقيعاً نسخته: وذكر الحديث.

أقول: سيأتي أن السفياني والصيحة من العلامات الحتمية لخروج

ص: 134


1- المصدر السابق ح 15 وعنه البحار ج 52 ص113 ح30.
2- الإحتجاج ج2 ص 296 وعنه ج52 ص 152ح1.

الإمام «عليه السلام»(1).

7- صفات الشيعة: حدثنا محمد بن موسي المتوكل عن الحسن بن علي الخزاز قال: سمعت الرضا «عليه السلام» يقول: «إن ممن يتَّخذ مودتنا أهل البيت لمن هو أشد فتنة علي شيعتنا من الدَّجَّال.

فقلت: يا بن رسول الله باذا؟

قال: بموالاة أعدائنا ومعاداة أوليائنا! إنه إذا كان كذلك اختلط الحق

بالباطل واشتبه الأمر، فلم يُعرف مؤمن من منافق»(2).

8- كمال الدين: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رض) قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن صالح بن السندي عن يونس بن عبد الرحمن قال: دخلت علي موسي بن جعفر «عليه السلام» فقلت له: يا بن رسول الله «صلي الله عليه وآله»، أنت القائم بالحق؟

فقال: أنا القائم بالحق، ولكن القائم الذي يطهّر الأرض من أعداء الله عز وجل ويملأها عدلاً كما ملئت جوراً وظل هو الخامس من ولدي، له غيبةيطول أمدها خوفاً علي نفسه، يرتد فيها أقوام ويثبت فيها آخرون»(3) .

9- كمال الدين : حدثنا أبي ومحمد بن الحسن (رضهما) قالا: حدثنا سعد بن عبد الله عن الحسن بن عيسي بن محمد بن علي بن جعفر عن أبيه عن جده محمد بن علي عن علي بن جعفر عن أخيه موسي بن جعفر قال:

ص: 135


1- غيبة الطوسي ص395 ح 365.
2- صفات الشيعة ص8.
3- كمال الدين ج 2 ص 338 ح5.

«إذا فقد الخامس من ولد السابع فالله الله في أديانكم لا يزيلنَّكم أحد عنها، يا بنيّ، إنه لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة حتي يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به، إنها هي محنة من الله عز وجل امتحن بها خلقه...»(1).

ص: 136


1- المصدر السابق ص336 ح 1.

الفصل الثاني:ما ورد في علامات ظهوره (عليه السّلام) دون وصفه بالمحتوم

اشارة

ص: 137

ص: 138

ما ورد عن النبي الاكرم (صلّي الله عليه وآله )

1- كفاية الأثر: أخبرنا أبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني «رحمه الله»، قال: حدثنا عبد الرزاق بن سليمان بن غالب الأزدي با يارح، قال أبو عبد الله الغني الحسن بن معالي، قال: حدثنا عبد الوهاب بن همام الحميري، قال: حدثنا ابن أبي شيبة، قال: حدثنا شريك الدين بن الربيع، عن القاسم بن حسان، عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن النبي «صلي الله عليه وآله» قال: «منّا مهدي هذه الأمة، إذا صارت الدنيا هرجاً ومرجاً، وتظاهرت الفتن وتقطَّعت السبل وأغار بعضهم علي بعض، فلا كبيرهم يرحم صغيراً، ولا صغير يوقر كبيراً، فيبعث الله عند ذلك مهديّنا، التاسع من صلب الحسين، يفتح حصون الضلالة، وقلوباً غفلاً، يقوم في الدين في آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان، ويملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً»(1).

2 - كفاية الأثر بالأسانيد الكثيرة عن علي صلوات الله عليه عن رسول الله «صلي الله عليه وآله»: بعد ذكر خروج القائم قال: «.. وذلك عندما تصير الدنيا هرجاً و مرجاً، ويغار بعضهم علي بعض، فلا الكبير يرحم

ص: 139


1- كفاية الأثر ص63 وعنه البحار ج 38 ص308 ح146 وج52 ص266 ح154. وفي بعض النسخ (وقلوبنا غلفاً) جولة في حكومة الإمام المهدي «عليه السلام» ص 38 عن عقد الدرر، وإحقاق الحق وبحار الأنوار.

الصغير، ولا القوي يرحم الضعيف، فحينئذ يأذن الله له بالخروج»(1).

3. كفاية الأثر: أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن (أبي عبد الله أحمد بن) محمد بن عبيد الله قال: حدثنا أبو طالب عبيد بن أحمد بن يعقوب بن نصر الأنباري قال: حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق قال: حدثنا عبد الله بن شبيب قال: حدثنا محمد بن زياد الهاشمي قال: حدثنا سفيان بن عتبة قال: حدثنا عمران بن داود قال: حدثنا محمد بن الحنفية قال: قال أمير المؤمنين «عليه السلام»: سمعت رسول الله «صلي الله عليه وآله» يقول في حديث طويل في فضل أهل البيت «عليهم السلام» جاء فيه: «وسيكون بعدي فتنة صاء صيلم يسقط فيها كل وليجة وبطانة وذلك عند فقدان شيعتك الخامس من السابع من ولدك، يحزن لفقده أهل الأرض والسماء، فكم مؤمن ومؤمنة متأسف متلهّف حيران عند فقده.

ثم أطرق ملياً ثم رفع رأسه وقال: بأبي وأمي سميّ وشبيهي وشبيه موسي بن عمران، عليه جيوب النور - أو قال: جلابيب النور - تتوقد من شعاع القدس، كأني بهم آيس من كانوا، ثم نودي بنداء يُسمع من البعد كما يُسمع من القرب، يكون رحمة علي المؤمنين وعذاباً علي المنافقين.

قلت: وما ذلك النداء؟

قال: ثلاثة أصوات في رجب.

أولها: ألا لعنة الله علي الظالمين.

ص: 140


1- كفاية الأثر ص 145 - 152 وعنه البحار ج36 ص335 ح 195 وج52 ص379 ح189.

والثاني: أزفت الآزفة.

والثالث: ترون بدناً بارزاً مع قرن الشمس ينادي: ألا إن الله قد بعث فلان بن فلان - حتي ينسبه إلي علي - فيه هلاك الظالمين، فعند ذلك يأتي الفرج ويشفي الله صدورهم ويُذهب غيظ قلوبهم.

قلت: يا رسول الله، فكم يكون بعدي من الأئمة؟

قال: بعد الحسين تسعة والتاسع قائمهم»(1).

4- كمال الدين: حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رضي الله عنه) قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبو سعيد سهل بن زياد الآدمي الرازي قال: حدثنا محمد بن آدم الشيباني، عن أبيه آدم بن إياس قال: حدثنا المبارك بن فضالة عن وهب بن منبه رفعه عن ابن عباس قال: قال رسول الله «صلي الله عليه وآله»: «... وذكر الأئمة «عليهم السلام» إلي خروج المهدي «عليه السلام» إلي أن قال: قال النبي «صلي الله عليه وآله»:

فقلت: الهي وسيدي ! متي يكون ذلك؟

فأوحي الله جلَّ وعزّ: يكون ذلك إذا رفع العلم وظهر الجهل، وكثر القرّاء، وقل العمل، وكثر القتل، وقل الفقهاء الهادون، وكثر فقهاء الضلالة والخونة، وكثر الشعراء، واتخذ أمتك قبورهم مساجد، وحلّيت المصاحف، وزخرفت المساجد، وكثر الجور والفساد، وظهر المنكر وأمر أمتك به ونهوا عن المعروف واكتفي الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، وصارت الأمراء كفرة، وأولياؤهم فجرة، وأعوانهم ظلمة، وذوو الرأي منهم فسقة، وعند

ص: 141


1- كفاية الأثر ص 156 - 159.

ذلك ثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وخراب البصرة علي يد رجلٍ من ذريتك يتبعه الزنوج، وخروج رجل من ولد الحسين بن علي، وظهور الدَّجال، يخرج بالمشرق من سجستان، وظهور السفياني..»(1).

ص: 142


1- كمال الدين وتمام النعمة ص250 ح 1 وعنه منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر «عليه السلام» ج3 ص16 ح910.

ما ورد عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام)

1- غيبة النعماني: علي بن أحمد عن عبيد الله بن موسي عن موسي بن هارون بن عيسي العبدي عن عبد الله بن مسلم بن قعنب عن سليمان بن هلال قال: حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن الحسين بن علي «عليهم السلام» قال: «جاء رجل إلي أمير المؤمنين «عليه السلام» فقال له:

يا أمير المؤمنين نبّئنا بمهديّكم هذا؟

فقال: إذا درج الدارجون، وقلّ المؤمنون، وذهب المجلبون فهناك»(1).

2- غيبة الطوسي: الفضل بن شاذان عن علي بن أسباط عن محمد بن أبي البلاد عن علي بن محمد الأودي عن أبيه عن جده قال: «قال أمير المؤمنين «عليه السلام»: بين يدي القائم موت أحمر وموت أبيض، وجراد في حينه وجراد في غير حينه، أحمر كألوان الدم، فأما الموت الأحمر فالسيف، وأما الموت الأبيض فالطاعون»(2).

وفي الإرشاد: محمد بن أبي البلاد مثله(3).

وفي غيبة النعماني: علي بن الحسين عن محمد بن يحيي عن محمد بن حسنان الرازي عن محمد بن علي الكوفي عن إبراهيم بن أبي البلاد عن علي

ص: 143


1- غيبة النعماني ص 212 باب 13 حا وعنه البحار ج 51 ص115 ح14.
2- غيبة الطوسي ص 438 ح 430.
3- الإرشاد ج2 ص 372 وعنه البحار ج 52 ص 211 ح 59.

بن محمد بن الأعلم الأزدي عن أبيه عن جدِّه مثله(1).

أقول: سيأتي في روايات المحتوم أن الطاعونين الأبيض والأحمر لابد منهما.

3- غيبة النعماني: ابن عقدة عن محمد بن الفضيل عن ابن فضّال عن ثعلبة عن معمّر بن يحيي عن داود الدُّجاجي عن أبي جعفر «عليه السلام» قال: «سئل أمير المؤمنين «عليه السلام» (عن قوله تعالي): «فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ » (2).

فقال: انتظروا الفرج من ثلاث.

فقلت: يا أمير المؤمنين، وما هن؟

فقال: اختلاف أهل الشام بينهم، والرايات السود من خراسان،

والفزعة في شهر رمضان.

فقيل: وما الفزعة في شهر رمضان؟

فقال: أما سمعتم قول الله عز وجل في القرآن «إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ »(3)، هي آية تخرج الفتاة من خدرها، وتوقظ النائم وتفزع اليقظان»(4).

أقول: الفزعة هنا هي الصيحة والنداء وهو من المحتوم كما سيأتي صريحاً في الروايات.

ص: 144


1- غيبة النعماني ص 277 ح 61.
2- الآية 37 من سورة مريم.
3- الآية 4 من سورة الشعراء.
4- غيبة النعماني ص 251 ح 8.

4 - غيبة النعماني : علي بن أحمد عن عبيد الله بن موسي عن عبد الله بن حمّاد عن إبراهيم بن عبد الله بن العلا عن أبيه عن أبي عبد الله «عليه السلام»: «أن أمير المؤمنين «عليه السلام» حدَّث عن أشياء تكون بعده إلي قيام القائم، فقال الحسين: يا أمير المؤمنين، متي يطهّر الله الأرض من الظالمين؟

قال: لا يطهر الله الأرض من الظالمين حتي يسفك الدم الحرام.

ثم ذكر بني أمية وبني العباس في حديث طويل وقال: إذا قام القائم بخراسان، وغلب علي أرض كوفان والملتان، وجاز جزيرة بني كاوان، وقام منّا قائم بجيلان وأجابته الإبُر والديلم، وظهرت لولدي رايات الترك متفرقات في الأقطار والحرامات، وكانوا بين هنّات وهنّات. إذا خربت البصرة وقام أمير الأمرة، فحكي حكاية طويلة.

ثم قال: إذا جهزت الألوف وصفّت الصفوف، وقتل الكبش الحروف، هناك يقوم الآخر، ويثور الثائر ويهلك الكافر، ثم يقوم القائم المأمول والإمام المجهول، له الشرف والفضل، وهو من ولدك يا حسين، لا ابن مثله، يظهر بين الركنين في دريسين باليين، يظهر علي الثقلين، ولا يترك في الأرض الأدنين، طوبي لمن أدرك زمانه، ولحق أوانه وشهد أيامه»(1).

5- غيبة النعماني: ابن عقدة عن علي بن الحسن التيملي عن محمد بن عمر بن يزيد و محمد بن الوليد بن خالد جميعاً عن حماد بن عثمان عن عبد الله بن سنان عن محمد بن إبراهيم بن أبي البلاد عن أبيه عن ابن نباتة قال:

ص: 145


1- غيبة النعماني ص 274 ح55.

«سمعت علياً «عليه السلام» يقول: إن بين يدي القائم سنين خدّاعة، يُكذَّب فيها الصادق ويُصدق فيها الكاذب، ويقرب فيها الماحل، (وفي حديث) وينطق فيها الرّويبضة.

قلت: وما الرّويبضة وما الماحل؟

قال: أما تقرئون القرآن قوله: « وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ »؟(1).

قال: (يريد المكر).

فقلت: وما الماحل؟

قال: يريد المكّار»(2).

2 - العدد القوية: قال سلمان الفارسي رضي الله عنه: «أتيت أمير المؤمنين «عليه السلام» خالياً فقلت: يا أمير المؤمنين، متي القائم من ولدك؟

فتنفس الصعداء وقال: لا يظهر القائم حتي يكون أمور الصبيان،

ويضيع حقوق الرحمن، ويُتغنّي بالقرآن، فإذا قتلت ملوك بني العباس أولي العمي والالتباس أصحاب الرَّمي عن الأقواس بوجوه كالتراس، وخربت البصرة، هناك يقوم القائم من ولد الحسين «عليه السلام»(3).

7- الاحتجاج: عن زيد بن وهب الجهني عن الحسن بن علي بن أبي طالب عن أبيه صلوات الله عليهما قال: «يبعث الله رجلاً في آخر الزمان وكلب من الدهر وجهل من الناس، يؤيده الله بملائكته ويعصم أنصاره

ص: 146


1- الآية 13 من سورة الرعد.
2- غيبة النعماني ص 278 ح 62.
3- العدد القوية ص57 ح126 وعنه البحار ج 52 ص 272ح168.

وينصر بآياته، ويظهره علي الأرض حتي يدينو طوعاً وكرهاً»(1).

أقول: وتصلح هذه الروايات أن تنضم إلي روايات آخر الزمان، وقد مر سابقاً أن من أحداث آخر الزمان خروج قائم آل محمد «عليه السلام» بل من حتميات آخر الزمان.

8- كنز جامع الفوائد: محمد بن العباس عن الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسي عن يونس عن صفوان عن أبي عثمان عن معلي بن خنيس عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: «قال أمير المؤمنين «عليه السلام»: انتظروا الفرج في ثلاث، قيل: وما هنّ؟

قال: اختلاف أهل الشام بينهم، والرايات السود من خراسان،

والفزعة في شهر رمضان.

فقيل له: وما الفزعة في شهر رمضان؟

قال: أما سمعتم قول الله عز وجل في القرآن: «إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ »(2).

قال: إنه يخرج الفتاة من خدرها ويستيقظ النائم ويفزع اليقظان»(3).

وفي تأويل الآيات: حدثنا الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسي عن يونس قال: حدثنا صفوان بن يحيي عن أبي عثان عن معلي بن قيس مثله(4).

أقول: تقدّم أن هذه الفزعة هي النداء وهو من المحتوم.

ص: 147


1- الإحتجاج ج2 ص10 وعنه البحار ج 52 ص280 ح6.
2- الآية 4 من سورة الشعراء.
3- بحار الأنوار ج 52 ص285 ح14 عن كنز جامع الفوائد.
4- تأويل الآيات ج1 ص 387 ح4.

9- المناقب: قوله «عليه السلام» في خطبته اللؤلؤية: «.. ينادي منادي الجرحي علي القتلي، ودفن الرجال، وغلبة الهند علي السند، وغلبة القفص علي السعير، وغلبة القبط علي أطراف مصر، وغلبة أندلس علي أطراف أفريقية، وغلبة الحبشة علي اليمن، وغلبة الترك علي خراسان، وغلبة الروم علي الشام، وغلبة أهل أرمينية علي أرمينية، وصرخ الصارخ بالعراق: هتك الحجاب، وافتضت العذراء، وظهر علم اللعين الدجال.. » ثم ذكر خروج القائم «عليه السلام»(1).

أقول: سيأتي ذكر لروايات الدجال لاحقا مع روايات السفياني.

10 - دلائل الإمامة: وأخبرني أبو الحسن محمد بن هارون عن أبيه قال: حدثنا أبو علي الحسن بن محمد النهاوندي قال: حدثنا العباس بن مطران الهمداني قال: حدثنا إسماعيل بن علي المقري قال: حدثنا محمد بن سليمان قال: حدثني أبو جعفر العرجي عن محمد بن يزيد عن سعيد بن عباية عن سلمان الفارسي قال: «خطبنا أمير المؤمنين بالمدينة، وقد ذكر الفتنة وقربها ثمّ ذكر قيام القائم من ولده وأنه يملأها عدلاً كما ملأت جوراً.

قال سلمان: فأتيته خالياً.

فقلت: يا أمير المؤمنين، متي يظهر القائم من ولدك؟

فتنفس الصعداء وقال: لا يظهر القائم حتي يكون أمور الصبيان، وتضييع حقوق الرحمن، ويُتغنّي بالقرآن بالتطريب والألحان، فإذا قتلت ملوك بني العباس أولي الغمار والالتباس أصحاب الرَّمي عن الأقواس

ص: 148


1- مناقب آل أبي طالب ج2 ص108 وعنه البحار ج 41 ص 318 ح 42.

بوجوه كالتراس، وخربت البصرة وظهرت العشرة.

قال سلمان: قلت: وما العشرة يا أمير المؤمنين؟

قال: منها خروج الزنج وظهور الفتنة، ووقائع بالعراق وفتن الآفاق،

والزلازل العظيمة مُقعدة مُقيمة، ويظهر الحندر والديلم بالعقيق والصيلم وولاية القصاح بعقب الفم الجناح، وظهور آيات مفتريات في النواحي والجنابات، وعمران الفسطاط بعين القرب والإقباط، ويخرج الحائك الطويل بأرض مصر والنيل.

قال سلمان: فقلت: وما الحائك الطويل؟

قال: رجل صعلوك ليس من أبناء الملوك، تظهر له معادن الذهب، ويساعده العجم والعرب، ويأتي له من كل شيء حتي يلي الحَسَن، ويكون في زمانه العظائم والعجائب. وإذا سار بالعرب إلي الشام، وداس بالبرذون أرحام السيل بين جيشه، ووصل جبل القاعوس في جيشه، فيجري فيه بعض الأمور فيسرع الأسلاف، ولا يهنيه طعام ولا شراب حتي يعاود بأيلون مصر وكثرة الآراء والظنون، ولا تعجز العجوز، وشيّد القصور وعمّر جبل الملعون، وبرقت برقة فردَّت، واتصل الأشرار بين عين الشمس وحلوان، وسُمع من الأشرار الأذان، فصعقت صاعقة برقة، وأخري ببلخ والبُرقة، وقاتل الأعراب البوادي، وجرت السفياني خيله، وجنّد الجنود و بنّد البنود.

هناك يأتيه أمر الله بغتة لغلبة الأوباش وتعيّش المعاش، وتُنقص الأطراف ويكثر الاختلاف، وتخالفه طليقه بعين طرطوس وبقاصية أرمينية، هناك تقبل رايات مغربية أو مشرقية فأعلنوا الفتنة في البرية، يا لها من وقعات

ص: 149

طاحنات من النبل والأكمات، وقعات ذات رسون و منابت اللون بعمران بني حام بالقمار الأدغام، وتأويل العين بالفسطاط من التربت من غير العرب والأقباط بأدبجة الديباج، ونطحة النطاح بأحراث المقابر ودروس المعابر، وتأديب المسكوب علي السن المنصوب بأقصاع رأس العلم والعمل في الحرب بغلبة بني الأصفر علي الأنعار، وقع المقدار فا يغني الحذر، هناك تضطرب الشام وتنتصب الأعلام وتُنتقص التمام، وسُدّ غصن الشجرة الملعونة الطاغية، فهنالك ذلٌ شامل، وعقلٌ ذاهل، وختلٌ قابل، ونبلٌ ناصل، حتي تغلب الظلمة علي النور، وتبقي الأمور من أكثر الشرور، هنالك يقوم المهدي من ولد الحسين، لا ابن مثله لا ابن، فيزيل الرَّدي، ويميت الفتن، وتتدارس الركبتين(كذا) هناك يقضي لأهل الدِّين بالدين.

قال سلمان: ثم انضجع ووضع يده تحت رأسه يقول: شعار الرهبانية القناعة»(1).

11 - كتاب الغيبة للفضل بن شاذان وكشف النوري: قال الثاني: أخرج أبو محمد الفضل بن شاذان النيسابوري المتوفي في حياة أبي محمد العسكري والد الحجة «عليه السلام» في كتاب الغيبة: حدثنا الحسن بن رباب قال: حدثنا أبو عبد الله «عليه السلام» حديثاً طويلاً عن أمير المؤمنين «عليه السلام» أنه قال في آخره: «.. ثم يقع التدابر في (و) الاختلاف بين أمراء العرب والعجم، فلا

يزالون يختلفون إلي أن يصير الأمر إلي رجل من ولد أبي سفيان..

ص: 150


1- دلائل الإمامة ص 472 ح 69/465 .

إلي أن قال «عليه السلام»: ثم يظهر أمير الأمَرة وقاتل الكفرة، السلطان المأمول، الذي تحيرُ في غيبته العقول، وهو التاسع من ولدك يا حسين، يظهر بين الركنين، يظهر علي الثقلين، ولا يترك في الأرض الأدنين (دمين)، طوبي للمؤمنين الذين أدركوا زمانه ولحقوا أمانه، وشهدوا أيامه، ولاقوا أقوامه »(1).

12 - غيبة النعماني: علي بن أحمد عن عبيد الله بن موسي عن محمد بن موسي عن أحمد بن أبي أحمد عن إسماعيل بن عياش عن مهاجر بن حليم عن المغيرة بن سعيد عن أبي جعفر الباقر «عليه السلام» أنه قال: قال أمير المؤمنين «عليه السلام»: «إذا اختلف الرمحان بالشام لم تنجل إلا عن آية من آيات الله.

قيل: وما هي يا أمير المؤمنين؟

قال: رجفة تكون بالشام يهلك فيها أكثر من مائة ألف، يجعله الله رحمة للمؤمنين وعذاباً علي الكافرين، فإذا كان كذلك فانظروا إلي أصحاب البراذين الشهب المحذوفة والرايات الصّفر تقبل من المغرب حتي تحلّ بالشام وذلك عند الجزع الأكبر، والموت الأحمر، فإذا كان ذلك فانظروا خسف قرية من قري الشام يقال لها حرشا، فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الأكباد من الوادي حتي يستوي علي منبر دمشق، فإذا كان ذلك فانتظروا

ص: 151


1- معجم أحاديث الإمام المهدي «عليه السلام» ج3 ص23 ح578 عن كشف النوري.

خروج المهدي»(1).

أقول: قوله (خرج ابن آكلة الأكباد) يريد السفياني من ولد أبي سفيان وهند آكلة الأكباد.

وفي غيبة الطوسي: أخبرنا جماعة، عن أبي الفضل الشيباني، عن أبي نعيم نصر بن عصام بن المغيرة العمري، عن أبي يوسف يعقوب بن نعيم بن عمرو قرقارة الكاتب، عن أحمد بن محمد الأسدي، عن محمد بن أحمد، عن إسماعيل بن عياش، عن مهاجر بن حكيم، عن معاوية بن سعيد مثله بتفاوت(2).

13 - غيبة النعماني: أخبرنا علي بن أحمد عن عبيد الله بن موسي العلوي عن عبد الله بن محمد قال: حدثنا محمد بن خالد عن الحسن بن المبارك عن أبي إسحاق الهمداني عن الحارث الهمداني عن أمير المؤمنين «عليه السلام» أنه قال:

«المهدي أقبل، جعد، بخده خال، يكون مبدؤه من قبل المشرق، وإذا كان ذلك خرج السفياني، فيملك قدر حمل امرأة تسعة أشهر، يخرج بالشام فينقاد له أهل الشام إلا طوائف من المقيمين علي الحق، يعصمهم الله من الخروج معه، ويأتي المدينة بجيش جرّار حتي إذا انتهي إلي بيداء المدينة خسف الله به، وذلك قول الله عز وجل في كتابه: «وَلَوْ تَرَي إِذْ فَزِعُوا فَلَا

ص: 152


1- غيبة النعماني ص305 ح16 وعنه وعن غيبة الطوسي معجم أحاديث الإمام المهدي «عليه السلام» ج3 ص86 ح 631.
2- غيبة الطوسي ص 462 ح476.

فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ »(1)»(2).

أقول: سيأتي أن الخسف بالبيداء من المحتوم.

14 - نهج البلاغة: «.. لا يزال الناس ينقصون حتي لا يقال (الله)، فإذا كان ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه فيجتمعون إليه كما يجتمع قزع الخريف..»(3).

وعلق المجلسي فقال: «قالوا: هذا الكلام في خبر الملاحم الذي يذكر فيه المهدي». .

وفي غيبة الطوسي: عن (الفضل بن شاذان) عن محمد بن علي عن وهيب بن حفص عن أبي بصير مثله، وفي: «فيبعث الله قوماً من أطرافها »(4).

15 - الصراط المستقيم: أسند الصادق إلي آبائه «عليهم السلام» أن علياً «عليه السلام» قال: «إذا وقعت النار في حجاز كم وجري الماء بنجفكم فتوقعوا ظهور قائمكم»(5).

16 - غيبة الطوسي: وبهذا الإسناد (جماعة، عن التلعكبري، عن أحمد بن علي الرازي، عن أحمد بن إدريس، عن علي بن محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير) عن إسماعيل بن

ص: 153


1- الآية 51 من سورة سبأ.
2- غيبة النعاني ص304 ح 14.
3- نهج البلاغة (بشرح عبده) ج4 ص57 والبحار ج 51 ص 113 ح9 عن شرح النهج لابن أبي الحديد.
4- غيبة الطوسي ص 477 ح305.
5- الصراط المستقيم ج2 ص258.

عياش، عن الأعمش، عن أبي وائل، قال: «نظر أمير المؤمنين علي إلي الحسين «عليهما السلام»، فقال: إن ابني هذا سيد كما سمَّاه (رسول) الله «صلي الله عليه وآله» سيداً، وسيخرج الله من صلبه رجلاً باسم نبيكم يشبهه في الخَلق والخُلق، يخرج (علي) حين غفلة من الناس، وإماتة من الحق، وإظهار من الجور، والله لو لم يخرج لضربت عنقه، يفرح (لخروجه) أهل السماء وسكانها، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً». تمام الخبر(1).

17 - كفاية الأثر: حدثني علي بن الحسين بن مندة، قال: حدثنا محمد بن الحسن الكوفي المعروف بأبي الحكم، قال: حدثنا إسماعيل بن موسي بن إبراهيم، قال: حدثني سليمان بن حبيب، قال: حدثني شريك، عن حكيم بن جبير، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة بن قيس قال: خطبنا أمير المؤمنين «عليه السلام» علي منبر الكوفة خطبة اللؤلؤة، فقال فيما قال في آخرها: ألا وإني ظاعن عن قريب، ومنطلق إلي المغيب، فارتقبوا الفتنة الأموية والمملكة الكسروية، وإماتة ما أحياه الله، وإحياء ما أماته الله، واتخذوا صوامعكم بيوتكم، وعضوا علي مثل جمر الغضا، واذكروا الله كثيراً فذكره أكبر لو كنتم تعلمون..

ثم قال: وتبني مدينة يقال لها الزوراء، بين دجلة ودجيل والفرات، فلو رأيتموها مشيدة بالجص والآجر، مزخرفة بالذهب والفضة، واللازورد والمرمر والرخام، وأبواب العاج، والخيم، والقباب، والستارات. وقد عليت

ص: 154


1- غيبة الطوسي ص189ح 152.

بالساج، والعرعر والصنوبر والشب، وشيدت بالقصور، وتوالت عليها ملك بني شيصبان أربعة وعشرون ملكاً، فيهم السفاح، والمقلاص، والجموح والخدوع، والمظفر، والمؤنث، والنظار، والكبش، والمهتور، والعثار، والمصطلم والمستصعب، والعلام، والرهباني، والخليع، والسيار، والمترف، والكديد والأكتب، والمسرف، والأكلب، والوسيم، والصيلام، والعينوق. وتعمل القبة الغبراء، ذات الفلاة الحمراء، وفي عقبها قائم الحق يسفر عن وجهه بين الأقاليم، كالقمر المضيء بين الكواكب الدرية.

ألا وإن لخروجه علامات عشرة أولها طلوع الكوكب ذي الذَّنب،

ويقارب من الحادي ويقع فيه هرج و مرج وشغب، وتلك علامات الخصب. ومن العلامة إلي العلامة عجب، فإذا انقضت العلامات العشرة إذ ذاك يظهر القمر الأزهر، وتمت كلمة الإخلاص لله علي التوحيد(1).

ما ورد عن الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السّلام) :

1- غيبة الطوسي: روي حذلم بن بشير قال: «قلت لعلي بن الحسين: صف لي خروج المهدي وعرفني دلائله وعلاماته.

فقال: يكون قبل خروجه خروج رجل يقال له: عوف السّلمي بأرض الجزيرة ويكون مأواه تكريت، وقتله بمسجد دمشق، ثم يكون خروج شعيب بن صالح من سمرقند، ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس، وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان، فإذا ظهر السفياني اختفي المهدي

ص: 155


1- كفاية الأثر ص213 - 217 وعنه البحار ج 52 ص267 ح 515.

ثم يخرج بعد ذلك»(1).

2- عجائب البلدان: مرسلاً عن علي بن الحسين «عليهما السلام»: «إذا ملأ هذا نجفكم السيل والمطر، وظهرت النار في الحجارة والمدر، وملكت بغداد التتر، فتوقعوا ظهور القائم المنتظر »(2).

ص: 156


1- غيبة الطوسي ص 443 ح437.
2- الصراط المستقيم ج 2 ص 259 عن عجائب البلدان.

ما ورد عن الإمامين الباقر والصادق (عليهما السّلام)

1- كمال الدين: علي بن عبد الله بن أحمد عن محمد بن خلف عن محمد بن سنان وأبي علي الزّراد معاً عن إبراهيم الكرخي عن أبي عبد الله «عليه السلام» عن المهدي «عليه السلام»: «.. يا إبراهيم، المفرّج للكرب (عن) شيعته بعد ضنك شديد، وبلاء طويل، وجزع وخوف، فطوبي لمن أدرك ذلك الزمان، حسبك يا إبراهيم»(1).

2- كمال الدين: العطار عن سعد عن ابن عيسي عن خالد بن نجيح عن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله «عليه السلام» يقول: «.. يا زرارة، لا بد من قتل غلام بالمدينة.

قلت: جعلت فداك، أليس يقتله جيش السفياني؟

قال: لا، ولكن يقتله جيش بني فلان يخرج حتي يدخل المدينة، فلا يدري الناس في أي شيء دخل، فيأخذ الغلام فيقتله فإذا قتله بغياً وعدواناً وظلماً لم يمهلهم الله عز وجل، فعند ذلك فتوقعوا الفرج»(2).

وفيه: الطالقاني عن أبي علي بن همام عن أحمد بن محمد النوفلي عن أحمدبن هلال عن عثمان بن عيسي عن ابن نجيح عن زرارة مثله.

وفيه أيضاً: ابن الوليد عن الحميري عن علي بن محمد الحجّال عن ابن

ص: 157


1- كمال الدين ص314ح5 وعنه في البحار ج 51 ص 144 ح8.
2- المصدر السابق ص321 ح 24.

فضّال عن ابن بكير عن زرارة مثله(1).

وفي غيبة الطوسي: سعد عن جماعة من أصحابنا عن عثمان بن عيسي عن خالد بن نجيح عن زرارة مثله(2).

وفي غيبة النعماني: محمد بن همام عن جعفر بن محمد بن مالك عن عبّاد بن يعقوب عن يحيي بن علي عن زرارة مثله(3).

وعن الكليني: عن علي بن إبراهيم عن الحسن بن موسي الخشاب عن عبد الله بن موسي عن عبد الله ابن بكير عن زرارة مثله(4).

وعن الكليني أيضاً: عن الحسين بن (محمد عن) أحمد بن هلال عن عثمان بن عيسي عن ابن نجيح عن زرارة مثله(5).

أقول: قد يستظهر من الرواية أن قتل الغلام أمر حتمي حيث قال:

«لا بد».

3- غيبة النعماني: ابن عقدة عن محمد بن المفضّل بن إبراهيم بن قيس وسعدان بن إسحاق بن سعيد وأحمد بن الحسن بن عبد الملك ومحمد بن أحمدبن الحسن التطواني قالوا جميعاً: حدثنا الحسن بن محبوب عن إبراهيم الخارقيّ عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله «عليه السلام»: كان أبو جعفر «عليه السلام» يقول: «لقائم آل محمد غيبتان إحداهما أطول من

ص: 158


1- المصدر السابق ص322.
2- بحار الأنوار ج 52 ص147 ح70 عن غيبة الطوسي.
3- غيبة النعماني ص 166 ح6.
4- الكافي ج 1 ص337 ح5.
5- بحار الأنوار ج 52 ص147 ح70 عن الكافي.

الأخري؟

فقال: نعم، ولا يكون ذلك حتي يختلف سيف بني فلان وتضيق الحلقة، ويظهر السفياني ويشتد البلاء، ويشمل الناس موت وقتل يلجأون فيه إلي حرم الله وحرم رسوله»(1).

4 - تفسير القمي: «سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ »(2) قال: سُئل أبو جعفر «عليه السلام» عن معني هذا فقال: «نار تخرج من المغرب وملك يسوقها من خلفها حتي تأتي من جهة دار بني سعد بن همّام عند مسجدهم، فلا تدع داراً لبني أميّة إلا أحرقتها وأهلها، ولا تدع داراً فيها وترٌ لآل محمد إلا أحرقتها وذلك المهدي»(3).

5- كمال الدين: محمد بن محمد ابن عصام عن الكليني عن القاسم بن العلاء عن إسماعيل بن علي القزويني عن علي بن إسماعيل عن عاصم بن حميد الحناط عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر «عليه السلام» يقول: «القائم منصور بالرعب، مؤيد بالنصر، تطوي له الأرض، وتظهر له الكنوز، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب، ويظهر الله عز وجل به دينه ولو كره المشركون. فلا يبقي في الأرض خراب إلا عمّر، وينزل روح الله عيسي بن مريم «عليها السلام» فيصلي خلفه.

فقلت له: يا بن رسول الله، متي يخرج قائمكم؟

ص: 159


1- غيبة النعماني ص 172 ح 7 وعنه البحار ج 52 ص156 ح 17.
2- الآية 1 من سورة المعارج.
3- تفسير القمي ج 2 ص 385 وعنه البحار ج 52 ص 188 ح14.

قال: إذا تشبّه الرجال بالنساء والنساء بالرجال، واكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء، وركبت ذوات الفروج السروج، وقبلت شهادات الزور، وردّت شهادات العدل، واستخف الناس بالدماء وارتكاب الزني وأكل الربا، واتقيَ الأشرار مخافة ألسنتهم وخرج السفياني من الشام واليماني من اليمن، وخسف بالبيداء، وقتل غلام من آل محمد «صلي الله عليه وآله» بين الركن والمقام اسمه محمد بن الحسن النفس الزكية، وجاءت الصيحة من السماء: بأن الحق فيه وفي شيعته فعند ذلك خروج قائمنا..»(1).

وفي مختصر إثبات الرجعة: حدثنا صفوان بن يحيي (رض) قال: حدثنا محمد بن حمران قال الصادق جعفر بن محمد «عليه السلام»: مثله.

وفي ص117 عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن محمد بن مسلم الثقفي عن أبي جعفر «عليه السلام»: مثله وفي آخره: «.. وجاءت صيحة من السماء بأن الحق مع علي وشيعته ..»(2).

أقول: قد ذكر في هذه الروايات خمس من المحتومات: السفياني واليماني والخسف والصيحة وقتل النفس الزكية.

6 - كمال الدين: أبي عن الحميري عن أحمد بن هلال عن ابن محبوب عن أبي أيوب والعلا معاً عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد الله «عليه السلام» يقول: «إن لقيام القائم علامات تكون من الله عز وجل للمؤمنين .

ص: 160


1- كمال الدين ص309 ح16.
2- معجم أحاديث الإمام المهدي «عليه السلام» ج3 ص493 ح1063 عن مختصر إثبات الرجعة.

قلت: وما هي جعلني الله فداك؟

قال: قول الله عز وجل «وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ »يعني المؤمنين قبل خروج القائم «عليه السلام» « بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ »(1) قال: نبلوهم بشيء من الخوف من ملوك بني فلان في آخر سلطانهم، والجوع بغلا أسعارهم « وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ » قال: كساد التجارات وقلة الفضل، ونقص من الأنفس.

قال: موت ذريع، ونقص من الثمرات: قلة ريع ما يزرع وبشّر

الصابرين عند ذلك بتعجيل الفرج.

ثم قال لي: يا محمد هذا تأويله، إنّ الله عز وجل يقول « وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ »(2)»(3).

وفي غيبة النعماني: محمد بن همّام عن الحميري عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن محمد بن مسلم مثله(4).

وفي الإرشاد مثله(5).

7- كمال الدين: أبي عن الحميري عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه عليّ عن الأهوازي عن صفوان عن محمد بن حكيم عن ميمون البان عن أبي عبد الله الصادق «عليه السلام» قال: «خمس قبل قيام القائم «عليه السلام»:

ص: 161


1- الآية 155 من سورة البقرة.
2- الآية 7 من سورة آل عمران.
3- كمال الدين ص 588 ح3.
4- غيبة النعماني ص 250 ح5 وعنه البحار 52 ص 202 ح 28.
5- الإرشاد ج2 ص 377.

اليماني، والسفياني، والمنادي ينادي من السماء، وخسف بالبيداء، وقتل النفس الزكية»(1).

أقول: وسيأتي التصريح في روايات أخر أن هذه الخمسة من المحتومات.

8- كمال الدين ابن الوليد عن الصفّار عن ابن معروف عن علي بن مهزيار عن الحجّال عن ثعلبة عن شعيب الحذّاء عن صالح مولي بني العذراء قال: سمعت أبا عبد الله الصادق «عليه السلام» يقول: «ليس بين قيام قائم آل محمد وبين قتل النفس الزكية إلا خمس عشرة ليلة»(2) .

وفي غيبة الطوسي: الفضل عن ابن فضال عن ثعلبة مثله(3).

وفي الإرشاد: ثعلبة مثله لكنه عن أبي جعفر «عليه السلام»(4) .

أقول: هذه من الروايات القلائل التي حددت وقتاً بين خروج القائم وحدث ما.

9- كمال الدين: ابن الوليد عن ابن أبان عن الأهوازي عن حمّاد بن عيسي عن إبراهيم بن عمر عن أبي أيوب عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: «الصيحة التي في شهر رمضان تكون ليلة الجمعة لثلاثٍ وعشرين مضين من شهر رمضان»(5).

10- كمال الدين: أبي وابن الوليد معاً عن محمد بن أبي القاسم عن

ص: 162


1- كمال الدين ص 588 ح1.
2- كمال الدين ص 588 ح 2.
3- غيبة الطوسي ص 445 ح440.
4- الإرشاد ج2 ص374.
5- كمال الدين ص 589 ح6.

الكوفي عن الحسين بن سفيان عن قتيبة بن محمد عن عبد الله بن أبي منصور قال: «سألت أبا عبد الله «عليه السلام» عن اسم السفياني.

فقال: وما تصنع باسمه؟ إذا ملك كنوز الشام الخمس: دمشق وحمص وفلسطين والأردن وقنّسرين، فتوقعوا عند ذلك الفرج.

قلت: يملك تسعة أشهر؟

قال: لا، ولكن يملك ثانية أشهر لا يزيد يوماً»(1).

11 - كمال الدين: ابن الوليد عن الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد الأهوازي عن النضر عن يحيي الحلبي عن الحكم الحنّاط عن محمد بن همام عن ورد عن أبي جعفر «عليه السلام» قال: «آيتان (إثنان) بين يدي هذا الأمر: خسوف القمر لخمس، وخسوف الشمس لخمس عشرة، (و) لم يكن ذلك منذ هبط آدم «عليه السلام» إلي الأرض، وعند ذلك سقط حساب المنجّمين»(2).

وفي غيبة النعماني: ابن عقدة عن القاسم بن محمد عن عُبيس بن هشام عن ابن جبلة عن الحكم بن أيمن عن ورد أخي الكميت مثله(3).

12 - كمال الدين ابن الوليد عن ابن أبان عن الأهوازي عن صفوان عن عبد الرحمن بن الحجاج عن سليمان بن خالد قال: سمعت أبا عبد الله «عليه السلام» يقول: «قدّام القائم «عليه السلام» موتان: موت أحمر وموت

ص: 163


1- المصدر السابق ص 591 ح 11.
2- المصدر السابق ص594 ح 25.
3- غيبة النعماني ص271 ح46.

أبيض حتي يذهب من كل سبعة خمسة فالموت الأحمر السيف والموت الأبيض الطاعون»(1).

13 - كمال الدين: ابن المتوكل عن السعد آبادي عن البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: «تنكسف الشمس لخمس مضين من شهر رمضان قبل قيام القائم «عليه السلام» (2).

14- غيبة الطوسي: ابن فضال عن حمّاد عن إبراهيم بن عمر عن عمر بن حنظلة عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: «خمس قبل قيام القائم من العلامات: الصيحة، والسفياني، والخسف بالبيداء، وخروج اليماني، وقتل النفس الزكية »(3).

أقول: تقدّم وسيأتي أنها من المحتومات وإن لم يصرح بذلك هنا.

15- غيبة الطوسي: الفضل بن شاذان عن نصر بن مزاحم عن عمرو بن شمر عن جابر قال: «(قلت) لأبي جعفر «عليه السلام»: متي يكون هذا الأمر؟

فقال: أنّي يكون ذلك يا جابر ولمّا تكثر القتلي بين الحيرة والكوفة »(4).

16 - غيبة الطوسي: الفضل عن سيف بن عميرة عن بكر بن محمد الأزدي عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: «خروج الثلاثة: الخراساني

ص: 164


1- كمال الدين ص595 ح 27.
2- المصدر السابق ح28.
3- غيبة الطوسي ص 436 ح 427.
4- المصدر السابق ص 445 ح 441.

والسفياني واليماني في سنة واحدة، في شهر واحد، في يوم واحد، وليس فيها راية بأهدي من راية اليماني يهدي إلي الحق»(1).

وفي الإرشاد: ابن عميرة مثله، ولكن فيه (لأنه يدعو إلي الحق)(2).

17 - غيبة الطوسي: الفضل عن ابن فضال عن ابن بكير عن محمد بن مسلم قال: «يخرج قبل السفياني مصري ويهاني»(3).

18 - غيبة الطوسي: الفضل عن عثمان بن عيسي عن درست عن عمار بن مروان عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله «عليه السلام» يقول: «من يضمن لي موت عبد الله أضمن له القائم.

ثم قال: إذا مات عبد الله لم يجتمع الناس بعده علي أحد ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء الله، ويذهب ملك السنين ويصير ملك الشهور والأيام.

فقلت: يطول ذلك؟

قال: لا»(4).

19 - غيبة الطوسي: الفضل بن شاذان عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن ثعلبة عن بدر بن الخليل الأزدي قال: «قال أبو جعفر : آيتان قبل القائم لم يكونا منذ هبط آدم «عليه السلام» إلي الأرض، تنكسف الشمس في النصف من شهر رمضان، والقمر في آخره، فقال الرجل: يا بن رسول الله،

ص: 165


1- المصدر السابق ص446 ح443.
2- الإرشاد ج2 ص375.
3- غيبة الطوسي ص 447 ح444.
4- غيبة الطوسي ص447 ح445.

تنكسف الشمس في آخر الشهر، والقمر في النصف، فقال أبو جعفر : إني لأعلم با تقول ولكنها آيتان لم يكونا منذ هبط آدم ««عليه السلام» (1).

وفي الإرشاد: مثله(2).

وفي غيبة النعماني: ابن عقدة عن علي بن الحسن التيملي عن محمد وأحمد ابني الحسن عن أبيهما عن ثعلبة بن ميمون عن بدر بن الخليل الأسدي عن أبي جعفر مثله(3).

وروضة الكافي: العدة عن سهل عن البزنطي عن ثعلبة عن بدر مثله(4).

20- غيبة الطوسي: الفضل عن ابن محبوب عن البطائني عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: «إنّ قدّام القائم لسنة غيداقة يغدو التمر في النخل فلا تشكّوا في ذلك»(5).

وفي الإرشاد: مثله(6).

21- غيبة الطوسي: أحمد بن علي الرازي عن محمد بن إسحاق المقري عن المقانعي عن بكار عن إبراهيم بن محمد عن جعفر بن سعد الأسدي عن أبيه عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: «عام أو سنة الفتح ينبثق الفرات

ص: 166


1- المصدر السابق ص444 ح 439.
2- الإرشاد ج2 ص 374.
3- غيبة النعماني ص 271 حه 45.
4- الكافي ج8 ص 212ح258.
5- غيبة الطوسي ص 449 ح450.
6- الإرشاد ج2 ص377.

حتي يدخل أزقة الكوفة »(1).

وفي الإرشاد: مثله(2).

22 - غيبة الطوسي: الفضل عن محمد بن علي عن عثمان بن أحمد السمّاك عن إبراهيم بن عبد الله الهاشمي عن إبراهيم بن هانئ عن نعيم بن حمّاد عن سعيد عن أبي عثمان عن جابر عن أبي جعفر «عليه السلام» قال: «تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان إلي الكوفة فإذا ظهر المهدي بعث إليه بالبيعة »(3).

23 - الإرشاد: الحسين بن يزيد عن منذر الحوزي عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: سمعته يقول: «يزجر الناس قبل قيام القائم «عليه السلام» عن معاصيهم بنارٍ تظهر في السماء، وحُمرة تجلّل السماء، وخسف ببغداد، وخسف ببلدة البصرة، ودماء تسفك بها وخراب دورها، وفناءٌ يقع فيأهلها، وشمول أهل العراق خوفٌ لا يكون لهم معه قرار»(4).

24 - العياشي: عن جابر الجعفي عن أبي جعفر «عليه السلام» يقول: «إلزم الأرض، لا تحرّكنّ يدك ولا رجلك أبداً حتي تري علامات أذكرها لك في سنة، وتري منادياً ينادي بدمشق، وخسف بقرية من قراها، ويسقط طائفة من مسجدها، فإذا رأيت الترك جازوها، فأقبلت الترك حتي نزلت الجزيرة، وأقبلت الروم حتي نزلت الرملة، وهي سنة اختلاف في كل أرض

ص: 167


1- غيبة الطوسي ص 451 ح456.
2- الإرشاد ج2 ص 377.
3- غيبة الطوسي ص 452 ح 457 .
4- الإرشاد ج2 ص378.

من أرض العرب.

وإن أهل الشام يختلفون عند ذلك علي ثلاث رايات: الأصهب والأبقع والسفياني مع بني ذنب الحمار مضر، ومع السفياني أخواله من كلب، فيظهر السفياني ومن معه علي بني ذنب الحمار حتي يقتلوا قتلاً لم يقتله شيء قط ويحضر رجل بدمشق فيُقتل هو ومن معه قتلاً لم يقتله شيء قط، وهو من بني ذنب الحمار وهي الآية التي يقول الله تبارك وتعالي: «فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ»(1).

ويظهر السفياني ومن معه حتي لا يكون له همّة إلا آل محمد «صلي الله عليه و آله» وشيعتهم، فيبعث بعثاً إلي الكوفة، فيصاب بأناس من شيعة آل محمد بالكوفة قتلاً وصلباً، وتقبل راية من خراسان حتي ينزل ساحل دجلة، يخرج رجل من الموالي ضعيف ومن تبعه فيصاب بظهر الكوفة، ويبعث بعثة إلي المدينة، فيقتل بها رجلاً ويهرب المهدي والمنصور منها، ويؤخذ آل محمد صغيرهم وكبيرهم، لا يترك منهم أحد إلا حبس، ويخرج الجيش في طلب الرجلين..» ثم تذكر الرواية الخسف بالجيش في البيداء وقيام القائم بين الركن والمقام(2).

25 - غيبة النعماني: علي بن أحمد عن عبيد الله بن موسي العلوي عن علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن حفص عن عمرو بن شمر عن جابر الجعفي قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي «عليه السلام» عن

ص: 168


1- الآية 37 من سورة مريم.
2- تفسير العيَّاشي ج 1 ص 64 ح 117 وعنه البحار ج 52 ص 222ح87.

قول الله تعالي: «وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ »(1) قال: «يا جابر ذلك خاص وعام، فأما الخاص من الجوع فبالكوفة، يخص الله به أعداء آل محمد فيهلكهم، وأما العام فبالشام يصيبهم خوف وجوع ما أصابهم به (قط)، وأماالجوع فقبل قيام القائم «عليه السلام»، وأما الخوف فبعد قيام القائم»(2) .

أقول: سيأتي أن الجوع قبل قيام القائم من الأمور التي لا بد منها. 26 - غيبة النعماني: محمد بن همّام عن الفزاري عن موسي بن جعفر بن وهب عن الوشّاء عن عباس بن عبيد الله عن داود بن سرحان عن أبي عبد الله «عليه السلام» أنه قال: «العام الذي فيه الصيحة قبله الآية في رجب.

قلت: وما هي؟

قال: وجهٌ يطلع في القمر ويدٌ بارزة» (3) .

27 - غيبة النعماني: ابن عقدة عن القاسم عن عبيس بن هشام عن ابن جبلة عن أبيه عن محمد بن الصامت عن أبي عبد الله («عليه السلام» قال: قلت له: ما من علامة بين يدي هذا الأمر؟

فقال: بلي.

قلت: ما هي؟

قال: هلاك العباسي، وخروج السفياني، وقتل النفس الزكية، والخسف

ص: 169


1- الآية 155 من سورة البقرة.
2- غيبة النعماني ص 251 ح 7.
3- المصدر السابق ص252ح10.

بالبيداء، والصوت من السماء:

فقلت: جعلت فداك، أخاف أن يطول هذا الأمر.

فقال: لا، إنما (هو) كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً»(1).

أقول: قد تقدّم ويأتي: أن هذه الأمور من المحتويات وإن لم يصرّح بذلك هنا.

28 - غيبة النعماني: ابن عقدة عن أحمد بن يوسف عن إسماعيل بن مهران عن ابن البطائني ووهيب عن أبي بصير عن أبي جعفر «عليه السلام» قال: «يقوم القائم أي في وتر من السنين: تسع، واحدة، ثلاث، خمس، وقال: إذا اختلفت بنو أمية ذهب ملكهم، ثم يملك بنو العباس، فلا يزالون في عنفوان من الملك وغضارة من العيش، حتي يختلفوا فيما بينهم، (فإذا اختلفوا) ذهب ملكهم، واختلف أهل الشرق وأهل الغرب، نعم وأهل القبلة، ويلقي الناس جهد شديد، مما يمرّ بهم من الخوف، فلا يزالون بتلك الحال حتي ينادي منادٍ من السماء، فإذا نادي فالنفر النفر، فوالله لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام، يبايع الناس علي أمر جديد وكتاب جديد وسلطان جديد من السماء. أما إنه لا يردّ له راية أبداً حتي يموت»(2).

29 - غيبة النعماني: ابن عقدة عن محمد بن الفضل وسعدان بن إسحاق وأحمد بن الحسين بن عبد الملك ومحمد بن أحمد جميعاً عن ابن محبوب قال: وحدثنا عبد الواحد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن أبي ياسر

ص: 170


1- المصدر السابق ص 262 ح 21.
2- غيبة النعماني ص 262 ح 22.

عن أحمد بن هليل عن عمرو بن أبي المقدام عن جابر قال: «قال أبو جعفر«عليه السلام»: يا جابر، إلزم الأرض ولا تحرّك يداً ولا رجلاً حتي تري علامات أذكرها لك إن أدركتها: أولها اختلاف بني العباس، وما أراك تدرك ذلك، ولكن حدّث به (من) بعدي عني، ومنادٍ ينادي من السماء ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق بالفتح، وتخسف قرية من قري الشام تسمّي الجابية، وتسقط طائفة من مسجد دمشق الأيمن، ومارقة تمرق من ناحية الترك، ويعقبها هرج الروم، وسيقبل إخوان الترك حتي ينزلوا الجزيرة، وستقبل مارقة الروم حتي ينزلوا الرملة، فتلك السنة يا جاب اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب. فأول أرض تخرب أرض الشام، يختلفون عند ذلك علي ثلاث رايات: راية الأصهب وراية الأبقع وراية السفياني، فيلتقي السفياني بالأبقع فيقتتلون ويقتله السفياني ومن معه ويقتل الأصهب، ثم لا يكون له همّة إلا الإقبال نحو العراق، ويمر جيشه بقرقيسا فيقتتلون بها فيُقتل من الجبارين مائة ألف، ويبعث السفياني جيشاً إلي الكوفة وعدتهم سبعون ألفاً فيصيبون من أهل الكوفة قتلاً وصلباً وسبياً، فبينا هم كذلك إذ أقبلت رايات من قبل خراسان تطوي المنازل طياً حثيثاً، ومعهم نفر من أصحاب القائم، ثم يخرج رجلٌ من موالي أهل الكوفة في ضعفاء فيقتله أمير جيش السفياني بين الحيرة والكوفة، ويبعث السفياني بعثاً إلي المدينة فينفر المهدي منها إلي مكة، فيبلغ أمير جيش السفياني أن المهدي قد خرج إلي مكة، فيبعث جيشاً علي أثره فلا يدركه حتي يدخل مكة خائفاً يترتب علي سنة موسي بن عمران «عليه السلام» .

قال: وينزل أمير جيش السفياني البيداء، فينادي منادٍ من السماء: يا

ص: 171

بيداء، أبيدي القوم، فيخسف بهم، فلا يفلت منهم إلا ثلاثة نفر، يحوّل الله وجوههم إلي أقفيتهم، وهم من كلب، وفيهم نزلت هذه الآية: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَي أَدْبَارِهَا »(1)الآية، ثم تذكر الرواية قيام القائم «عليه السلام» في مكة(2).

وفي الإختصاص: عمر و بن أبي المقدام مثله(3).

وفي تفسير العياشي عن جابر الجعفي، قال: قال لي أبو جعفر «عليه السلام»: في حديث له طويل: «يا جابر أول أرض المغرب تخرب أرض الشام يختلفون عند ذلك علي ثلاث رايات»..

وساق الحديث إلي قوله « فَنَرُدَّهَا عَلَي أَدْبَارِهَا » مثل الخبر سواء(4).

أقول: وتقدم ما يقرب منه عن العياشي تحت الرقم (24) باختلاف في الألفاظ وبعض الأحداث، كما تقدم في روايات الفتن ما يقرب من هذه الرواية.

30- غيبة النعماني: ابن عقدة عن القاسم بن محمد عن عبيس بن هشام عن ابن جبلة عن محمد بن سليمان عن العلاء بن محمد (بن مسلم) عن أبا جعفر محمد بن علي «عليه السلام» أنه قال: «السفياني والقائم في سنة

ص: 172


1- الآية 47 من سورة النساء.
2- غيبة النعماني ص279 ح 67.
3- الإختصاص ص255 - 256.
4- تفسير العياشي ج 1 ص 244ح147 وعنه البحار ج 2 ص 237 ح105.

واحدة»(1).

31- غيبة النعماني: ابن عقدة عن أحمد بن يوسف عن ابن مهران عن ابن البطائني عن أبيه ووهيب عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه السلام» أنه قال: «بينا الناس وقوفاً بعرفات إذ أتاهم راكبٌ علي ناقة ذعلبة يخبرهم بموت خليفة عند موته فرج آل محمد، وفرج الناس جميعاً».

وقال «عليه السلام»: «اذا رأيتم علامة في السماء: نار عظيمة من قبل المشرق تطلع ليالٍ فعندها فرج الناس وهي قدام القائم بقليل»(2).

32 - غيبة النعماني: ابن عقدة عن أحمد بن يوسف عن ابن مهران عن ابن البطائني عن أبيه ووهيب عن أبي بصير قال: «سُئل أبو جعفر الباقر «عليه السلام» عن تفسير قول الله عز وجل: «سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّي يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ »(3).

قال: يريهم في أنفسهم المسخ، ويريهم في الآفاق انتقاض الآفاق عليهم، فيرون قدرة الله في أنفسهم وفي الآفاق فقوله: « حَتَّي يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ » يعني بذلك: خروج القائم، هو الحق من الله عز وجل يراه هذا الخلق، لا بد منه»(4).

33 - غيبة النعماني: ابن عقدة عن علي بن الحسين عن علي بن مهزيار عن حماد بن عيسي عن الحسين بن المختار عن أبي بصير قال: «قلت لأبي

ص: 173


1- غيبة النعماني ص 267 ح 36.
2- غيبة النعماني ص 267 ح 37.
3- الآية 53 من سورة فصلت.
4- غيبة النعماني ص269 ح 40.

عبد الله «عليه السلام»: قوله عز وجل: «عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ »(1)، ما هو عذاب خزي الدنيا؟

قال: وأيُّ خزيٍ يا أبا بصير أشد من أن يكون الرجل في بيته و حجاله وعلي إخوانه وسط عياله إذا شق أهله الجيوب عليه وصرخوا، فيقول الناس: ما هذا؟

فيُقال: مسخ فلان الساعة.

فقلت: قبل قيام القائم أو بعده؟

قال: لا، بل قبله»(2).

34- غيبة النعماني: علي بن أحمد عن عبيد الله بن موسي عن محمد بن موسي عن أحمد بن أبي أحمد عن يعقوب بن السرّاج قال: «قلت لأبي عبد الله «عليه السلام»: متي فرج شيعتكم؟

قال: إذا اختلف ولد العباس ووهي سلطانهم وطمع فيهم من لم يكن يطمع، وخلعت العرب أعنّتها، ورفع كل ذي صيصية صيصيته، وظهر السفياني واليماني وتحرك الحسني، خرج صاحب هذا الأمر من المدينة إلي مكة بتراث رسول الله «صلي الله عليه وآله»..

قلت: وما تراث رسول الله «صلي الله عليه وآله»؟

فقال: سيفه ودرعه وعمامته وبُرده وقضيبه وفرسه ولامته وسرجه »(3).

ص: 174


1- الآية 16 من سورة فصلت.
2- غيبة النعماني ص 269 ح 41.
3- المصدر السابق ص270ح 42.

وفي الكافي: محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن يعقوب السراج: مثله(1).

35 - غيبة النعماني: البطائني عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه السلام»قال: «علامة خروج المهدي كسوف الشمس في شهر رمضان ليلة ثلاث عشرة وأربع عشرة منه »(2).

36 - غيبة النعماني: محمد بن همّام عن الفزاري عن ابن أبي الخطّاب عن الحسين بن علي عن صالح بن سهل عن أبي عبد الله جعفر بن محمد «عليه السلام» في قوله: «سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ »(3).

فقال: تأويلها؛ يأتي عذاب يقع في الثوية، يعني ناراً حتي ينتهي إلي الكناسة، كناسة بني أسد حتي يمر بثقيف، لا يدع وتراً لآل محمد إلا أحرقته، وذلك قبل خروج القائم».

وفيه: أحمد بن هوذة عن النهاوندي عن عبد الله بن حمّاد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر «عليه السلام» مثله(4).

37 - غيبة النعماني: ابن عقدة عن علي بن الحسين عن أبيه عن أحمد بن عمر عن الحسين بن موسي عن معمر بن يحيي بن سام عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر «عليه السلام» أنه قال: «كأني بقومٍ قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلا يعطونه ثم يطلبونه فلا يعطونه، فإذا رأوا ذلك وضعوا

ص: 175


1- الكافي ج8 ص 224 ح 285 وعنه البحار ج 52 ص 301 ح66.
2- غيبة النعماني ص 272 ح 47.
3- الآية 1 من سورة المعارج.
4- غيبة النعماني ص 272 ح48 وح49.

سيوفهم علي عواتقهم فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتي يقوموا، ولا يدفعونها إلا إلي صاحبكم، قتلاهم شهداء، أما وإني لو أدركت ذلك لأبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر»(1).

38 - غيبة النعماني: محمد بن همّام عن حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن أحمد بن الحسن الميثمي عن أبي الحسن علي بن محمد عن معاذ بن مطر عن رجل - قال: ولا أعلمه إلا مسمعاً أبا سيار - قال: «قال أبو عبد الله «عليه السلام»: قبل قيام القائم يحرّك حرب قيس»(2).

39 - غيبة النعماني: علي بن الحسين عن محمد بن يحيي عن محمد بن الحسن عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن عبيد بن زرارة قال: «ذكر عند أبي عبد الله «عليه السلام» السفياني فقال: أنّي يخرج ذلك ولم يخرج كاسر عينه بصنعاء»(3).

40 - غيبة النعماني: أحمد بن هوذة عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حمّاد الأنصاري عن عمرو بن شمر عن جابر الجعفي قال: سألت أبا جعفر «عليه السلام» عن السفياني فقال: «وأنّي لكم بالسفياني حتي يخرج قبله الشيصباني يخرج بأرض كوفان ينبع كما ينبع الماء فيقتل وفدكم فتوقعوا بعد ذلك السفياني وخروج القائم»(4).

41 - الكافي: علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن إسحاق بن

ص: 176


1- المصدر السابق ص273 ح 50.
2- المصدر السابق ص277 ح 59.
3- المصدر السابق ح60.
4- المصدر السابق ص 302 ح 8.

عمار عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: «لا ترون ما تحبّون حتي يختلف بنو فلان فيما بينهم، فإذا اختلفوا طمع الناس وتفرّقت الكلمة وخرج السفياني» (1).

42- الكافي: محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد بن عيسي عن علي بن الحكم عن أبي أيوب الخزّاز عن عمر بن حنظلة قال: سمعت أبا عبد الله «عليه السلام» يقول: «خمس علامات قبل قيام القائم: الصيحة، والسفياني، والخسف، وقتل النفس الزكيّة، واليماني.

فقلت: جعلت فداك، إن خرج أحد من أهل بيتك قبل هذه العلامات أنخرج معه؟

قال: لا، فلمّا كان من الغد تلوت هذه الآية«إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ »(2).

فقلت له: أهي الصيحة؟

فقال: أما لو كانت خضعت أعناق أعداء الله عز وجل»(3).

أقول: سيأتي أن هذه العلامات الخمس من المحتومات قبل خروج القائم «عليه السلام» وإن لم يعبَّر هنا في الرواية بالمحتوم.

43 - كتاب سرور أهل الإيمان: بإسناده عن عثمان بن عيسي عن بكر بن محمد الأزدي عن سدير قال: «قال لي أبو عبد الله «عليه السلام»: يا

ص: 177


1- الكافي ج8 ص209 ح 254 وعنه البحار ج 52 ص 264 ح 149.
2- الآية 4 من سورة الشعراء.
3- الكافي ج8 ص 310 ح 483.

سدير إلزم بيتك وكن حلساً من أحلاسه واسكن ما سكن الليل والنهار، فإذا بلغ أن السفياني قد خرج فارحل إلينا ولو علي رجلك. قلت: جعلت فداك هل قبل ذلك شيء؟

قال: نعم وأشار بيده بثلاث أصابعه إلي الشام وقال: ثلاث رايات: راية حسنية، وراية أموية، وراية قيسيّة، فبينا هم (علي ذلك) إذ قد خرج السفياني فيحصدهم حصد الزرع، ما رأيت مثله قط»(1).

44 - كتاب سرور أهل الإيمان: بإسناده إلي ابن محبوب رفعه إلي جابر عن أبي جعفر «عليه السلام» قال: «يا جابر، لا يظهر القائم حتي يشمل أهل البلاد فتنة يطلبون منها المخرج فلا يجدونه، فيكون ذلك بين الحيرة والكوفة، قتلاهم فيها علي السري، وينادي منادٍ من السماء »(2).

وسيأتي قريب منه عن غيبة النعماني (رقم 54 ) وفيه (علي سواء).

45 - كتاب سرور أهل الإيمان بإسناده إلي أبي عبد الله «عليه السلام» في خبر طويل أنه قال: «لا يكون ذلك حتي يخرج خارج من آل أبي سفيان يملك تسعة أشهر كحمل المرأة، ولا يكون حتي يخرج من ولد الشيخ، فيسير حتي يقتل ببطن النجف، فوالله كأني أنظر إلي رماحهم وسيوفهم وأمتعتهم إلي حائط من حيطان النجف يوم الاثنين، ويُستشهد يوم الأربعاء »(3).

ص: 178


1- بحار الأنوار ج 52 ص270 ح 161.
2- المصدر السابق ص271 ح 162.
3- المصدر السابق ح163.

46 - كتاب سرور أهل الإيمان: بإسناده عن إسماعيل بن مهران عن ابن عميرة عن الحضرمي قال: قلت لأبي عبد الله «عليه السلام»: «كيف نصنع إذا خرج السفياني؟

قال: تغيب الرّجال وجوهها منه، وليس علي العيال بأس، فإذا ظهر علي الأكوار الخمس يعني كور الشام فانظروا إلي صاحبكم»(1).

47 - كنز جامع الفوائد: محمد بن العباس عن أحمد بن الحسن بن علي عن أبيه عن أبيه عن محمد بن إسماعيل عن حنَان بن سدير عن أبي جعفر «عليه السلام» قال: «سألته عن قول الله عز وجل: «إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ ..»(2)

الآية، قال: «نزلت في قائم آل محمد «صلي الله عليه وآله» ينادي باسمه من السماء) (3).

وفي تأويل الآيات: حدثنا أحمد بن الحسن بن علي مثله(4).

48 - غيبة النعماني: ابن عقدة عن أحمد بن يوسف عن إسماعيل بن مهران عن (ابن البطائني (عن أبيه ووهيب) عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: «(قال لي أبي) يعني الباقر «عليه السلام»: لا بد لنا من أذربيجان، لا يقوم لها شيء، فإذا كان ذلك فكونوا أحلاس بيوتكم (وألبدوا ما ألبدنا)، والنداء (وخسف) بالبيداء، فإذا تحرّك متحرّك فاسعوا إليه ولو حبواً، والله لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس علي

ص: 179


1- المصدر السابق ح166.
2- الآية 4 من سورة الشعراء.
3- بحار الأنوار ج 52 ص 271ح13.
4- تأويل الآيات ج1 ص386 ح 2.

كتاب جديد علي العرب شديد، وقال: ويلٌ للعرب من شرّ قد اقترب (1).

49 - غيبة النعماني: ابن عقدة عن محمد بن المفضل وسعدان بن إسحاق وأحمد بن الحسين ومحمد بن أحمد جميعاً عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله «عليه السلام» يقول: «يشمل الناس موت وقتل حتي يلجأ الناس عند ذلك إلي الحرم، فينادي منادٍ صادق من شدة القتال: فيم القتل والقتال ؟ صاحبكم فلان»(2).

50 - الكافي: العدة عن أحمد بن محمد عن ابن عيسي عن بكر بن محمد عن سدير قال: قال أبو عبد الله «عليه السلام»: «يا سدير، إلزم بيتك وكن حلساً من أحلاسه، واسكن ما سكن الليل والنهار، فإذا بلغك أن السفياني قد خرج فارحل إلينا ولو علي رجلك»(3) .

51 - الكافي: العدة عن سهل عن ابن فضال عن ثعلبة عن الطيّار عن أبي عبد الله «عليه السلام» في قول الله تعالي: «سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّي يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ »(4).

قال: خسف ومسخ وقذف.

قال: قلت: «حَتَّي يَتَبَيَّنَ لَهُم » .

قال: دع ذا، ذاك قيام القائم»(5).

ص: 180


1- غيبة النعماني ص263ح24.
2- المصدر السابق ص267 ح 35.
3- الكافي ج8 ص 264 ح 383 وعنه البحار ج 52 ص303 ح69.
4- الآية 53 من سورة فصلت.
5- الكافي ج8 ص 166 ح 181 وعنه البحار ج 52 ص303 ح 71.

52 - الإرشاد: روي عبد الكريم الخثعمي قال: قلت لأبي عبد الله «عليه السلام»: «كم يملك القائم عليه السلام»؟

فقال: سبع سنين، يطول الأيام والليالي حتي تكون السنة من سنيّه مقدار عشر سنين من سنيكم، فيكون (سنو) ملكه سبعين سنة من سنيكم هذه، وإذا آن قيامه، مطر الناس في جمادي الآخرة وعشرة أيام من رجب مطراً لم ترَ الخلائق مثله، فينبت الله به لحوم المؤمنين وأبدانهم في قبورهم، وكأني أنظر إليهم مقبلين من قبل جهينة ينفضون شعورهم من التراب»(1).

53 - كمال الدين: حدثنا ابن عصام عن الكليني عن القاسم بن العلا عن إسماعيل بن علي عن علي بن إسماعيل عن عاصم بن حميد عن محمد بن مسلم قال: دخلت علي أبي جعفر «عليه السلام» وأنا أريد أن أسأله عن القائم من آل محمد «صلي الله عليه وآله»..

إلي أن قال: وإن من علامات خروجه: خروج السفياني من الشام، وخروج اليماني (من اليمن)، وصيحة من السماء في شهر رمضان، ومنادٍ ينادي باسمه واسم أبيه»(2).

54- غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن المفضل وسعدان بن إسحاق بن سعيد وأحمد بن الحسين بن عبد الملك ومحمد بن أحمد بن الحسن جميعاً عن الحسن بن محبوب عن يعقوب السَّراج عن جابر عن أبي جعفر «عليه السلام» أنه قال: «يا جابر لا يظهر القائم

ص: 181


1- الإرشاد ج2 ص 381 وعنه البحار ج 52 ص337 ح 77، وج53 ص90 ح 94.
2- كمال الدين ص306 ح 7، وبحار الأنوار ج 51 ص217ح6 عنه.

حتي يشمل (الناس ب ) الشام فتنة، يطلبون المخرج منها فلا يجدونه، ويكون قتل بين الكوفة والحيرة، قتلاهم علي سواء، وينادي منادٍ من السماء»(1).

55 - غيبة النعماني: أخبرنا محمد بن همّام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك قال: حدثنا عباد بن يعقوب قال: حدثنا يحيي بن سالم عن أبي جعفر الباقر «عليه السلام» أنه قال: «صاحب هذا الأمر أصغرنا سنّاً وأخملنا شخصاً.

قلت: متي يكون ذاك؟

قال: إذا سارت الركبان ببيعة الغلام، فعند ذلك يرفع كل ذي صيصيّة لواءً فانتظروا الفرج»(2).

وفي دلائل الإمامة: وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون، قال: حدثنا أبي (رض)، قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام [قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك]، قال: حدثنا عباد بن يعقوب، قال: أخبرنا يحيي بن سالم، عن أبي الجارود، مثله(3).

56 - إثبات الوصية عن قرب الإسناد: وعنه (الحميري عن محمد بن عيسي عن سليمان بن داود عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر «عليه السلام») يقول: «لا يكون ما ترجون حتي يخطب السفياني علي أعوادها،

ص: 182


1- غيبة النعماني ص279 ح65.
2- غيبة النعاني ص 184 ح 35.
3- دلائل الإمامة ص481 ح 474/ 78.

فإذا كان ذلك انحدر عليكم قائم آل محمد من قِبل الحجاز »(1).

57 - دلائل الإمامة : وأخبرني أبو علي الحسن بن الحسين عن العباس الثعلبي قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب قال: حدثنا أبي قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن يزيد قال: حدثني أبو محمد عن أم سعيد الأحمسية قال: قلت لأبي عبد الله «عليه السلام»: «جعلت فداك يا بن رسول الله، اجعل في يدي علامة من خروج القائم.

قالت: قال لي: يا أم سعيد إذا انكسف القمر ليلة البدر من رجبوخرج رجلٌ من تحته، فذاك عند خروج القائم»(2).

58 - إقبال الأعمال عن كتاب الملاحم للبطائني وقال: هذا ما رويناه وروينا عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: «الله أجل وأكرم من أن يترك الأرض بلا إمام عدل.

قال: قلت له: جُعلت فداك فأخبرني با استريح إليه.

قال: يا أبا محمد ليس بري أمة محمد «صلي الله عليه وآله» فرجاً أبداً ما دام لولد بني فلان ملكٌ حتي ينقرض ملكهم، فإذا انقرض ملكهم أتاح الله لأمة محمد رجلاً منّا أهل البيت يشير بالتّقي ويعمل بالهدي، ولا يأخذ في حكمه الرشي، والله إني لأعرفه باسمه واسم أبيه ثم يأتينا الغليظ

ص: 183


1- معجم أحاديث الإمام المهدي «عليه السلام» ج3 ص 271 ح 799 عن إثبات الوصية .
2- دلائل الإمامة ص483 ح 479/ 83.

القصرة، ذو الخال والشامتين القائم العادل، الحافظ لما استودع يملؤها قسطاً وعدلاً كما ملأها الفجّار جوراً وظلماً »(1).

59 - الصراط المستقيم عن كتاب عجائب البلدان: قال عار: قلت

للصادق «عليه السلام»: «متي يقوم قائمكم؟

قال: عند هدم مدينة الأشعري»(2).

60 - ملاحم ابن طاووس: قال: وروُي عن الصادق جعفر بن محمد «عليه السلام»: أنه سئل عن ظهور قائم أهل البيت «عليه السلام» فتنهّد وبكي ثم قال: «يا لها من طامة، إذا حكمت في الدولة الخصيان والنّسوان والسودان، وأحدث الإمارة الشُّبان والصبيان، وخرب جامع الكوفة من العمران، وانعقد الجِسران، فذلك الوقت زوال ملك بني العباس، وظهور قائمنا أهل البيت «عليهم السلام»(3).

وفي الصراط المستقيم مرسلا عن الصادق «عليه السلام» مثله(4).

61 - مختصر إثبات الرجعة: حدثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر (رض) قال: حدثنا عاصم بن حميد قال: حدثنا محمد بن مسلم قال: سأل رجلٌ أبا عبد الله «عليه السلام»: «متي يظهر قائمكم؟

قال: إذا كثرت الغواية وقلّت الهداية، وكثر الجور والفساد، وقلّ

ص: 184


1- إقبال الأعمال ج3 ص116.
2- الصراط المستقيم ج 2 ص258 عن كتاب عجائب البلدان.
3- معجم أحاديث الإمام المهدي «عليه السلام» ج3 ص483 ح 1052 عن ملاحم ابن طاووس ص198.
4- الصراط المستقيم ج 2 ص 258.

الصلاح والسداد، واكتفي الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، ومال الفقهاء إلي الدنيا، وأكثر الناس من الأشعار والشعراء، ومُسِخ قومٌ من أهل البدع حتي يصيروا قردة وخنازير، وقتل السفياني، ثم خرج الدَّجال وبالغ في الإغواء والإضلال، فعند ذلك ينادي باسم القائم «عليه السلام» في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان، ويقوم في يوم عاشوراء، فكأني أنظر إليه قائماً بين الركن والمقام وينادي جبرائيل بين يديه: البيعة لله، فتُقبل إليه شيعته »(1).

62 - غيبة النعماني: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا حميد بن زياد قراءة عليه من كتابه قال: حدثنا الحسن بن محمد الحضرمي قال: حدثنا جعفر بن محمد «عليهما السلام»، وعن يونس بن يعقوب عن سالم المكي عن أبي الطفيل قال: قال لي عامر بن واثلة: «إن الذي تطلبون وترجون إنما يخرج من مكة، وما يخرج من مكة حتي يري الذي يحب، ولو صار أن يأكل الأغصان، أغصان الشجر»(2).

63 - غيبة النعماني: أخبرنا علي بن أحمد البندنيجي عن عبيد الله بن موسي(العلوي) العباسي عن الحسن بن معاوية عن الحسن بن محبوب عن عيسي بن سليمان عن المفضّل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله «عليه السلام» وقد ذكر القائم «عليه السلام» فقلت: «إني لأرجو أن يكون أمره

ص: 185


1- معجم أحاديث الإمام المهدي «عليه السلام» ج3 ص490 ح1061 عن مختصر إثبات الرجعة.
2- غيبة النعماني ص179 ح25.

في سهولة فقال: لا يكون ذلك حتي تمسحوا العلق والعَرَق»(1).

64 - غيبة النعماني: وبه (حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا محمد بن يحيي قال: حدثنا محمد بن حسّان الرازي) عن محمد بن علي الكوفي قال: حدثنا يونس بن يعقوب عن المفضّل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله «عليه السلام»: «ما علامة القائم؟

قال: إذا استدار الفلك، فقيل: مات أو هلك؟ في أيِّ وادٍ سلك؟ قلت: جُعلت فداك ثم يكون ماذا؟

جُعلت فداك ثم يكون ماذا؟

قال: لا يظهر إلا بالسيف» (2) .

65 - تأويل الآيات: بحذف الإسناد يرفعه إلي محمد بن جمهور عن السكوني عن أبي جعفر «عليه السلام» قال: «حم، حتم، وعين: عذاب، وسين سنون كسني يوسف، وقاف: قذف ومسخ يكون في آخر الزمان بالسفياني وأصحابه وناس من كلب ثلاثون ألف ألف يخرجون معه، وذلك حين يخرج القائم «عليه السلام» بمكة، وهو مهدي هذه الأمة»(3).

66 - تفسير القمي: حدثنا أحمد بن علي قال: حدثنا الحسين بن عبد الله السعدي قال: حدثنا الحسن بن موسي الخشاب عن عبد الله بن الحسين عن بعض أصحابه عن فلان الكرخي قال: «قال رجل لأبي عبد الله «عليه السلام»: ألم يكن عليٌّ قوياً في بدنه، قوياً في أمر الله؟

ص: 186


1- المصدر السابق ص284 ح 3.
2- غيبة النعماني ص 156 ح19.
3- تأويل الآيات ج 2 ص 542 ح3.

قال أبو عبد الله (عليه السلام»: بلي.

قال له: فما منعه أن يدفع أو يمتنع؟

قال: قد سألت فافهم الجواب: منع علياً من ذلك آية من كتاب الله . فقال: وأيُّ آية؟

فقرأ: « لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا »(1) إنه كان الله ودايع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين و منافقين، فلم يكن عليّ «عليه السلام» ليقتل الآباء حتي تخرج الودائع، فلا خرج ظهر علي من ظهر وقتله، وكذلك قائمنا أهل البيت لم يظهر أبداً حتي تخرج ودايع الله، فإذا خرجت يظهر علي من يظهر فيقتله»(2) .

67 - كمال الدين: حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور (رض) قال:

حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد الله بن عامر عن محمد بن أبي عمير عمّن ذكره عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: «قلت له: ما بال أمير المؤمنين «عليه السلام» لم يقاتل مخالفيه في الأول؟

قال: لآية في كتاب الله تعالي « لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا »

قال: قلت: وما يعني بتزايلهم؟

قال: ودائع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين، وكذلك القائم «عليه السلام» لم يظهر أبداً حتي تخرج ودائع الله عز وجل، فإذا خرجت ظهر علي

ص: 187


1- الآية 25 من سورة الفتح.
2- تفسير القمي ج2 ص316.

من ظهر من أعداء الله عز وجل فقتلهم»(1).

وفي علل الشرائع مثله، وفيه: «فلاناً وفلاناً وفلاناً »(2).

68 - غيبة النعماني: أخبرنا أبو سليمان أحمد بن هوذة الباهلي قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي سنة ثلاث وسبعين ومائتين قال: حدثنا عبد الله بن حماد الأنصاري سنة تسع وعشرين ومائتين عن أبي الجارود، عن أبي جعفر «عليه السلام» قال: «قال لي: يا أبا الجارود، إذا دار الفلك وقالوا مات أو هلك وبأي وادٍ سلك.

وقال الطالب له: أنّي يكون ذلك وقد بُليت عظامه، فعند ذلك

فارتجوه، وإذا سمعتم به فأتوه ولو حبواً علي الثلج»(3).

ونحوه في كمال الدين عن محمد بن موسي بن المتوكل (رض) قال: حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن عبد الله بن حمّاد الأنصاري ومحمد بن سنان جميعاً عن أبي الجارود زياد بن المنذر عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر «عليها السلام» قال: قال لي: كما في النعماني بتفاوت يسير، وفيه: «.. وقال الناس مات القائم أو...»(4).

69 - الإرشاد: وقال: روي الحسن بن محبوب عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: «لا يخرج القائم «عليه السلام» إلا في وتر من السنين، سنة إحدي أو ثلاث أو خمس أو سبع أو

ص: 188


1- كمال الدين وتمام النعمة ص 641.
2- علل الشرائع ج1 ص147ح 2.
3- غيبة النعماني ص 154 ح 12.
4- كمال الدين وتمام النعمة ص326ح5.

تسع»(1).

غيبة الطوسي: مثله، لكن فيه «تسع وثلاث وخمس وإحدي»(2) .

70 - غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا أبو عبد الله يحيي بن زكريا بن شيبان، عن يونس بن كليب، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير، قال : «قال أبو عبد الله «عليه السلام» : لا يخرج القائم «عليه السلام» حتي يكون تكملة الحلقة.

قلت: وكم تكملة الحلقة؟

قال: عشرة آلاف، جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، ثم يهز الراية ويسير بها فلا يبقي أحد في المشرق ولا في المغرب إلا لعنها، وهي راية رسول الله «صلي الله عليه وآله» نزل بها جبرئيل يوم بدر.

ثم قال: يا أبا محمد، ما هي والله قطن، ولا كتان، ولا قز، ولا حرير . قلت: فمن أي شيء هي؟

قال: من ورق الجنة، نشرها رسول الله «صلي الله عليه و آله» يوم بدر، ثم لفها ودفعها إلي علي «عليه السلام»، فلم تزل عند علي «عليه السلام» حتي إذا كان يوم البصرة نشرها أمير المؤمنين «عليه السلام» ففتح الله عليه ثم لفها وهي عندنا هناك لا ينشرها أحد حتي يقوم القائم «عليه السلام»، فإذا هو قام نشرها فلم يبق أحد في المشرق والمغرب إلا لعنها، ويسير الرعب قدامها شهراً، وورائها شهراً، وعن يمينها شهراً، وعن يسارها

ص: 189


1- الإرشاد ج2 ص378.
2- غيبة الطوسي ص 453 ح460.

شهراً، ثم قال: يا أبا محمد، إنه يخرج موتوراً غضبان أسفاً لغضب الله علي هذا الخلق، يكون عليه قميص رسول الله «صلي الله عليه وآله» الذي كان عليه يوم أحد، وعمامته السحاب، ودرعه درع رسول الله «صلي الله عليه وآله» السابغة، وسيفه سيف رسول الله «صلي الله عليه وآله» ذو الفقار، يجرد السيف علي عاتقه ثمانية أشهر يقتل هرجاً، فأول ما يبدأ ببني شيبة، فيقطع أيديهم ويعلقها في الكعبة، وينادي مناديه: هؤلاء سراق الله، ثم يتناول قريشاً فلا يأخذ منها إلا السيف، ولا يعطيها إلا السيف، ولا يخرج القائم «عليه السلام» حتي يقرأ كتابان، كتاب بالبصرة، وكتاب بالكوفة، بالبراءة من علي «عليه السلام»(1).

71 - غيبة الطوسي: عنه (الفضل بن شاذان) عن علي بن الحكم، عن سفيان الجريري، عن أبي صادق، عن أبي جعفر «عليه السلام» قال: «دولتنا آخر الدول، ولن يبقَ أهل بيت لهم دولة إلا ملكوا قبلنا لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا: إذا ملكنا سرنا مثل سيرة هؤلاء، وهو قول الله عز وجل: « وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ »(2)»(3).

أقول: إن مما ذكر هنا من علامات سيأتي التصريح به لاحقاً أنه من المحتوم الذي لا بد منه وهي: السفياني - واليماني - قتل النفس الزكية - الخسف بالبيداء - النداء أو الصيحة - اختلاف بني العباس. وخروج القائم

ص: 190


1- غيبة النعماني ص309 ح 2.
2- الآية 128 من سورة الأعراف والآية 83 من سورة القصص.
3- غيبة الطوسي ص 472 ح493.

«عليه السلام» فإنه من المحتوم علي كل حال بل هو من الميعاد والله لا يخلف الميعاد كما سيأتي في بعض الروايات.

ومن الواضح: أنه لمّا يذكر خروج الإمام «عليه السلام» من المحتوم فيُراد منه أنه المحتوم قبل قيام الساعة، والأخري من المحتوم قبل قيام القائم «عليه السلام» دون ذكر وقت محدّد لها يفصلها عن خروج الإمام إلا ما تقدم في النفس الزكية وأنه بين قتلها وخروج الإمام «عليه السلام» خمس عشرة ليلة. وفي السفياني أنه والقائم في سنة واحدة.

وأن السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة وشهر واحد ويوم واحد.

أقول: وسيأتي أن هناك أموراً أخري يمكن اعتبارها من المحتومات التي عُبِّر عنها ب «لا بد» أو «لا يقوم القائم حتي...» فإنها تعابير ظاهرة في محتومية هذه الأمور. والله العالم.

وقد تقدم بعض هذه الروايات وسيأتي بعضها الآخر في المحتوم.

ص: 191

ما ورد عن باقي الأئمة (عليهم السّلام)

1- غيبة الطوسي: الفضل عن ابن أسباط عن الحسن بن الجهم قال: «سأل رجل أبا الحسن «عليه السلام» عن الفرج.

فقال لي: ما تريد الإكثار أو أجمل لك؟

فقلت: أريد، تجمله لي.

فقال: إذا تحَّركت رايات قيس بمصر ورايات كندة بخراسان أو ذكر

غير كندة»(1).

وعبارة الإرشاد: «إذا ركزت رايات قيس بمصر ورايات كندة

بخراسان»(2).

2- غيبة النعاني: محمد بن همّام الفزاري عن علي بن عاصم عن البزنطي عن أبي الحسن الرضا «عليه السلام» أنه قال: «قبل هذا الأمر السفياني واليماني والمرواني و شعيب بن صالح، فكيف يقول هذا هذا»(3).

3 - غيبة الطوسي: الفضل عن البزنطي عن أبي الحسن الرضا «عليه السلام» قال: «إنّ من علامات الفرج حدثاً يكون بين الحرمين.

قلت: وأيّ شيء يكون الحدث؟

ص: 192


1- غيبة الطوسي ص448 ح 449.
2- الإرشاد ج2 ص 376.
3- غيبة النعماني ص253 ح 12.

فقال: عصبية تكون بين الحرمين، ويقتل فلان من ولد فلان خمسة

عشر كبشاً»(1).

4 - قرب الإسناد: وقال: «قدّام هذا الأمر قتل بيوح، قلت: وماالبيوح؟

قال: دائم لا يفتر»(2).

وفي هامش غيبة النعماني: وفي قرب الإسناد: ابن عيسي عن البيزنطي عن الرضا «عليه السلام» مثله(3).

5- غيبة النعماني: محمد بن همّام عن الفزاري عن معاوية بن جابر عن البزنطي قال: سمعت الرضا «عليه السلام» يقول: «قبل هذا الأمر بئوح. فلم أدرِ ما البؤح فحجحت فسمعت أعرابياً يقول: هذا يوم بئوح.

فقلت له: وما البئوح؟

فقال: الشديد الحر»(4).

6 - الكافي: علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن أيوب بن نوح عن أبي الحسن الثالث «عليه السلام» قال: «إذا رُفع العلم من بين أظهركم فتوقعوا الفرج من تحت أقدامكم»(5).

7- قرب الإسناد: وسألته عن قرب هذا الأمر فقال: قال أبو عبد الله

ص: 193


1- غيبة الطوسي ص448 ح 447. ومثله في الإرشاد ج2 ص375.
2- قرب الإسناد ص384ح 1353 وعنه البحار ج 52 ص182 ح 6.
3- غيبة النعماني ص 371 هامش [1]
4- غيبة النعماني ص 271 ح44.
5- الكافي ج 1 ص 341 ح 24.

«عليه السلام»: حكاه عن أبي جعفر «عليه السلام» قال: «أوّل علامات الفرج سنة خمس وتسعين ومائة، وفي سنة ست وتسعين ومائة تخلع العرب أعنّتها، وفي سنة سبع وتسعين ومائة يكون الفنا، وفي سنة ثمان وتسعين ومائة يكون الجلا.

فقال: أما تري بني هاشم قد انقلعوا بأهليهم وأولادهم؟

فقلت: لهم الجلا؟

قال: وغيرهم، وفي سنة تسع وستين ومائة يكشف الله البلاء إن شاء الله، وفي سنة مائتين يفعل الله ما يشاء.

فقلنا له: جعلنا فداك، أخبرنا بها يكون في سنة المائتين.

قال: لو أخبرت أحداً لأخبرتكم، ولقد خُبّرت بمكانكم، فما كان هذا من رأي أن يظهر هذا منّي إليكم، ولكن إذا أراد الله تبارك وتعالي إظهار شيء من الحق لم يقدر العباد علي ستره.

فقلت له: جعلت فداك إنك قلت لي في عامنا الأول، حكيت عن أبيك: أن انقضاء ملك آل فلان علي رأس فلان وفلان، ليس لبني فلان سلطان بعدهما.

قال: قد قلت ذاك لك.

فقلت: أصلحك الله، إذا انقضي ملكهم يملك أحد من قريش يستقيم عليه الأمر؟

قال: لا.

قلت: يكون ماذا؟

قال: يكون الذي تقول أنت وأصحابك .

ص: 194

قلت: تعني خروج السفياني؟

فقال: لا.

فقلت: فقيام القائم.

قال: يفعل الله ما يشاء، قلت: فأنت هو؟

قال: لا حول ولا قوة إلا بالله.

وقال: إنّ قدّام هذا الأمر علامات؛ حدثٌ يكون بين الحرمين.

قلت: وما الحدث؟

قال: عصبةٌ تكون ويقتل فلان من آل فلان خمسة عشر رجلاً»(1).

8- قرب الإسناد: بالإسناد المتقدم (ابن عيسي عن البزنطي) قال: سمعت الرضا «عليه السلام» يقول: «يزعم ابن أبي حمزة أن جعفراً زعم: أن أبي القائم، وما علم جعفر بما يحدث من أمر الله، فوالله لقد قال الله تبارك وتعالي يحكي لرسوله «صلي الله عليه وآله»: « وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَي إِلَيَّ »(2)، وكان أبو جعفر «عليه السلام» يقول: أربعة أحداث تكون قبل قيام القائم تدل علي خروجه منها أحداث قد مضت منها ثلاثة وبقي واحد.

قلنا: جعلنا فداك وما مضي منها؟

قال: رجب خلع فيه صاحب خراسان. ورجب وثب فيه علي ابن

ص: 195


1- قرب الإسناد ص370 ح 1326 وعنه البحار ج 52 ص183 ح8 وفيه: قرب الإسناد: بالإسناد قال: سألت الرضا «عليه السلام»..
2- الآية 9 من سورة الأحقاف .

زبيدة، ورجب يخرج فيه محمد بن إبراهيم بالكوفة.

قلنا له: فالرجب الرابع متّصل به؟

قال: هكذا قال أبو جعفر »(1).

أقول: إن هذه الرواية لا تحصر الأحداث بتلك المذكورة وإنما تثبت وجودها وهي ساكتة عن غيرها. فلا تنافي روايات أخري تثبت أحداثاً أخري وهي كثيرة.

9- غيبة النعماني: محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزاري قال: حدثني علي بن عاصم عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا «عليه السلام» أنه قال: «قبل هذا الأمر: السفياني، واليماني، والمرواني، شعيب بن صالح، وكفٌ يقول هذا وهذا»(2).

10 - غيبة الطوسي: «وأخبرني جماعة، عن أبي غالب أحمد بن محمد الزراري قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن زيد بن مروان، قال: حدثني أبو عيسي محمد بن علي الجعفري وأبو الحسين محمد بن علي بن الرقام قالا: حدثنا أبو سورة . قال أبو غالب: وقد رأيت ابناً لأبي سورة، وكان أبو سورة أحد مشايخ الزيدية المذكورين. قال أبو سورة: خرجت إلي قبر أبي عبد الله «عليه السلام» أريد يوم عرفة. فعرفت يوم عرفة، فلما كان وقت عشاء الآخرة صليت وقمت فابتدأت أقرأ من الحمد، وإذا شاب حسن

ص: 196


1- قرب الإسناد ص 374ح 1330 وعنه البحار ج 52 ص182 ح 7.
2- غيبة النعماني ص253 ح 12 وفي بعض النسخ «وكفّ يقول هذا وهذا» هامش [2] من المصدر.

الوجه عليه جبة سيفي، فابتدأ أيضاً من الحمد وختم قبلي أو ختمت قبله، فلما كان الغداة خرجنا جميعاً من باب الحائر، فلما صرنا إلي شاطئ الفرات قال لي الشاب: أنت تريد الكوفة فامض فمضيت طريق الفرات، وأخذ الشاب طريق البر.

قال أبو سورة: ثم أسفت علي فراقه فاتبعته، فقال لي: تعال فجئنا جميعاً إلي أصل حصن المسناة فنمنا جميعاً وانتبهنا، فإذا نحن علي العوفي علي جبل الخندق، فقال لي: أنت مضيق وعليك عيال، فامض إلي أبي طاهر الزراري فيخرج إليك من منزله وفي يده الدم من الأضحية، فقل له: شاب من صفته كذا يقول: "لك صرة فيها عشرون ديناراً جاءك بها بعض إخوانك فخذها منه.

قال أبو سورة: فصرت إلي أبي طاهر [بن] الزراري كما قال الشاب، ووصفته له فقال: الحمد لله ورأيته، فدخل وأخرج إلي الصرة الدنانير فدفعها إلي وانصرفت.

قال أبو عبد الله محمد بن زيد بن مروان - وهو أيضاً من أحد مشايخ الزيدية - حدثت بهذا الحديث أبا الحسن محمد بن عبيد الله العلوي ونحن نزول بأرض الهر، فقال: هذا حق جاءني رجل شاب فتوسمت في وجهه سمة فانصرف الناس كلهم، وقلت له: من أنت؟

فقال: أنا رسول الخلف «عليه السلام» إلي بعض إخوانه ببغداد. فقلت له: معك راحلة؟

فقال: نعم، في دار الطلحيين.

فقلت له: قم فجئ بها، ووجهت معه غلاماً فأحضر راحلته وأقام

ص: 197

عندي يومه ذلك، وأكل من طعامي وحدثني بكثير من سري وضميري، قال: فقلت له: علي أي طريق تأخذ؟

قال: أنزل إلي هذه النجفة ثم آتي وادي الرملة، ثم آتي الفسطاط (واتبع الراحلة) فأركب إلي الخلف «عليه السلام» إلي المغرب.

قال أبو الحسن محمد بن عبيد الله: فلما كان من الغد ركب راحلته وركبت معه حتي صرنا إلي قنطرة دار صالح فعبر الخندق وحده وأنا أراه حتي نزل النجف وغاب عن عيني.

قال أبو عبد الله محمد بن زيد: فحدثت أبا بكر محمد بن أبي دارم اليمامي - وهو (من) أحد مشايخ الحشوية - بهذين الحديثين، فقال: هذا حق جاءني منذ سنيَّات ابن أخت أبي بكر [بن] النخالي العطار - وهو صوفي يصحب الصوفية - فقلت: من أنت وأين كنت؟

فقال لي: أنا مسافر (منذ) سبع عشرة سنة.

فقلت له: فأيش أعجب ما رأيت؟

فقال: نزلت في الإسكندرية في خان ينزله الغرباء، وكان في وسط الخان مسجد يصلي فيه أهل الخان وله إمام وكان شاب يخرج من بيت له (أو) غرفة فيصلي خلف الإمام ويرجع من وقته إلي بيته ولا يلبث مع الجماعة.

قال: فقلت: لما طال ذلك علي ورأيت منظره شاب نظيف عليه عباء - أنا والله أحب خدمتك والتشرف بين يديك، فقال: شأنك.

فلم أزل أخدمه حتي أنس بي الأنس التام، فقلت له ذات يوم: من أنت أعزك الله؟

ص: 198

قال: أنا صاحب الحق.

فقلت له: يا سيدي متي تظهر؟

فقال: ليس هذا أوان ظهوري، وقد بقي مدة من الزمان، فلم أزل علي خدمته تلك وهو علي حالته من صلاة الجماعة وترك الخوض فيما لا يعنيه.

إلي أن قال: أحتاج إلي السفر.

فقلت له: أنا معك.

ثم قلت له: يا سيدي، متي يظهر أمرك؟

قال: علامة ظهور أمري كثرة الهرج والمرج والفتن..»(1).

ص: 199


1- غيبة الطوسي ص 299 ح255.

ص: 200

الفصل الثالث: ما ورد في علامات ظهوره (عليه السّلام) التي وصفت بالحتمية أو تدل علي الحتم

اشارة

ص: 201

ص: 202

ما ورد عن الإمام علي بن الحسين (عليهما السّلام)

1- قرب الإسناد: قلت له: «جُعلت فداك إن ثعلبة بن ميمون حدثني عن علي بن المغيرة عن زيد القمي عن علي بن الحسين «عليهما السلام» قال: يقوم قائمنا لموافاة الناس سنة.

قال: (لا) يقوم القائم بلا سفياني، إن أمر القائم حتمٌ من الله وأمر السفياني حتمٌ من الله، ولا يكون القائم إلّا بسفياني.

قلت: جُعلت فداك فيكون في هذه السنة؟

قال: ما شاء الله.

قلت: يكون في التي تليها؟

قال: يفعل الله ما يشاء» (1).

أقول: تدل علي حتمية خروج القائم، وحتمية خروج السفياني قبل خروج القائم.

ص: 203


1- قرب الإسناد ص 374 ح 1329 وعنه البحار ج 52 ص182 ح5 وفيه: «ابن عيسي عن ابن أسباط قال: قلت لأبي الحسن «عليه السلام»..»

ص: 204

ص: 205

التميمي عن بعض أصحابنا عن ابن أبي عمير: مثله، وفيه: «والصيحة من السماء»(1).

5- كمال الدين: ابن المتوكل عن الحميري عن ابن عيسي عن ابن محبوب عن الثمالي قال: قلت لأبي عبد الله «عليه السلام»: إن أبا جعفر «عليه السلام» كان يقول: «إن خروج السفياني من المحتوم.

قال لي: نعم واختلاف ولد العباس من المحتوم، وقتل النفس الزكية من المحتوم، وخروج القائم «عليه السلام» من المحتوم.

فقلت له: كيف يكون (ذلك) النداء؟

قال: ينادي منادٍ من السماء أول النهار: ألا إن الحق في علي وشيعته؛ ثم ينادي إبليس لعنه الله في آخر النهار: ألا إن الحق في السفياني وشيعته فيرتاب عند ذلك المبطلون»(2).

6- كمال الدين بهذا الإسناد (ابن المتوكل عن السعد آبادي عن البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير) عن أبي أيوب عن أبي بصير ومحمد بن مسلم قالا: سمعنا أبا عبد الله «عليه السلام» يقول: «لا يكون هذا الأمر حتي يذهب ثلث الناس.

فقيل له: إذا ذهب ثلث الناس فيها يبقي؟

فقال «عليه السلام»: أما ترضون أن تكونوا الثلث الباقي»(3) .

ص: 206


1- غيبة النعماني ص 252ح90.
2- كمال الدين ص 591 ح14.
3- المصدر السابق ص595 ح 29.

أقول: وفي البحار (ثلثا) بدل ثلث إلا في الأخير، وهو الأوفق مع سياق الرواية ولما تقدم عن غيبة الطوسي في الحديث رقم (1)..

. 7- غيبة الطوسي: الفضل بن شاذان عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام»: «لا يخرج القائم حتي يخرج اثنا عشر من بني هاشم كلهم يدعو إلي نفسه »(1).

الإرشاد: الوشاء مثله وفيه: «حتي يخرج قبله»(2).

8- غيبة الطوسي: الفضل عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد الله «عليه السلام» يقول: «إن السفياني يملك بعد ظهوره علي الكور الخمس حمل امرأة.

ثم قال «عليه السلام»: أستغفر الله حمل جمل، وهو من الأمر المحتوم الذي لا بد منه»(3) .

9- الإرشاد: الفضل بن شاذان عمن رواه عن أبي حمزة قال: قلت لأبي جعفر «عليه السلام»: «خروج السفياني من المحتوم؟

قال: نعم، والنداء من المحتوم، وطلوع الشمس من مغربها محتوم، واختلاف بني العباس في الدولة محتوم، وقتل النفس الزكية محتوم، وخروج القائم من آل محمد محتوم.

قلت له: وكيف يكون النداء؟

ص: 207


1- غيبة الطوسي ص 37 ح 428.
2- الإرشاد ج2 ص 372 وعنه البحار ج 52 ص 209ح47.
3- غيبة الطوسي ص 449 ح 452.

قال: ينادي منادٍ من السماء أوّل النهار: ألا إن الحق مع علي وشيعته ثم ينادي إبليس آخر النهار من الأرض: ألا إن الحق مع عثمان و شيعته، فعند ذلك يرتاب المبطلون»(1).

10- غيبة النعماني: ابن عقدة عن أحمد بن يوسف عن ابن مهران عن ابن البطائني عن أبيه ووهيب عن أبي بصير عن أبي جعفر «عليه السلام» أنه قال: «إذا رأيتم ناراً من المشرق شبه الهرويّ العظيم تطلع ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج آل محمد «عليه السلام» إن شاء الله عز وجل إن الله عزيز حكيم.

ثم قال: الصيحة لا تكون إلا في شهر رمضان شهر الله، وهي صيحة جبرائيل إلي هذا الخلق.

ثم قال: ينادي منابر من السماء باسم القائم «عليه السلام» فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب، لا يبقي راقد إلا استيقظ، ولا قائم إلا قعد، ولا قاعد إلا قام علي رجليه فزعاً من ذلك الصوت، فرحم الله من اعتبر بذلك الصوت فأجاب، فإن الصوت الأول هو صوت جبرائيل الروح الأمين.

وقال «عليه السلام»: الصوت في شهر رمضان في ليلة الجمعة ليلة ثلاث وعشرين، فلا تشكّوا في ذلك واسمعوا وأطيعوا.

وفي آخر النهار صوت إبليس اللعين ينادي: ألا إنّ فلاناً قتل مظلوماً ليشكك الناس ويفتنهم، فكم ذلك اليوم من شاك متحيّر قد هوي في النار، وإذا سمعتم الصوت في شهر رمضان فلا تشكّوا أنه صوت جبرائيل،

ص: 208


1- الإرشاد ج2 ص 371.

وعلامة ذلك: أنه ينادي باسم القائم واسم أبيه حتي تسمعه العذراء في خدرها فتحرّض أباها وأخاها علي الخروج.

وقال «عليه السلام»: لا بد من هذين الصوتين قبل خروج القائم «عليه السلام»: صوت من السماء وهو صوت جبرائيل، وصوت من الأرض فهو صوت إبليس اللعين ينادي اسم فلان أنه قتل مظلوماً يريد الفتنة، فاتبعوا الصوت الأول وإياكم والأخير أن تفتتنوا به.

وقال «عليه السلام»: لا يقوم القائم إلا علي خوف شديد من الناس وزلازل، وفتنة وبلاء يصيب الناس، وطاعون قبل ذلك، وسيف قاطع بين العرب، واختلاف شديد بين الناس، وتشتيت في دينهم، وتغيير في حالهم حتي يتمني المتمني (الموت) صباحاً ومساءً من عظم ما يري من كلب الناس وأكل بعضهم بعضاً.

فخروجه «عليه السلام» إذا خرج يكون عند اليأس والقنوط من أن پروا فرجاً، فيا طوبي لمن أدركه وكان من أنصاره، والويل كل الويل لمن ناواه و خالفه، وخالف أمره وكان من أعدائه.

وقال «عليه السلام»: يقوم بأمر جديد وكتاب جديد وسنّة جديدة وقضاء (جديد) علي العرب شديد، وليس شأنه إلا القتل، لا يستبقي أحداً، ولا يأخذه في الله لومة لائم.

ثم قال «عليه السلام»: إذا اختلف بنو فلان فيما بينهم، فعند ذلك فانتظروا الفرج، وليس فرجكم إلا في اختلاف (بني) فلان، فإذا اختلفوا فتوقعوا الصيحة في شهر رمضان بخروج القائم، إن الله يفعل ما يشاء. ولن يخرج القائم، ولا ترون ما تحبون حتي يختلف بنو فلان فيما بينهم، فإذا كان

ص: 209

ذلك طمع الناس فيهم واختلفت الكلمة و خرج السفياني.

وقال: لا بد لبني فلان أن يملكوا، فإذا ملكوا ثم اختلفوا تفرّق كلهم وتشتت أمرهم حتي يخرج عليهم الخراساني والسفياني: هذا من المشرق، وهذا من المغرب، يستبقان إلي الكوفة كفرسي رهان؛ هذا من هنا وهذا من هنا، حتي يكون هلاك بني فلان علي أيديهما، أما إنها لا يبقون منهم أحداً.

ثم قال «عليه السلام»: خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة وفي شهر واحد وفي يوم واحد، ونظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً، فيكون البأس من كل وجه، ويلٌ لمن ناواهم، وليس في الرايات أهدي من راية اليماني، وهي راية هدي لأنه يدعو إلي صاحبكم، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح علي (الناس و) كل مسلم، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدي، ولا يحلّ لمسلم أن يلتوي عليه، فمن فعل فهو من أهل النار لأنه يدعو إلي الحق وإلي طريق مستقيم.

ثم قال لي: إنّ ذهاب ملك بني فلان كقصع الفخّار، وكرجل كانت في يده فخّارة وهو يمشي إذ سقطت من يده وهو ساهٍ عنها فانكسرت، فقال حين سقطت: هاه - شبه الفزع - فذهاب ملكهم هكذا أغفل ما كانوا عن ذهابه.

وقال أمير المؤمنين «عليه السلام» علي منبر الكوفة: إنّ الله عز وجل ذكره قدّر فيها قدّر وقضي بأنه كائن لا بد منه أخذ بني أميّة بالسيف جهرة وأنّ أخذ بني فلان بغتة.

وقال «عليه السلام»: لا بد من رحي تطحن، فإذا قامت علي قطبها وثبتت علي ساقها بعث الله عليها عبداً عسفاً خاملاً أصله، يكون النصر

ص: 210

معه، أصحابه الطويلة شعورهم، أصحاب السِّبال، سود ثيابهم، أصحاب الرايات السود، ويلٌ لمن ناواهم يقتلونهم هرجاً، والله لكأني أنظر إليهم وإلي أفعالهم، ويلقي من الفجار منهم والأعراب الجفاة يسلطهم الله عليه بلا رحمة فيقتلونهم هرجاً علي مدينتهم بشاطئ الفرات البرية والبحرية جزاء بما عملوا وما ربك بظلام للعبيد»(1).

11 - غيبة النعماني: ابن عقدة عن أحمد بن يوسف عن ابن مهران عن ابن البطائني عن أبيه عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله «عليه السلام»: «لا بد أن يكون قدّام القائم سنة تجوع فيها الناس ويصيبهم خوف شديد من القتل، ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، فإن ذلك في كتاب الله لبيِّن ثم تلا هذه الآية: «وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ »(2)»(3).

12 - غيبة النعماني: علي بن أحمد عن عبيد الله بن موسي عن يعقوب بن يزيد عن زياد بن مروان عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله «عليه السلام» أنه قال: «النداء من المحتوم، والسفياني من المحتوم، واليماني من المحتوم، وقتل النفس الزكية من المحتوم، وكفّ تطلع من السماء من المحتوم. قال «عليه السلام»: وفزعة في شهر رمضان توقظ النائم وتفزع اليقظان، وتخرج الفتاة من خدرها»(4).

ص: 211


1- غيبة النعماني ص253ح13.
2- الآية 155 من سورة البقرة.
3- غيبة النعماني ص250 ح6.
4- المصدر السابق ص253 ح 11.

13 - غيبة النعماني: ابن عقدة عن علي بن الحسين عن علي بن مهزيار عن حمّاد بن عيسي عن الحسين بن مختار عن ابن أبي يعفور قال: قال لي أبو عبد الله «عليه السلام»: «أمسك بيدك هلاك الفلاني، وخروج السفياني، وقتل النفس، وجيش الخسف، والصوت.

قلت: وما الصوت؟ هو المنادي؟

قال: نعم، وبه يعرف صاحب هذا الأمر.

ثم قال: الفرج كله هلاك الفلاني (من بني العباس)» (1) .

14 - غيبة النعماني: ابن عقدة عن علي بن محمد بن عبد الله عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله «عليه السلام» أنه قال: «ما يكون هذا الأمر حتي لا يبقي صنف من الناس إلا (قد) ولّوا علي الناس حتي لا يقول(قائل): إنّا لو ولّينا لعدلنا ثم يقوم القائم بالحق والعدل»(2).

أقول: قد تقدم في القسم الثاني من علامات الظهور ما يشبه هذه الرواية عن أبي جعفر «عليه السلام» (رقم 71).

15 - غيبة النعماني: وبهذا الإسناد - أي الإسناد المتقدم عن هشام عن زرارة قال: قلت لأبي عبد الله «عليه السلام»: «النداء حق؟

قال: إي والله حتي يسمعه كل قومٍ بلسانهم.

وقال أبو عبد الله «عليه السلام»: لا يكون هذا الأمر حتي يذهب تسعة

ص: 212


1- غيبة النعماني ص257 ح16.
2- المصدر السابق ص 274ح53.

أعشار الناس»(1).

16 - غيبة النعماني: عبد الواحد عن أحمد بن محمد عن أحمد بن علي الحميري عن الحسن بن أيوب عن عبد الكريم عن رجل عن أبي عبد الله «عليه السلام» أنه قال: «لا يقوم القائم حتي يقوم اثنا عشر رجلاً كلهم يجمع علي قول أنهم قد رأوه فيكذبونهم (فيُكذبهم)»(2).

17 - غيبة النعماني: ابن عقدة عن محمد بن المفضّل بن إبراهيم عن ابن فضّال عن ثعلبة عن عيسي بن أعين عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: « السفياني من المحتوم، وخروجه في رجب، من أوّل خروجه إلي آخره خمسة عشر شهراً، ستة أشهر يقاتل فيها، فإذا ملك الكور الخمس ملك تسعة أشهر لم يزد عليها يوماً»(3).

18 - غيبة النعماني: ابن عقدة عن القاسم بن محمد بن الحسين عن عبس بن هشام عن محمد بن بشير الأحول عن ابن جبلة عن عيسي بن أعين عن معلّي بن خنيس قال: سمعت أبا عبد الله «عليه السلام» يقول: من الأمر محتوم، ومنه ما ليس بمحتوم، ومن المحتوم خروج السفياني في رجب»(4).

19 - غيبة النعماني: ابن عقدة عن علي بن الحسن عن العباس بن عامر عن عبد الله بن بكير عن زرارة عن عبد الملك بن أعين قال: «كنت عند أبي

ص: 213


1- المصدر السابق ح55.
2- المصدر السابق ص277 ح 58.
3- المصدر السابق ص300 ح 1.
4- المصدر السابق ح 2.

جعفر «عليه السلام» فجري ذكر القائم «عليه السلام» فقلت له: «أرجو أن يكون عاجلاً ولا يكون سفياني.

فقال: لا والله إنه لمن المحتوم الذي لا بُدّ منه»(1).

20- غيبة النعماني: ابن عقدة عن علي بن الحسين عن محمد بن خالد الأصم عن ابن بكير عن ثعلبة عن زرارة عن حمران بن أعين عن أبي جعفر محمد بن علي «عليها السلام» في قوله تعالي: « قَضَي أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّي عِنْدَهُ »(2).

قال: إنهما أجلان: أجلٌ محتوم وأجلٌ موقوف.

قال له حمران: ما المحتوم؟

قال: الذي لا يكون غيره.

قال: وما الموقوف؟

قال: هو الذي لله فيه المشيّة.

قال حمران: إني لأرجو أن يكون أجلُ السفياني من الموقوف. فقال أبو جعفر «عليه السلام»: لا والله إنه من المحتوم»(3).

21 - غيبة النعماني: ابن عقدة عن محمد بن سالم عن عبد الرحمن الأزدي عن عثمان بن سعيد الطويل عن أحمد بن مسلم عن موسي بن بكر عن الفضيل عن أبي جعفر «عليه السلام» قال: «إن من الأمور أموراً

ص: 214


1- غيبة النعماني ص 301 ح4.
2- الآية 2 من سورة الأنعام .
3- غيبة النعماني ص 301 ح 5.

موقوفة وأموراً محتومة، وإن السفياني من المحتوم الذي لا بد منه »(1).

22 - غيبة النعماني: محمد بن همّام عن الفزاري عن عبَّاد بن يعقوب عن خلّاد الصائغ عن أبي عبد الله «عليه السلام» أنه قال: «السفياني لا بد منه، ولا يخرج إلا في رجب، فقال له رجل: يا أبا عبد الله: إذا خرج في حالنا؟

قال: إذا كان ذلك فإلينا»(2).

وفي أمالي الطوسي: الحسين بن إبراهيم القزويني عن محمد بن وهبان عن محمد بن إسماعيل بن حيّان عن محمد بن الحسين بن حفص عن خلَّاد: مثله(3) .

23 - الكافي: محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد بن علي الحلبي قال: سمعت أبا عبد الله «عليه السلام» يقول: «اختلاف بني العباس من المحتوم، والنداء من المحتوم، وخروج القائم من المحتوم.

قلت: وكيف النداء؟

قال: ينادي منادٍ من السماء أول النهار: ألا إن علياً وشيعته هم الفائزون.

قال: وينادي منادٍ (في) آخر النهار: ألا إن عثمان و شيعته هم الفائزون»(4) .

24 - غيبة الطوسي: الحسين بن عبيد الله عن البزوفري عن أحمد بن إدريس عن ابن قتيبة النيشابوري عن الفضل بن شاذان عن ابن فضّال عن المثني الحنّاط عن الحسن بن زياد الصيقل قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن

ص: 215


1- المصدر السابق ح6.
2- المصدر السابق ص302 ح 7.
3- الأمالي ص679 ح 1443/ 22والبحار ج 52 ص 249 ح 135.
4- الكافي ج8 ص 310 ح 484 وعنه البحار ج 52 ص 310 ح 484.

محمد «عليها السلام» يقول: «إن القائم لا يقوم حتي ينادي منادٍ من السماء تسمع الفتاة في خدرها، ويسمع أهل المشرق والمغرب، وفيه نزلت هذه الآية: «إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ»(1)»(2).

25 - غيبة الطوسي: أحمد بن إدريس عن ابن قتيبة عن ابن شاذان عن ابن محبوب عن الثمالي قال: قلت لأبي عبد الله «عليه السلام»: إن أبا جعفر «عليه السلام» كان يقول: «خروج السفياني من المحتوم، والنداء من المحتوم، وطلوع الشمس من المغرب من المحتوم، وأشياء كان يقولها من المحتوم.

فقال أبو عبد الله «عليه السلام»: واختلاف بني فلان من المحتوم، وقتل النفس الزكية من المحتوم، وخروج القائم من المحتوم.

قلت: وكيف يكون النداء؟

قال: ينادي منادٍ من السماء أول النهار يسمعه كل قوم بألسنتهم: ألا إن الحق في علي وشيعته، ثم ينادي إبليس آخر النهار من الأرض: ألا إن الحق في عثمان وشيعته، فعند ذلك يرتاب المبطلون»(3).

أقول: وتقدّم مثله عن كمال الدين الحديث رقم (5)، والإرشاد الحديث رقم (9).

26 - غيبة النعماني: ابن عقدة عن علي بن الحسن التيملي عن محمد وأحمد ابني الحسن عن علي بن يعقوب عن هارون بن مسلم عن (أبي) خالد

ص: 216


1- الآية 4 من سورة الشعراء.
2- غيبة الطوسي ص177 ح134.
3- المصدر السابق ص 435 ح425.

القمّاط عن حمران بن أعين عن أبي عبد الله «عليه السلام» أنه قال: «من المحتوم (الذي) لا بد منه أن يكون قبل قيام القائم: خروج السفياني، وخسف بالبيداء، وقتل النفس الزكية، والمنادي من السماء»(1).

27 - غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب قال: حدثنا إسماعيل بن مهران قال: حدثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن شرحبيل قال: قال أبو جعفر «عليه السلام» - وقد سألته عن القائم «عليه السلام» - فقال: «إنه لا يكون حتي ينادي منادٍ من السماء يسمع أهل المشرق والمغرب حتي تسمعه الفتاة في خدرها »(2).

28 - غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن عن يعقوب بن يزيد عن زياد القندي عن غير واحد من أصحابه عن أبي عبد الله «عليه السلام» أنه قال:

قلنا له: السفياني من المحتوم؟

فقال: نعم، وقتل النفس الزكية من المحتوم، والقائم من المحتوم، وخسف البيداء من المحتوم، وكفّ تطلع من السماء من المحتوم، والنداء (من السماء من المحتوم).

فقلت: وأي شيء يكون النداء؟

فقال: منادٍ ينادي باسم القائم واسم أبيه «عليها السلام» (3) .

ص: 217


1- غيبة النعماني ص 264 ح 26.
2- غيبة النعماني ص 257 ح 14.
3- المصدر السابق ص257 ح15.

29. غيبة النعماني: محمد بن همّام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك قال: حدثنا محمد بن أحمد المديني قال: حدثنا علي بن أسباط عن محمد بن سنان عن داود بن كثير الرقيّ قال: قلت لأبي عبد الله «عليه السلام»:

«جُعلت فداك، قد طال هذا الأمر علينا حتي ضاقت قلوبنا ومتنا كمداً.

فقال: إن هذا الأمر آيس ما يكون منه وأشدّه غمّاً، ينادي منادٍ من السماء باسم القائم واسم أبيه.

فقلت: جعلت فداك، ما اسمه؟

قال: اسمه اسم نبي، واسم أبيه اسم وصي»(1).

30 - الكافي: محمد بن يحيي عن محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن الفضل الكاتب قال: كنت عند أبي عبد الله «عليه السلام» فأتاه كتاب أبي مسلم فقال: «ليس لكتابك جواب، أخرج عنا، فجعلنا يُسارُّ بعضنا بعضاً.

فقال: أي تسارّون؟ يا فضل، إن الله عز ذكره لا يعجل لعجلة العباد، ولَإزالة جبل عن موضعه أيسر من زوال ملك لم ينقض أجلُهُ.

ثم قال: إن فلان بن فلان حتي بلغ السابع من ولد فلان.

قلت: فما العلامة فيما بيننا وبينك جعلت فداك؟

قال: لا تبرح الأرض يا فضل حتي يخرج السفياني، فإذا خرج السفياني فأجيبوا إلينا - يقولها ثلاثاً - وهو من المحتوم»(2).

ص: 218


1- غيبة النعماني ص181 ح29.
2- الكافي ج8 ص 274 ح 412.

فيما ورد عن باقي الأئمة(عليهم السّلام)

1- غيبة النعماني: محمد بن همّام عن محمد بن (أحمد بن)

عبد الله الخالنجيّ عن داود بن أبي القاسم قال: كنا عند أبي جعفر محمد بن علي الرضا «عليه السلام» فجري ذكر السفياني وما جاء في الرواية من أن أمره من المحتوم، فقلت لأبي جعفر «عليه السلام»: «هل يبدو لله في المحتوم؟

قال: نعم.

قلنا له: فنخاف أن يبدو لله في القائم.

قال: إن القائم من الميعاد والله لا يخلف الميعاد»(1).

أقول: إذا اعتبرنا المحتوم خصوص ما ورد بلفظ المحتوم فالأمور

المحتومة هي:

1- خروج القائم «عليه السلام».

2- خروج السفياني.

3- خروج اليماني.

4- قتل النفس الزكية .

5- اختلاف بني العباس.

ص: 219


1- غيبة النعماني ص 302 ح10.

6 - النداء أو الصيحة أو الفزعة في شهر رمضان.

7- الخسف بالبيداء.

8- كفُّ تطلع من السماء.

9 - طلوع الشمس من مغربها.

وإذا اعتبرنا المحتوم ما عُبّر عنه بلفظ المحتوم وبكل لفظ ظاهر في اللابدية والختم نحو «لابدَّ»، «ولا يكون حتي»، «ولا يقوم إلا» كانت المحتومات أكثر من ذلك إذ يدخل فيها مثلاً:

1- ذهاب ثلثي الناس وبقاء الثلث.

2 - ذهاب تسعة أعشار الناس.

3- الطاعون الأبيض والطاعون الأحمر .

4- خروج اثني عشر من بني هاشم كلّ يدعو إلي نفسه.

5 - قيام اثني عشر رجلاً كلهم يدّعي رؤيته فيكذبهم.

6- لا يبقي صنف من الناس إلا ولّوا علي الناس.

7- سنة جوع، وخوف شديد من القتل، ونقص في الأموال والأنفسن والثمرات.

8- خوف شديد، وزلازل، وفتنة وبلاء يصيب الناس، وسيف قاطع بين العرب، واختلاف شديد بين الناس، وتشتيت في دينهم، وتغيير في حالهم.

ص: 220

9 - التمحيص والتمييز والغربلة بين الناس وخصوصاً الشيعة. .

10 - أمور الصبيان، وتضييع حقوق الرحمن، ويُتغنّي بالقرآن بالتطريب والألحان وغير ذلك.

11 - لا بد لنا من أذربيجان.

وسيأتي ذكر ملخَّصٍ يبينّ فيه العلامات التي جاءت مرتبطة بخروج

القائم عجل الله فرجه الشريف سواءٌ منها الحتمية وغيرها.

ص: 221

ص: 222

خاتمة في أمور:

اشارة

الأمر الأول: في بقية روايات النداء

الأمر الثاني: في بقية روايات السفياني وذكر روايات في الدّجال وغيره

الأمر الثالث: في ما ورد في بلدة قم

الأمر الرابع: النهي عن الخروج قبل قيام القائم (عليه السّلام) وحال الخارج

الأمر الخامس: النهي عن توقيت خروج الإمام (عليه السّلام)

الأمر السادس: خلاصات

ص: 223

ص: 224

الأمر الأول : في بقية روايات النداء

ما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السّلام)

1- غيبة النعماني: ابن عقدة عن علي بن الحسين عن علي بن مهزيار عن حمّاد بن عيسي عن الحسين بن مختار عن ابن سيابة عن عمران بن ميثم عن عباية بن ربعي قال: دخلت علي أميرالمؤمنين «عليه السلام» وأنا خامس خمسة وأصغر القوم سناً فسمعته يقول: حدّثني أخي رسول الله «صلي الله عليه وآله» أنه قال: «إني خاتم ألف نبي، وإنك خاتم ألف وصي، وكلّفت ما لم يكلّفوا.

فقلت: ما أنصفك القوم (يا أمير المؤمنين).

فقال: ليس حيث تذهب يا بن أخ، والله (إني) لأعلم ألف كلمة لا يعلمها غيري وغير محمد «صلي الله عليه وآله»، وإنهم ليقرؤون منها آية في كتاب الله عز وجل وهي: «وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ »(1)، وما يتدبرونها حقّ تدبرها. ألا أخبركم بآخر ملك بني فلان؟

قلنا: بلي يا أمير المؤمنين.

ص: 225


1- الآية 82 من سورة النمل.

قال: قتل نفس حرام في بلد حرام عن قوم من قريش، والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ما لهم ملك بعده غير خمسة عشر ليلة. قلنا: هل قبل هذا من شيء أو بعده؟

فقال: صيحة في شهر رمضان تفزع اليقظان، وتوقظ النائم، وتخرج

الفتاة من خدرها»(1).

أقول: في هذه الرواية دلالة علي أمور ثلاثة:

1- خروج دابة الأرض الذي تقدم أنه من علامات آخر الزمان.

2- قتل النفس الحرام في البلد الحرام وهو إشارة إلي قتل النفس الذكية التي بين قتلها وخروج القائم «عليه السلام» خمس عشرة ليلة.

3- الصيحة أو النداء في شهر رمضان.

وهذه الثلاثة تكون علامات لذهاب ملك بني فلان، وهو كناية عن

ملك بني العباس.

ما ورد عن الإمامين الباقر والصادق (عليهما السّلام)

1 - الكافي: علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي نجران وغيره عن إسماعيل بن الصباح قال: سمعت شيخاً يذكر عن سيف بن عميرة قال: «كنت عند أبي الدوانيق فسمعته يقول ابتداءً من نفسه: يا سيف بن عميرة، لا بد من منادٍ ينادي باسم رجلٍ من ولد أبي طالب.

قلت: يرويه أحد من الناس؟

ص: 226


1- غيبة النعماني ص 258 ح 17.

قال: والذي نفسي بيده لسمعت أذني منه يقول: لا بد من منادٍ ينادي باسم رجل.

قلت: يا أمير المؤمنين، إن هذا الحديث ما سمعت بمثله قط . فقال لي: يا سيف، إذا كان ذلك فنحن أول من يجيبه، أما إنه أحد بني عمّنا.

قلت: أي بني عمّكم؟

قال: رجل من ولد فاطمة «عليها السلام».

ثم قال: يا سيف لولا أني سمعت أبا جعفر محمد بن علي يقوله ثم حدّثني به أهل الأرض ما قبلته منهم، ولكنه محمد بن علي»(1).

وفي الإرشاد: أخبرني أبو الحسن علي بن بلال المهلبي قال: حدّثني محمد بن جعفر المؤدب عن أحمد بن إدريس عن علي بن محمد بن قتيبة عن الفضل بن شاذان عن إسماعيل بن الصباح قال: سمعت شيخاً من أصحابنا يذكر عن سيف بن عميرة قال: كما في الكافي بتفاوت يسير(2).

وفي غيبة الطوسي كما في الكافي بتفاوت يسير بسند آخر إلي سيف بن عميرة وفيه «من السماء.. من السياء»(3).

2- كمال الدين: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رض) قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن النضر بن

ص: 227


1- الكافي ج8 ص209 ح255.
2- الإرشاد ج2 ص370.
3- معجم أحاديث الإمام المهدي «عليه السلام» ج3 ص279 ح813 عن غيبة الطوسي (هامش).

سويد عن يحيي الحلبي عن الحارث بن المغيرة البصري عن ميمون البان قال: كنت عند أبي جعفر «عليه السلام» في فسطاطه فرفع جانب الفسطاط فقال: «إن أمرنا قد كان أبين من هذه الشمس..

ثم قال: ينادي مناد من السماء: فلان بن فلان هو الإمام باسمه، وينادي إبليس لعنه الله من الأرض كما نادي برسول الله «صلي الله عليه وآله» ليلة العقبة »(1).

3- غيبة النعماني: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثني أحمد بن يوسف بن يعقوب قال: حدثنا إسماعيل بن مهران قال: حدثنا الحسن بن علي عن أبيه ووهيب بن حفص عن ناجية القطّان أنه سمع أبا جعفر «عليه السلام» يقول: «إن المنادي ينادي: إنّ المهدي (من آل محمد) فلان بن فلان، باسمه واسم أبيه.

فينادي الشيطان: إن فلاناً وشيعته علي الحق، يعني رجلاً من بني أمية »(2).

4 - غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد عن هؤلاء الرجال الأربعة (محمد بن المفضّل وسعدان بن إسحاق بن سعيد وأحمد بن الحسين بن عبد الملك ومحمد بن أحمد بن الحسن جميعاً) عن الحسن بن محبوب عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر «عليه السلام» أنه قال:

ص: 228


1- كمال الدين و تمام النعمة ص605 ح4.
2- غيبة النعماني ص 264 ح 27.

توقَّعوا الصوت يأتيكم بغتة من قبل دمشق فيه لكم فرج عظيم»(1) .

5- غيبة النعاني: حدثنا أحمد قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي من كتابه فيرجب سنة سبع وسبعين ومائتين قال: حدثنا محمد بن عمر بن يزيد بياع السابري ومحمد بن الوليد بن خالد الخزاز جميعاً عن حماد بن عثمان عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله «عليه السلام» يقول: «إنه ينادي باسم صاحب هذا الأمر منادٍ من السماء: ألا إنّ الأمر لفلان بن فلان ففيم القتال» ؟(2).

6- غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثني علي بن الحسن التيملي قال: حدثنا محمد وأحمد ابنا الحسن عن علي بن يعقوب الهاشمي عن هارون بن مسلم عن عبيد بن زرارة عن أبي عبد الله «عليه السلام» أنه قال: «ينادي باسم القائم فيؤتي وهو خلف المقام... »(3). .

7- غيبة النعماني: حدثنا أبو سليمان أحمد بن هوذة الباهلي قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق قال: حدثنا عبد الله بن حمّاد الأنصاري عن أبي بصير قال: حدثنا أبو عبد الله «عليه السلام» وقال: «يُنادي باسم القائم: يا فلان بن فلان قم»(4).

8- كمال الدين: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن جعفر بن بشير عن هشام

ص: 229


1- المصدر السابق ص279 ح66.
2- المصدر السابق ص266 ح 33.
3- المصدر السابق ص263 ح 25.
4- المصدر السابق ص279 ح 64.

بن سالم عن زرارة عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: «ينادي منادٍ باسم القائم «عليه السلام». .

قلت: خاص أو عام؟

قال: عام يُسمعه (يَسمعه) كل قوم بلسانهم.

قلت: فمن يخالف القائم وقد نُودي باسمه؟

قال: لا يدعهم إبليس حتي ينادي (في آخر الليل) ويشكك النّاس»(1).

9- غيبة النعماني: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي عن الحسن بن علي بن يوسف عن المثني عن زرارة بن أعين قال: قلت لأبي عبد الله «عليه السلام»:

عجبت أصلحك الله وإني لأعجب من القائم، كيف يُقاتَل مع ما يَرون من العجائب من خسف البيداء بالجيش، ومن النداء الذي يكون من السماء؟

فقال: إن الشيطان لا يدعهم حتي ينادي كما نادي برسول الله يوم العقبة »(2).

10- غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بهذا الإسناد (قال: حدثنا علي بن الحسن قال: حدثنا محمد بن عبد الله عن محمد بن أبي عمير) عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله «عليه السلام» يقول: «هما صيحتان، صيحة في أوّل الليل، وصيحة في آخر الليلة الثانية، قال: فقلت:

ص: 230


1- كمال الدين وتمام النعمة ص650ح8.
2- غيبة النعماني ص 264 ح 29.

كيف ذلك؟

قال: فقال: واحدة من السماء وواحدة من إبليس.

فقلت: وكيف نعرف هذه من هذه؟

فقال: يعرفها من كان سمع بها قبل أن تكون»(1).

11- كمال الدين: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه عن عمّه محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن أبيه عن أبي المغرا عن المعلَّي بن خنيس عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: «صوت جبرائيل من السماء، وصوت إبليس من الأرض، فاتَّبعوا الصوت الأول، وإياكم والأخير أن تُفتنوا به »(2).

12 - غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسين، قال: حدثنا محمد بن عبد الله عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن سالم قال: «قلت لأبي عبد الله «عليه السلام» إن الجريدي أخا إسحاق يقول - لنا: إنكم تقولون: هما نداءان، فأيهما الصادق من الكاذب؟

فقال أبو عبد الله «عليه السلام»: قولوا له: إن الذي أخبرنا بذلك

- وأنت تنكر أن هذا يكون هو الصادق»(3).

13 - غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن عن العباس بن عامر بن رباح الثقفي عن عبد الله بن بكير عن زرارة

ص: 231


1- المصدر السابق ص265 ح 31.
2- كمال الدين و تمام النعمةص652ح13.
3- غيبة النعماني ص265 ح 30.

بن أعين قال: سمعت أبا عبد الله «عليه السلام» يقول: «ينادي منادٍ من السماء: إن فلاناً هو الأمير، وينادي منادٍ: إن علياً وشيعته هم الفائزون.

قلت: فمن يقاتل المهدي بعد هذا؟

فقال: إن الشيطان ينادي: إن فلاناً وشيعته هم الفائزون - لرجلٍ من بني أمية ..

قلت: فمن يعرف الصادق من الكاذب؟

قال: يعرفه الذين كانوا يروُون حديثنا ويقولون: إنه يكون قبل أن

يكون، ويعلمون أنهم هم المحقّون الصادقون»(1) .

14 - الإرشاد: الفضل بن شاذان عن محمد بن علي الكوفي عن وهب بن حفص عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله «عليه السلام»: «ينادي باسم القائم «عليه السلام» في ليلة ثلاث وعشرين، ويقوم في يوم عاشوراء...»(2).

15 - الكافي: عنه (أبو علي الأشعري) عن محمد عن ابن فضّال والحجّال عن داود بن فرقد قال: «سمع رجل من العجليّة هذا الحديث قوله (الإمام الصادق «عليه السلام» ): يُنادي منادٍ: ألا إن فلاناً بن فلان وشيعته همالفائزون أول النهار.

وينادي آخر النهار: ألا إن عثمان و شيعته هم الفائزون.

قال: وينادي أول النهار منادي آخر النهار.

فقال الرجل: فيا يدرينا أيُّما الصادق من الكاذب.

ص: 232


1- المصدر السابق ص264 ح 28.
2- الإرشاد ج2 ص 379.

فقال: يصدّقه عليها من كان يؤمن بها قبل أن ينادي، إن الله عز وجل يقول: « أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَي الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَي »(1)»(2).

16 - تأويل الآيات: وقال أيضاً (محمد بن العباس): حدثنا أحمد بن الحسن بن علي قال: حدثنا أبي عن أبيه عن محمد بن إسماعيل عن حنان بن سدير عن أبي جعفر «عليه السلام» قال: «سألته عن قول الله عز وجل «إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ »(3).

قال: نزلت في قائم آل محمد صلوات الله عليهم، يُنادي باسمه من السماء(4).

17 - البرهان: عن كتاب الرجعة لبعض المعاصرين عن أحمد بن سعيد قال: حدثنا أحمد بن الحسن قال: حدثنا أبي قال: حدثنا حصين بن مخارق عن أبي الورد عن أبي جعفر «عليه السلام» في قوله: «إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً ».

قال: النداء من السماء باسم رجلٍ وأبيه(5).

ومثله في مختصر بصائر الدرجات وفيه «واسم أبيه»(6).

ص: 233


1- الآية 35 من سورة يونس.
2- الكافي ج8 ص209ح253.
3- الآية 4 من سورة الشعراء.
4- تأويل الآيات ج1 ص386 ح 2.
5- معجم أحاديث الإمام المهدي «عليه السلام» ج5 ص293 ح 1722 عن البرهان ج3 ص 181 ح 12.
6- مختصر بصائر الدرجات ص206.

18 - غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي قال: حدثنا عمرو بن عثمان عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن سنان قال: كنت عند أبي عبد الله «عليه السلام» فسمعت رجلاً من همدان يقول له:

«إن هؤلاء العامة يعيّروننا ويقولون لنا: إنكم تزعمون أن منادياً ينادي من السماء باسم صاحب هذا الأمر.

وكان متكئاً فغضب وجلس ثم قال: لا تروه عني وارووه عن أبي، ولا حرج عليكم في ذلك، أشهد أني قد سمعت أبي «عليه السلام» يقول:

والله إن ذلك في كتاب الله عز وجل لبيّن حيث يقول: «إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ »فلا يبقي في الأرض يومئذٍ أحدٌ إلا خضع وذلّت رقبته لها، فيؤمن أهل الأرض إذا سمعوا الصوت من السماء: ألا إن الحق في علي بن أبي طالب «عليه السلام» وشيعته .

قال: فإذا كان من الغد صعد إبليس في الهواء حتي يتواري عن أهل الأرض ثم ينادي: ألا إن الحق في عثمان بن عفّان وشيعته فإنه قتل مظلوماً فاطلبوا بدمه.

قال: فيثبِّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت علي الحق وهو النداء الأول،ويرتاب يومئذٍ الذين في قلوبهم مرض، والمرض والله عداوتنا، فعند ذلك يتبَّرؤون منّا ويتناولوننا، فيقولون: إن المنادي الأول سحرٌ من سحر أهل (هذا ) البيت، ثم تلا أبو عبد الله «عليه السلام» قول الله عز وجل: «وَإِنْ

ص: 234

يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ »(1)»(2).

19 - غيبة النعماني: وحدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا القاسم بن محمد بن الحسن بن حازم قال: حدثنا عبيس بن هشام الناشري عن عبد الله بن جبلة عن عبد الصمد بن بشير عن أبي عبد الله جعفر بن محمد «عليه السلام» وقد سأله عمارة الهمداني فقال له: «أصلحك الله إنّ ناساً يعيّروننا ويقولون: إنكم تزعمون: أنه سيكون صوت من السماء.

فقال له: لا تروه عني واروه عن أبي، كان أبي يقول: هو في كتاب الله : «إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ » فيؤمن أهل الأرض جميعاً للصوت الأول، فإذا كان من الغدّ صعد إبليس اللعين حتي يتواري من الأرض في جو السماء ثم ينادي «ألا إن عثمان قُتل مظلوماً فاطلبوا بدمه»، فيرجع من أراد الله عز وجل به سوءاً، ويقولون: هذا سحر الشيعة، وحتي يتناولونا ويقولون: هو من سحرهم، وهو قول الله عز وجل: «وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ »(3).

20 - تفسير القمي: وقوله: «إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ » فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: «تخضع رقابهم يعني بني أمية وهي الصيحة من السماء باسم صاحب الأمر»(4).

ص: 235


1- الآية 2 من سورة القمر.
2- غيبة النعماني ص260 ح 19.
3- المصدر السابق ص261ح20.
4- تفسير القمي ج2 ص118.

21 - غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن عن أبيه عن أحمد بن عمر الحلبي عن الحسين بن موسي عن فضيل بن محمد مولي محمد بن راشد البجلي عن أبي عبد الله «عليه السلام» أنه قال:

«أما النداء من السماء باسم القائم في كتاب الله لبيّن.

فقلت: فأين هو أصلحك الله؟

فقال: في طسم تلك آيات الكتاب المبين، قوله: «إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ».

قال: إذا سمعوا الصوت أصبحوا وكأنها علي رؤوسهم الطير»(1).

22 - تفسير القمي: وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر «عليه السلام» في قوله: ««وَلَوْ تَرَي إِذْ فَزِعُوا ».

قال: من الصوت، وذلك الصوت من السماء، وأخذوا من مكان قريب. قال: من تحت أقدامهم خُسف بهم »(2).

ما ورد عن باقي الأئمة (عليهم السّلام)

1- كمال الدين: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رض) قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد قال: قال علي بن موسي الرضا «عليه السلام» في حديث: «.. وهو الذي ينادي منادٍ من السماء يسمعه جميع أهل الأرض بالدعاء إليه يقول:

ص: 236


1- غيبة النعماني ص263ح23.
2- تفسير القمي ج2 ص205.

ألا إن حجة الله قد ظهر عند بيت الله فاتبعوه، فإن الحق معه وفيه، وهو قول الله عز وجل: «إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ »(1).

ص: 237


1- كمال الدين وتمام النعمة ص 371ح5.

ص: 238

الأمر الثاني : في بقية روايات السفياني وذكر روايات في الدّجال وغيره

ما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السّلام)

1- كمال الدين: محمد بن علي ماجيلويه (رض) عن عمه عن الكوفي عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة قال: قال أبو عبد الله «عليه السلام» : قال أبي «عليه السلام»: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه:

«يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس، وهو رجل ربعة وحش الوجه، ضخم الهامة، بوجهه أثر الجدري، إذا رأيته حسبته أعور اسمه عثمان وأبوه عنبسة، وهو من ولد أبي سفيان، حتي يأتي أرض قرار ومعين فيستوي علي منبرها»(1).

2- كمال الدين: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق (رض) قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيي الجلودي بالبصرة قال: حدثنا الحسين بن معاذ قال: حدثنا قيس بن حفص قال: حدثنا يونس بن أرقم عن أبي سيار الشيباني عن الضحاك بن مزاحم عن النزال بن سبرة قال: «خطبنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليه السلام» فحمد الله عز وجل وأثني عليه وصلي علي محمد «صلي الله عليه وآله» ثم قال: سلوني أيها الناس قبل أن

ص: 239


1- كمال الدين وتمام النعمة ص 651 ح 9 وعنه البحار ج 52 ص205 ح 36.

تفقدوني - ثلاثاً - .

فقام إليه صعصعة بن صوحان فقال: يا أمير المؤمنين متي يخرج

الدّجال؟

فقال له علي «عليه السلام»: أقعد فقد سمع الله كلامك وعلم ما

أردت، والله ما المسؤول عنه بأعلم من السائل، ولكنه لذلك علامات وهيئات يتبع بعضها بعضاً كحذو النعل بالنعل، وإن شئت أنبأتك بها؟

قال: نعم يا أمير المؤمنين.

فقال «عليه السلام»: احفظ فإن علامة ذلك: إذا أمات الناس الصلاة، وأضاعوا الأمانة، واستحلّوا الكذب وأكلوا الربا، واستعملوا السفهاء وشاوروا النساء، وقطعوا الأرحام واتّبعوا الأهواء، واستخفّوا بالدماء، وكان الحلم ضعفاً والظلم فخراً، وكان الأمراء فجرة والوزراء ظلمة والعرفاء خونة، والقرّاء فسقة، وظهرت شهادة الزور واستعلن الفجور، وقول البهتان والإثم والطغيان، وحُلّيت المصاحف، وزخرفت المساجد، وطوّلت المنارات وأكرمت الأشرار، وازدحمت الصفوف واختلفت القلوب، ونقضت العهود واقترب الموعود، وشارك النساء أزواجهن في التجارة حرصاً علي الدنيا، وعلت أصوات الفسّاق واستمع منهم، وكان زعيم القوم أرذلهم، واتّقي الفاجر مخافة شرِّه، وصدّق الكاذب وائتمن الخائن، واتخذت القيان والمعازف، ولعن آخر هذه الأمة أولها، وركبت ذوات الفروج السروج، وتشبّه النساء بالرجال، والرجال بالنساء،وشهد الشاهد من غير أن يُستشهد، وشهد الآخر قضاء لذمام بغير حق عرفه، وتُفُقّه لغير الدين، وآثروا عمل الدنيا علي الآخرة، ولبسوا جلود الضأن

ص: 240

علي قلوب الذئاب، وقلوبهم أنتن من الجيف، وأمر من الصبر، فعند ذلك الوحا الوحا ثم العجل العجل، خير المساكن يومئذٍ بيت المقدس، وليأتين زمانٌ يتمني أحدهم أنه من سكانه»..

ثم يذكر خروج الدّجّال وهيئته وأنه يقتله من يصلي المسيح عيسي بن مريم «عليه السلام» خلفه..

فقام إليه الأصبغ بن نباتة فقال: يا أمير المؤمنين من الدّجّال؟

فقال: ألا إن الدجّال صائد بن الصِّيد، فالشقي من صدّقه والسعيد من كذّبه، يخرج من بلدة يقال لها أصفهان من قرية تعرف باليهودية، عينه اليمني ممسوحة، والعين الأخري في جبهته تضيء كأنها كوكب الصبح، فيها علقة كأنها ممزوجة بالدم، بين عينيه مكتوب كافر، يقرؤه كل كاتب وأمّيّ، يخوض البحار وتسير معه الشمس، بين يديه جبل من دخان، وخلفه جبل أبيض يُري الناس أنه طعام، يخرج حين يخرج في قحط شديد تحته حمار أقمر، خطوة حماره ميل، تطوي له الأرض منهلاً منه، لا يمر بهاء إلا غار إلي يوم القيامة، يُنادي بأعلي صوته يُسمع ما بين الخافقين من الجن والإنس والشياطين يقول: إليّ أوليائي «أنا الذي خلق فسوّي وقدّر فهدي، أنا ربكم الأعلي» وكذب عدو الله، إنه أعور يُطعم الطعام ويمشي في الأسواق، وإنَّ ربَّكم عز وجل ليس بأعور، ولا يطعم ولا يمشي ولا يزول تعالي الله عن ذلك علوّاً كبيراً. ألا إن أكثر أتباعه يومئذ أولاد الزني، وأصحاب الطيالسة الخضر، يقتله الله عز وجل بالشام علي عقبة تعرف بعقبة أفيق لثلاث ساعات مضت من يوم الجمعة علي يد من يصلي المسيح عيسي بن مريم

ص: 241

«عليه السلام» خلفه..»(1).

3- مناقب آل أبي طالب: عبد العزيز وصهيب بن أبي العالية قال: حدثني مزرع بن عبد الله قال: سمعت أمير المؤمنين «عليه السلام» يقول: «أما والله ليقبلنّ جيش حتي إذا كان بالبيداء خسف بهم »(2).

ما ورد عن الإمام زين العابدين (عليه السّلام)

1- مجمع البيان: وقال أبو حمزة الثمالي: سمعت علي بن الحسين «عليه السلام» والحسن بن الحسن بن علي يقولان: «هو جيش البيداء يؤخذون من تحت أقدامهم»(3).

ما ورد عن الإمامين الباقر والصادق (عليهما السّلام)

1- غيبة النعماني: ابن عقدة عن علي بن الحسن التيملي عن ابن محبوب عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر «عليه السلام» يقول: «اتّقوا الله واستعينوا علي ما أنتم عليه بالورع والإجتهاد في طاعة الله... فأبشروا ثم أبشروا! ما الذي تريدون؟

ألستم تَرَون أعداءكم يُقتلون في معاصي الله، ويقتل بعضهم بعضاً علي الدنيا دونكم، وأنتم في بيوتكم آمنين في عزلة عنهم، وكفي بالسفياني نقمة

ص: 242


1- كمال الدين ص 525 ح 1.
2- مناقب آل أبي طالب ج2 ص107 وعنه البحار ج 41 ص316.
3- مجمع البيان في تفسير القرآن ج8 ص 288.

لكم من عدوكم، وهو من العلامات لكم، مع أن الفاسق لو قد خرج لمكثتم شهراً أو شهرين بعد خروجه لم يكن عليكم منه بأس حتي يقتل خلقاً كثيراً دونكم.

فقال له بعض أصحابه: فكيف نصنع بالعيال إذا كان ذلك؟

قال: يتغيّب الرجال منكم (عنه) فإنّ خيفته وشرته فإنما هي علي شيعتنا، فأما النساء فليس عليهن بأس إن شاء الله تعالي.

قيل: إلي أين يخرج الرجال ويهربون منه؟

فقال: من أراد أن يخرج منهم إلي المدينة أو إلي مكة أو إلي بعض البلدان ثم قال: ما تصنعون بالمدينة، وإنما يقصد جيش الفاسق إليها، ولكن عليكم بمكة فإنها مجمعكم، وإنا فتنته حمل امرأة تسعة أشهر، ولا يجوزها إن شاء الله»(1).

2- غيبة الطوسي: الفضل عن إسماعيل بن مهران عن عثمان بن جبلة عن عمر بن أبان الكلبي عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: «كأني بالسفياني أو بصاحب السفياني قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة، فنادي مناديه: من جاء برأس شيعة علي فله ألف درهم، فيثب الجار علي جاره ويقول: هذا منهم، فيضرب عنقه ويأخذ ألف درهم.

أما إن إمارتكم يومئذٍ لا يكون إلا لأولاد البغايا، وكأني أنظر إلي

صاحب البرقع.

قلت: ومن صاحب البرقع؟

ص: 243


1- غيبة النعماني ص300 ح3.

فقال: رجل منكم يقول بقولكم يلبس البرقع فيحوشكم، فيعرفكم

ولا تعرفونه، فيغمز بكم رجلاً رجلاً، أما إنه لا يكون إلا ابن بغي»(1).

3- غيبة الطوسي: قرقارة عن محمد بن خلف عن الحسن بن صالح بن الأسود عن عبد الجبّار بن العباس الهمداني عن عمار الدهني قال: قال أبو جعفر «عليه السلام»: «كم تعدّون بقاء السفياني فيكم؟

قال: قلت: حمل امرأة، تسعة أشهر.

قال: ما أعلمكم يا أهل الكوفة»(2) . 4 - غيبة النعماني: ابن عقدة عن علي بن الحسن التيملي عن العباس بن عامر بن رباح عن محمد بن الربيع الأقرع عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله جعفر (بن محمد) «عليه السلام» أنه قال: «إذا استولي السفياني علي الكور الخمس فعدّوا له تسعة أشهر، وزعم هشام أن الكور الخمس: دمشق وفلسطين والأردن وحمص وحلب»(3).

5- الكافي: حميد بن زياد عن عبيد الله الدهقان عن الطاطري عن محمد بن زياد بياع السابري عن أبان عن صباح بن سيابة عن ابن خنيس قال: «ذهبت بكتاب عبد السلام بن نعيم وسدير وكتب غير واحد إلي أبي عبد الله «عليه السلام» حين ظهرت المسوِّدة قبل أن يظهر ولد العباس: بأنّا قد قدّرنا أن يؤول هذا الأمر إليك، فما تري؟

ص: 244


1- غيبة الطوسي ص 450ح 453.
2- المصدر السابق ص452 ح477.
3- غيبة النعماني ص 304 ح13.

قال: فضرب بالكتب الأرض.

ثم قال: أفّ أفّ، ما أنا لهؤلاء بإمام، أما يعلمون أنه إنما يقتل

السفياني»(1).

6- أمالي الطوسي: الحسين بن إبراهيم القزويني عن محمد بن وهبان عن أحمد بن إبراهيم عن الحسن بن علي الزعفراني عن البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم قال: قال أبو عبد الله «عليه السلام» وذكر السفياني فقال: «أما الرجال فتواري وجوهها عنه، وأما النساء فليس عليهنّ بأس»(2).

7- معاني الأخبار: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (ره) قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار وأحمد بن إدريس جميعاً عن محمد بن أحمد بن يحيي بن عمران الأشعري عن السيّاري عن الحكم بن سالم عمّن حدّثه عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: «إنّا وآل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله، قلنا صدق الله، وقالوا: كذب الله.

قاتل أبو سفيان رسول الله «صلي الله عليه وآله»، وقاتل معاوية عليّ بن أبي طالب «عليه السلام»، وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي «عليه السلام»،والسفياني يقاتل القائم «عليه السلام» (3).

8 - الكافي: علي بن إبراهيم عن أبيه عن صفوان بن يحيي عن عيص بن

ص: 245


1- الكافي ج8 ص 331 ح 509 والبحار ج 52 ص266ح153.
2- الأمالي ص661ح 1371/ 15.
3- معاني الأخبار ص346 ح 1.

القاسم قال: سمعت أبا عبد الله «عليه السلام» يقول: «عليكم بتقوي الله وحده لا شريك له..

إلي أن قال: إذا كان رجب فأقبلوا علي اسم الله عز وجل، وإن أحببتم أن تتأخروا إلي شعبان فلا ضير، وإن أحبتم أن تصوموا في أهاليكم فلعلّ ذلك يكون أقوي لكم، وكفاكم بالسفياني علامة »(1).

9- الفقيه: ورُوي أن الصادق «عليه السلام» ذكر الدجّال فقال: «لا يبقي منها سهل إلا وطئه إلا مكة والمدينة، فإنّ علي كل نقب من أنقابهما ملكاً يحفظهما من الطاعون والدجّال»(2).

10- بصائر الدرجات: حدثنا معاوية بن حكيم عن شعيب بن غزوان عن رجل عن أبي جعفر «عليه السلام» قال: «دخل عليه رجل من أهل بلخ فقال له: يا خراساني، تعرف وادي كذا وكذا؟

قال: نعم.

قال له: تعرف صدعاً في الوادي من صفته كذا وكذا؟

قال: نعم.

قال: من ذلك يخرج الدّجّال»(3).

11 - في أن اليماني يتوالي عليّاً «عليه السلام»: أمالي الطوسي: الحسين بن إبراهيم القزويني عن محمد بن وهبان عن أحمد بن إبراهيم عن الحسن

ص: 246


1- الكافي ج8 ص 264 ح 381.
2- من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 564 ح3156.
3- بصائر الدرجات ص 161 ح 7.

بن علي الزعفراني عن البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: «لمَّا خرج طالب الحق قيل لأبي عبدالله «عليه السلام»: ترجو أن يكون هذا اليماني؟

فقال: لا، اليماني يتوالي عليّاً، وهذا يبرأ منه»(1).

12 - غيبة النعماني: علي بن أحمد عن عبيد الله بن موسي عن إبراهيم بن هاشم عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله «عليه السلام» أنه قال: «اليماني والسفياني كفرسي رهان»(2).

13 - غيبة النعماني: محمد بن همّام عن الفزاري عن الحسن بن وهب عن إسماعيل بن أبان عن يونس بن يعقوب قال: «سمعت أبا عبد الله «عليه السلام» يقول: إذا خرج السفياني يبعث جيشاً إلينا وجيشاً إليكم، فإذا كان كذلك فائتونا علي صعب وذلول»(3) .

أقول: مضافاً إلي هذه الروايات فقد تقدّمت عدّة روايات فيها ذكر للسفياني والخراساني وغيرهما في ما سبق من أقسام كالقسم الثاني في روايات ملك بني العباس وغيرهم.

ص: 247


1- الأمالي ص661 ح 19/1375 وعنه البحار ج 52 ص 275 ح 170.
2- غيبة النعماني ص305 ح 15.
3- المصدر السابق ص306 ح 17.

ص: 248

الأمر الثالث: في ما ورد في بلدة قم

ما ورد عن النبي (صلّي الله عليه وآله )

1- الاختصاص: قال: ورُوي عن علي بن محمد العسكري عن جدّه أمير المؤمنين «عليه السلام» قال: قال رسول الله «صلي الله عليه وآله»: «لمّا أسري بي إلي السماء الرابعة نظرت إلي قبّة من لؤلؤ لها أربعة أركان وأربعة أبواب كلّها من إستبرق أخضر.

قلت: يا جبرائيل، ما هذه القبّة التي لم أر في السماء الرابعة أحسن منها؟

فقال: حبيبي محمد، هذه صورة مدينة يقال لها قم، يجتمع فيها عباد الله المؤمنون ينتظرون محمداً وشفاعته للقيامة والحساب، يجري عليهم الغم والهم والأحزان والمكاره.

قال: فسألت علي بن محمد العسكري «عليه السلام»: متي ينتظرون الفرج؟

قال: إذا ظهر الماء علي وجه الأرض»(1).

ص: 249


1- الإختصاص ص 101.

ما ورد عن الصادق (عليه السّلام)

1۔ مستدرك سفينة البحار: قال أبو عبد الله «عليه السلام»: «.. وسيأتي زمان تكون بلدة قم وأهلها حجة علي الخلائق، وذلك في زمان غيبة قائمنا إلي ظهوره صلوات الله عليه، ولولا ذلك لساخت الأرض بأهلها، وإن الملائكة لتدفع البلايا عن قم وأهلها، وما قصدها جبّار بسوء إلاقصمه قاصم الجبارين وشغله عنهم بداهية أو مصيبة أو عدو، ويُنسي الجبارين في دولتهم ذكر قم وأهلها كما نسوا ذكر الله»(1).

2۔ مستدرك سفينة البحار: ورُوي بأسانيد عن الصادق

«عليه السلام» أنه ذكر الكوفة وقال: «ستخلو الكوفة من المؤمنين ويأزر عنها العلم كما تأزر الحية في جحرها، ثم يظهر ببلدة يُقال لها قم وتصير معدناً للعلم والفضل حتي لا يبقي في الأرض مستضعف في الدين حتي المخدرات في المجال، وذلك عند قرب ظهور قائمنا..»(2).

أقول: هذه علامة تُزاد إلي العلامات المتقدمة المرتبطة بظهور الإمام المهدي «عليه السلام»، وحصولها يدل علي قرب الظهور للإمام «عليه السلام».

3- تاريخ قم: قال الصادق «عليه السلام»: «إذا عمّت البلدان الفتن فعليكم بقم وحواليها ونواحيها، فإن البلاء مدفوع عنها»(3).

ص: 250


1- مستدرك سفينة البحار ج 8 ص 596 عن مجمع النورين للمرندي، وبحار الأنوار ج57 ص212ح 22 عن تاريخ قم.
2- المصدر السابق ص597 وبحار الأنوار ج 57 ص213ح23.
3- مستدرك سفينة البحار ج 8 ص 597.

4۔ مستدرك سفينة البحار: عن الصادق «عليه السلام» قال: «إذا أصابتكم بليّة وعناء فعليكم بقم، فإنها مأوي الفاطميين، ومستراح المؤمنين، وسيأتي زمان ينفر أولياؤنا ومحبّونا عنّا ويبعدون منّا، وذلك مصلحة لهم لكيلا يعرفوا بولايتنا، ويحقنوا بذلك دماءهم وأموالهم. وما أراد أحد بقم وأهلها سوءاً إلا أذلّه الله وأبعده من رحمته»(1).

5 - مستدرك سفينة البحار: عن سليمان بن صالح قال: «كنا ذات يوم عند أبي عبد الله «عليه السلام» فذكر فتن بني العباس وما يصيب الناس منهم.

فقلنا: جُعلنا فداك فأين المفزع والمفر في ذلك الزمان؟

فقال: إلي الكوفة وحواليها، وإلي قم ونواحيها.

ثم قال: في قم شيعتنا وموالينا، وتكثر فيها العمارة ويقصدها الناس، ويجتمعون فيها حتي يكون الجمر بين بلدتهم».

أقول: «الجمر اسم نهر منه معروف الآن، وفي بعض روايات الشيعة: أن قمّ تبلغ من العمارة إلي أن يُشتري موضع فرس بألف درهم»(2).

ورواه الحسن بن محمد بن الحسن القمي في تاريخ قم بإسناده عن يعقوب بن يزيد عن أبي الحسن الكرخي عن سليمان بن صالح(3).

6- تاريخ قم: بإسناده عن عفان البصري عن أبي عبد الله «عليه

ص: 251


1- المصدر السابق.
2- مستدرك سفينة البحار ج 8 ص598 وفي البحار ج 57 ح 35 وفيه: عن يعقوب بن يزيد عن أبي الحسن الكرخي مثله.
3- بحار الأنوار ج 57 ص215ح35 عن تاريخ قم.

السلام» قال: «قال لي: أتدري لم سمي قم؟

قلت: الله ورسوله وأنت أعلم.

قال: إنها سمي قم لأن أهله يجتمعون مع قائم آل محمد (صلوات الله عليه) ويقومون معه ويستقيمون عليه وينصروه»(1).

7- تاريخ قم: روي محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن الحسن الحضرمي عن محمد بن بهلول عن أبي مسلم العبدي عن أبي عبد الله الصادق «عليه السلام» قال: «تربة قم مقدسة وأهلها منا ونحن منهم.. أما أنهم أنصار قائمنا ودعاة حقنا..»(2).

ما ورد عن الإمام موسي بن جعفر الكاظم (عليه السّلام)

1- بحار الأنوار: وعن سهل بن زياد عن عبد العظيم الحسني عن إسحاق الناصح مولي جعفر عن أبي الحسن الأول «عليه السلام»: «قم عش آل محمد ومأوي شيعتهم، ولكن سيهلك جماعة من شبابهم بمعصية آبائهم والاستخفاف والسخرية بكبرائهم ومشايخهم، ومع ذلك يدفع الله عنهم شر الأعادي وكل سوء»(3).

2- بحار الأنوار: وعن علي بن عيسي عن أيوب بن يحيي الجندل عن أبي الحسن الأول «عليه السلام» قال: «رجل من أهل قم يدعو الناس إلي

ص: 252


1- المصدر السابق ص216ح38 عن تاريخ قم.
2- المصدر السابق ص218 ح 49 عن تاريخ قم.
3- بحار الأنوار ج 57 ص214 ح 31.

الحق، يجتمع معه قوم كزبر الحديد، لا تزلهم الرياح والعواصف، ولا يملّون من الحرب، ولا يجبنون وعلي الله يتوكلون والعاقبة للمتقين»(1).

ص: 253


1- بحار الأنوار ج 57 ص216ح37.

ص: 254

الأمر الرابع: النهي عن الخروج قبل قيام القائم (عليه السّلام) وحال الخارج

ما روي عن الإمامين السجاد والصادق (عليهما السّلام)

1 - الكافي: علي بن إبراهيم عن أبيه عن حمّاد بن عيسي عن ربعي رفعه عن علي بن الحسين «عليه السلام» قال: «والله لا يخرج واحد منّا قبل خروج القائم «عليه السلام» إلا كان مثله مثل فرخ طار من وكره قبل أن يستوي جناحاه فأخذه الصبيان فعبثوا به »(1) .

2 - الكافي: عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حمّاد بن عيسي عن الحسين بن المختار عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: «كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يُعبد من دون الله عز وجل»(2).

ص: 255


1- الكافي ج8 ص 264 ح 382.
2- المصدر السابق ص295 ح 452.

ص: 256

الأمر الخامس: النهي عن توقيت خروج الإمام (عليه السّلام)

ما روي عن الإمام الباقر (عليه السّلام)

1- غيبة الطوسي: وأخبرني الحسين بن عبيد الله عن أبي جعفر محمد بن سفيان البزوفري عن علي بن محمد عن الفضل بن شاذان عن أحمد بن محمد و عُبيس بن هشام عن كرام عن الفضيل قال: «سألت أبا جعفر «عليه السلام» هل لهذا الأمر وقت؟

فقال: كذب الوقّاتون، كذب الوقّاتون، كذب الوقّاتون»(1).

وتقدم ما يدل علي ذلك أيضاً.

ص: 257


1- غيبة الطوسي ص425 ح 411.

ص: 258

الأمر السادس: خلاصات

تلخيص وبيان:

اشارة

أقول بعد التوكل علي المولي عز وجل: قد تلخّص من مجموع ما تقدّم من روايات: أن إخبارات النبي وأهل بيته «عليهم السلام» أجمعين بطرق الإمامية الواردة في مصنّفات علمائنا الأعلام علي أقسام.

القسم الأول:
اشارة

الإخبارات الدالة علي ما يحدث ويرتبط بخروج صاحب الزمان «عليه السلام» وهو علي طوائف:

الطائفة الأولي:

ما دل علي أمور تسبق ظهوره «عليه السلام» وهي من المحتوم التي صُرِّح في الروايات بحتمية وقوعها قبل قيام القائم «عليه السلام» وهي خمس علامات:

1- خروج السفياني.

2- خروج اليماني.

3- خسف البيداء .

ص: 259

4- قتل النفس الزكية .

5- النداء من السماء.

أما خروج السفياني فمدة ملكه خمسة عشر شهراً، ستة أشهر يقاتل فيها ثم يملك تسعة أشهر، وقد عُبر بحمل امرأة، وفي بعضها بحمل جمل.

واليماني يخرج قبل السفياني ورايته راية هدي بل أهدي راية. وفي بعض الروايات أنه يخرج والسفياني والخراساني في يوم واحد.

وخسفُ البيداء خسفٌ بجيش السفياني.

وقتل النفس الزكية وقد ورد أن بين قتله في بيت الله الحرام وبين

خروج القائم «عليه السلام» خمس عشرة ليلة.

والنداء من السماء وعُبّر عنه بالصيحة والصوت والفزعة تكون في

شهر رمضان يسمعها كلُّ بلسانه باسم القائم عليه السلام» واسم أبيه.

وهناك أمور محتومة أخري ذكرت في المحتوم دون تقييدها بخروج الإمام «عليه السلام» بل الواضح أن بعضها مرتبط بيوم القيامة كخروج القائم «عليه السلام»، وسيأتي ذكرها لاحقاً.

الطائفة الثانية:
اشارة

ما قد يلحق بالمحتوم وذلك أنه عُبّر عنه بتعبير «لا بد»، و «لا يقوم حتي»، أو «لا يكون حتي» أو «لا يظهر حتي» وغير ذلك. وهي:

1. ما ورد فيه التعبير ب«لابد»:

1- التمحيص حيث ورد «لا بد للناس أن يمحصوا ويميّزوا ويغربلوا»، وورد أيضاً بلفظ: «لا يكون» مثل: «لا يكون ما تمدّون إليه

ص: 260

أعينكم حتي تغربلوا.. حتي تميّزوا» .

2- لا بد من قتل غلام بالمدينة يقتله جيش بني فلان.

3- لا بد من أذربيجان.

4- لا بد أن يكون طاعون ابيض وهو الموت الجاذف وطاعون أحمر

وهو السيف.

5- لا بد من صوتين قبل خروج القائم «عليه السلام»: صوت من

السماء وهو صوت جبرائيل، وصوت من الأرض وهو صوت إبليس اللعين.

6- لا بد من سنة يجوع فيها الناس، ويصيبهم خوف شديد من القتل، ونقص من الأموال والأنفس والثمرات.

7- لا بد من رحي تطحن، فإذا قامت علي قطبها وثبتت علي ساقها بعث الله عليها عبداً عسفاً خاملاً أصله.

2. ما ورد فيه التعبير ب «لا يكون» و «ما يكون»:

1- لا يكون حتي يختلف سيف بني فلان.

2- لا يكون ذلك حتي يخرج خارج من آل أبي سفيان.

3- لا يكون ما ترجون حتي يخطب السفياني علي أعوادها.

4- لا يكون هذا الأمر حتي يذهب ثلثا الناس.

5 - ما يكون هذا الأمر حتي لا يبقي صنف من الناس إلا قد ولّوا علي الناس.

6- لا يكون حتي ينادي مناد من السماء يسمع أهل المشرق والمغرب

ص: 261

ص: 262

ص: 263

5. قلة المؤمنين.

6 - موت أحمر وموت أبيض، الأول: السيف، والثاني: الطاعون،

وجراد في حينه، وجراد في غير حينه.

7- اختلاف أهل الشام بينهم.

8- الرايات السود من خراسان.

9- خراب البصرة.

10 - سنين خدَّاعة يكذّب فيها الصادق ويصدّق فيها الكاذب.

11۔ غلبة الهند علي السند، والقبط علي أطراف مصر، والأندلس علي أطراف أفريقية، والحبشة علي اليمن، والترك علي خراسان، والروم علي الشام، وأهل أرمينية علي أرمينية، وصراخ صارخ بالعراق.

12 - خسف قرية من قري الشام يقال لها حرشا أو خرشنا.

13 - خروج رجل يقال له عوف السّلمي.

14 - خروج شعيب بن صالح من سمرقند.

15 - ملا النجف السيل والمطر.

16 - ظهور النار في الحجارة والمدر.

17 - ملك بغداد التتر.

18 - يكون الشيعة في ضنك شديد وبلاء طويل وجزع وخوف.

19 - نار تخرج من المغرب لا تدع داراً لبني أمية إلا أحرقتها وذلك

المهدي.

20- تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال.

21- اكتفاء الرجال بالرجال والنساء بالنساء.

ص: 264

22 - ركوب ذوات الفروج السروج.

23 - قبول شهادات الزُّور ورد شهادات العدل.

24- استخفاف الناس بالدماء.

25 - ارتكاب الزني.

26 - أكل الربا.

27 - اتقاء الأشرار مخافة ألسنتهم.

28 - ابتلاء الناس بشيء من الخوف من ملوك بني فلان في آخر سلطانهم.

29 - ابتلاء الناس بالجوع بغلاء أسعارهم.

30 - كساد التجارات وقلةالفضل.

31- خسوف القمر لخمس، وخسوف الشمس لخمسة عشر، وفي رواية انكساف الشمس لخمس مضين من شهر رمضان. وفي ثالثة انكسافها في النصف من شهر رمضان، و خسوف القمر في آخره.

32- كثرة القتلي بين الحيرة والكوفة.

33 - خروج السفياني والخراساني واليماني في سنة واحدة، في شهر واحد، في يوم واحد.

34 - موت عبد الله فيذهب ملك السنين ويصير ملك الشهور والأيام.

35 - سنة غيداقة يفسد التمر في النخل.

36 - في سنة الفتح ينبثق الفرات حتي يدخل أزقة الكوفة.

37 - نزول الرايات السود من خراسان إلي الكوفة.

38 - زجر الناس بنار تظهر في السماء وحمرة تجلّل السياء .

ص: 265

39- خسف ببغداد وخسف بالبصرة.

40 - سفك دماء بالبصرة وخراب دورها.

41 - شمول أهل العراق خوف لا يكون لهم معه قرار.

42 - اختلاف أهل الشام علي ثلاث رايات: الأصهب والأبقع والسفياني. وفي رواية: راية حسنية وراية أموية وراية قيسية.

43 - سقوط طائفة من مسجد دمشق. ومنادٍ ينادي بها.

44 - جوع خاص بالكوفة، وجوع عام بالشام.

45 - عام الصيحة تظهر آية في رجب وهي وجهٌ يطلع في القمر ويد بارزة.

46 - هلاك العباسي، وقد ذكر في سياق ذكر المحتوم لكنه لم يصرّح في الرواية بذلك.

47 - اختلاف بني العباس، وزوال ملكهم.

48 - اختلاف أهل الشرق وأهل الغرب.

49 - اختلاف أهل القبلة.

50 - خسف قرية من قري الشام تسمي الجابية وقد تقدم ذكر خسف كقرية تسمّي حرشا إلا أن يكون اسمين لبلدة واحدة.

51 - الإقتتال بقرقيسا حيث يقتل من الجبارين مائة ألف.

52 - نار عظيمة من قبل المشرق تطلع ليال هي قدّام القائم بقليل.

53- المسخ لبعض الناس، والخسف والقذف.

54۔ تحرك الحسني.

55 - نار عند كناسة بني أسد لا تدع وتراً لآل محمد إلا أحرقته.

ص: 266

56 - خروج قوم من المشرق يطلبون الحق.

57 - تحرّك حرب قيس.

58 - خروج كاسر عينه بصنعاء.

59 - خروج الشيصباني بأرض كوفان قبل السفياني.

60 - شمول الناس موت وقتل حتي يأتي النداء بصاحب الأمر « عليه السلام».

61 - مطر الناس في جمادي الآخرة وعشرة من رجب مطراً لم ترَ الخلائق مثله، ينبت الله به لحوم المؤمنين وأبدانهم في قبورهم.

62 - سير الركبان ببيعة الغلام.

63 - انكساف القمر ليلة البدر من رجب وخروج رجل من تحته. 64 - هدم مدينة الأشعري.

65 - حكم الخصيان والنسوان والسودان في الدولة.

66 - أحداث إمارة الشّبّان والصبيان.

67 - خراب جامع الكوفة.

68 - إنعقاد الجسرين.

69 - إذا قيل: مات أو هلك، في أي وادٍ سلك؟

70- خروج الخراساني.

71- خروج ودائع الله عز وجل في أصلاب رجال.

72- عصبية تكون بين الحرمين.

73 - قتل فلان من ولد فلان خمسة عشر كبشاً.

74 - قتل بيوح أو بئوح وهو الشديد الحر.

ص: 267

75- رفع العلم.

76- خلع صاحب خراسان في رجب.

77 - خلع ابن زبيدة في رجب.

78- خروج محمد بن إبراهيم بالكوفة في رجب و قد حدثت ثلاثتها. 79 - خروج الدجال من بلدة يقال لها أصفهان من قرية تعرف باليهودية.

80- خروج صاحب البرقع.

81 - أن العلم سيازر عن الكوفة إلي قم كا تأزر الحية في جحرها

وذلك عند قرب ظهور القائم «عليه السلام». .

82 - خروج رجل من أهل قم يدعو الناس إلي الحق.

أقول: لا شك أنّ جملة من هذه الأمور بل كثيراً من هذه الأمور المذكورة حاصلة في زماننا، وبعضها حصل في أزمنة سابقة، ولعلّه لم يبق إلا القليل فنسأل الله أن يتم لمولانا الحجة «عليه السلام» أمر الظهور ويعجّل له بذلك لنكحّل أعيننا بنظرة منا إليه إنه سميع مجيب.

القسم الثاني:
اشارة

فيما أخبروا به «عليهم السلام» مما يرتبط بالأزمنة اللاحقة وآخر

الزمان ويوم القيامة، وهو علي طائفتين:

الطائفة الأولي:

ما يحدث للناس في الأزمنة المتأخرة إلي آخر الزمان وهي أمور كثيرة منها علي سبيل المثال:

ص: 268

1- خبث السرائر وحسن العلانية.

2 - الأعمال المخلوطة بالرياء.

3- أن الملك لا يُنال إلا بالقتل والتجبّر.

4- أن الغني لا يُنال إلا بالغصب والبخل.

5- أن المحبة لا تنال إلا باستخراج الدين واتّباع الهوي.

6- عقوق الوالدين.

7- إطاعة الزوجة.

8- لبس الحرير وشرب الخمور، وضرب المعازف.

9- لعن آخر هذه الأمة أوّلها.

10- عود الإسلام غريب كما بدأ غريباً.

11 - التخاون بين الناس.

12 - منع الزكاة.

13 - التطفيف بالمكيال.

14 - التعاون علي الظلم والعدوان.

15- نقض العهود.

16 - تلخيص وبيان قطيعة الرحم.

17- لم يأمروا بمعروف ولم ينهوا عن منكر.

18 - بطونهم آلهتهم ونساؤهم قبلتهم.

19 - مساجدهم معمورة وقلوبهم خراب من الهدي.

20- فساد النساء وفسق الشباب .

21- تسلّط النساء والإماء والصبيان.

ص: 269

22- تآخي الناس علي الفجور وتهاجرهم علي الدين.

23 - يتّخذ الآراء والقياس.

24 - نبذ الآثار والقرآن وراء الظهور.

25- تتّخذ آنية الذهب والفضة.

26 - الشر ظاهر لا يُنهي عنه. إلي ما هنالك من الكثير من أمثال هذه الأمور والفظائع. (راجع الروايات).

أقول: ولا يخفي أن بعض هذه الأمور حاصلٌ ومتحقق، ومن

الواضح: أنه لم يُحدد وقتٌ لها فلا يعلم المتقدم والمتأخر منها.

الطائفة الثانية:

ما عُرف بأشراط الساعة وعلامات القيامة، وهي كثيرة أيضاً نذكر

منها علي سبيل المثال (وللاطلاع تفصيلا تراجع الروايات)

1- يفشو الفالج وموت الفجأة.

2- عند إيمان بالنجوم وتكذيب بالقدر.

3- عندما تكون العبادة استطالة علي الناس وتكون الصدقة مغرماً

والأمانة مغماً و الصلاة منّاً.

وقد ذُكرت الثلاثة الأخيرة في روايات الطائفة الأولي أيضاً فراجع.

4 - ذهاب الحياء من الصبيان والنساء .

5- انتقاء الموت خيار الأمة.

6- لا بد من السفياني.

7- لا بد من الدجال.

ص: 270

8- لا بد من الدخان.

9- لا بد من الدابة.

10- لا بد من خروج القائم.

11- لا بد من طلوع الشمس من مغربها.

12- لا بد من نزول عيسي.

13 - لا بد من خسف بالمشرق.

14- لا بد من خسف بجزيرة العرب.

15 - لا بد من نار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلي المحشر. 16 - عند خبث الأمراء ومداهنة القرّاء.

17- عند نفاق العلماء.

18 - إضاعة الصلوات.

19 - اتباع الشهوات والميل إلي الأهواء.

20- تعظيم أصحاب المال وبيع الدين بالدنيا.

21 - إنهدام سد يأجوج ومأجوج وخروجهم إلي العمران.

أقول: لكن لم يذكر في أيّ منها المتقدم من المتأخر. وإن كان بعضها حاصلاً في زماننا. إلي غيرها ممّا ذُكر في الروايات المذكورة آنفاً فراجع.

القسم الثالث:
اشارة

فيما ورد من الإخبارات عنهم «عليهم السلام» عن الفتن وخروج

رجالٍ وحدوث أمور، وملك بني أمية وبني عباس، وهي علي طائفتين:

ص: 271

الطائفة الأولي:

ما ورد في الفتن وأصحاب الفتن ونحو ذلك، وقد ذكرت الروايات

كثيرة منها، نذكر بعضها علي سبيل المثال:

1- نزول بني قنطورا البصرة وتفرّق الناس ثلاث فرق.

2 - ذكر ذي السويقتين وأنه يستخرج كنز الكعبة.

3- خروج رجل من ولد جعفر بن أبي طالب «عليه السلام» يسلّم

الأمر إلي القائم المنتظر «عليه السلام». .

4- خروج الحسني صاحب طبرستان.

5- خروج أبي مسلم الخراساني.

6 - ظهور رجل علي المسلمين بصفات مثل رحب البلعوم، مندحق البطن، وهو معاوية.

7- خروج فتي ثقيف.

8- إبتلاء أهل البصرة بالموت الأحمر والجوع الأغبر، وبجيش من نقم الله لا رهج له ولا حس.

9- خروج ضليل ينعق بالشام وتفحص راياته في ضواحي كوفان.

10- خروج مائة ألف ما بين مشرك ومنافق من الكوفة حتي يضربوا دمشق لا يصدهم عنها صادّ.

11 - إحصار الكوفة بالرصد والخندق وتخريق الروايا في سكك

الكوفة.

12 - أمير جيش السفياني يخرج لا ترد له راية حتي ينزل المدينة. 13 - خروج رجل من أهل نجران يستجيب للإمام «عليه السلام» .

ص: 272

14 - بناء مسجد في الحيرة له خمسمائة باب.

ولا يخفي: أن بعض هذه الحوادث مرتبطة بخروج الإمام «عليه السلام» كخروج السفياني واختلاف أهل الشام علي ثلاث رايات، والنداء من السماء.

وقد تقدّمت في القسم الأوّل من الروايات. وإنما ورد ذكرها هنا - أي في القسم الثالث - لصدق أنها من الفتن والحوادث التي أخبروا عنها «عليهم السلام» مع غض النظر عن ارتباطها بالإمام أم لا.

نعم أكثر ما ذُكر هنا ذُكر مطلقاً لا ربط له بخروج الإمام «عليه

السلام».

الطائفة الثانية:

ما ورد من إخبارات عنهم «عليهم السلام» في ملك بني العباس

وغيرهم منها:

1- أنهم يملكون بعد زوال ملك بني أمية .

2 - ذكر أسماء أكثر ملوك بني العباس.

3- أنهم إذا ملكوا فعلوا الأفاعيل.

4- أن ملك بني العباس يقبل من خراسان ويذهب من خراسان.

5- أن ملكهم لا يزال في غضارة حتي يشذ عنهم مواليهم وأصحاب دولتهم.

6- أن سلطان بني العباس يسرٌ لا عسر فيه.

7- أن زوال ملكهم مرتبط بهدم حائط مسجد الكوفة مؤخره مما يلي

ص: 273

دار عبد الله بن مسعود

8- أن فساد ملكهم إذا اختلف سيفا بني فلان.

9- أن ذهاب ملكهم عندما يستعرضوا الناس بالكوفة يوم الجمعة.

10 - أن بني العباس إذا اختلفوا أو تشتت أمرهم خرج عليهم الخراساني والسفياني، هذا من المشرق، وهذا من المغرب يستبقان إلي الكوفة كفرسي رهان.

11 - إدراج ملك بني العباس إذا صعد العباسي أعواد منبر مروان.

12 - موت سفيه من آل العباس بالسر علي يد خصي ينكحه العباسي يكون فيه ذهاب ملكهم.

وقد تقدّم في روايات السفياني وغيره: أن اختلاف بني العباس من المحتوم لكنه لم يُربط بخروج الإمام «عليه السلام» حيث قد ذكر في سياق ذكر مطلق المحتوم كخروج القائم «عليه السلام» وطلوع الشمس من مغربها وهذان - كما صار معلوماً - من أشراط الساعة.

فلعل اختلاف بني العباس من المحتوم الذي لا بد منه لكنه ليس من أشراط الساعة إلا بنحو عام نعم ذكر في العلامات غير الحتمية لخروج الإمام «عليه السلام» .

ولعلّ ما يقوّي أنه من العلامات الحتمية لخروج الإمام «عليه السلام» هو ذكره من المحتوم كما هي الحال في خروج السفياني وغيره فقد ذكر تارة في روايات المحتوم وأخري في روايات مطلقة أخبرت عن خروجه فحسب دون وصفه بالمحتوم.

وعليه تكون المحتومات المرتبطة بظهور القائم «عليه السلام» ستة:

ص: 274

ا- خروج السفياني.

2- خروج اليماني.

3- قتل النفس الزكية .

4- خسف بالبيداء.

5- النداء من السماء.

6 - اختلاف بني العباس.

كما أنه ذكر من المحتوم:

كفّ تطلع من السماء.

لكنه ذكر في روايات المحتوم المطلقة غير المربوطة بظهور الإمام ولا غيره كأشراط الساعة. ولا شك أنه من المحتوم قبل القيامة فيدور أمره بين أن يكون من محتومات الظهور، وبين أن يكون من محتومات الساعة.

ولذا كانت المحتومات أكثر من ذلك فهناك طلوع الشمس من المغرب، والدابة والدجال والدخان ونزول عيسي وغيرها قد ذكرت أنها من أشراط الساعة التي لابدَّ منها، والله العالم.

ومما ينبغي الالتفات إليه أنه أكثر هذه العلامات لم تحدد أوقاتها مع بعضها البعض علي أنها متتابعة كنظام الخرز يتبع بعضها بعضاً. هذا خلاصة ما أردت بيانه في هذا العرض الموجز.

والله من وراء القصد وعليه التوكل وإليه المآب، وله الحمد أولاً وآخراً، والصلاة والسلام علي أشرف خلقه محمد وعلي آله الطيبين الطاهرين، الأبرار المعصومين.

ص: 275

ص: 276

المصادر والمراجع

1- نهج البلاغة الشيخ محمد عبده، دار المعرفة بيروت.

2- كتاب الزهد للحسين بن سعيد الأهوازي، المطبعة العلمية قم، 1399 ه.

3- شرح ابن أبي الحديد، دار إحياء الكتاب العربية، منشورات آية الله العظمي المرعشي النجفي.

4۔ مختصر بصائر الدرجات، مؤسسة البعثة قم، الطبعة الأولي 1413 ه.

5- غيبة النعماني، مكتبة الصدوق - طهران.

6- دلائل الإمامة، مؤسسة البعثة - قم، الطبعة الأولي 1413 ه. 7- قرب الإسناد، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث - قم، الطبعة الأولي 1413 ه.

8- الكافي، دار الكتب الإسلامية آخوندي، الطبعة الثالثة 1388 ه. 9- الإحتجاج، منشورات دار النعمان للطباعة والنشر.

10- كفاية الأثر في النص علي الأئمة الإثني عشر، انتشارات بيدار، المطبعة الخيام، قم 1401 ه.

11- العدد القوية للعلامة الحلي، مكتبة آية الله المرعشي النجفي العامة، مطبعة سيد الشهداء «عليه السلام» الطبعة الأولي 1408 ه. ق.

12- تأويل الآيات شرف الدين علي الحسيني الاسترآبادي النجفي، مطبعة الأمير قم، الطبعة الأولي 1407 ه.

13- غيبة الطوسي، مؤسسة المعارف الإسلامية، قم المقدسة، الطبعة الأولي 1411 ه ق.

14- الصراط المستقيم، المطبعة الحيدرية، نشر المكتبة المرتضوية لإحياء الآثار الجعفرية.

ص: 277

15- تفسير العياشي، المكتبة العلمية الإسلامية، طهران.

16- إقبال الأعمال، للسيد رضي الدين بن طاووس، مكتب الإعلام الإسلامي، الطبعة الأولي رجب 1416 ه.ق.

17- بحار الأنوار، مؤسسة الوفاء بيروت لبنان، الطبعة الثانية المصححة 1403 ه. 1983 م.

18- تفسير القمي، مؤسسة دار الكتاب - قم، الطبعة الثالثة 1404 ه.

19- كمال الدين وتمام النعمة، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، طبع محرم الحرام 1405 ه.

20- مناقب آل أبي طالب، المطبعة الحيدرية في النجف، 1376 ه. 1956م.

21- أمالي الطوسي، دار الثقافة - قم، الطبعة الأولي 1414ه

22- مجمع البيان في تفسير القرآن، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت، طبعة أولي 1415 ه.

23- معاني الأخبار للصدوق، إنتشارات إسلامي، طبعة 1361 ه.ش.

24- بصائر الدرجات، مؤسسة الأعلمي طهران - الطبعة 1362 ه.ش. 1404 ه. ق.

25- من لا يحضره الفقيه، نشر جماعة المدرسين، الطبعة الثانية 1404 ه.

26۔ مستدرك سفينة البحار، مؤسسة النشر الإسلامي لجماعة المدرسين - قم، طبع 1419ه.

27۔ وسائل الشيعة، منشورات المكتبة الإسلامية - طهران، الطبعة السادسة 140202ه. ق.

28- ثواب الأعمال وعقاب الأعمال، مؤسسة الأعلمي - بيروت، الطبعة الرابعة1403ه. 1983م.

29- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام)، مؤسسة الأعلمي - بيروت، الطبعة الأولي 1404 ه. ق.

ص: 278

30- نوادر الراوندي، دار الحديث الطبعة الأولي 1407ه.

31- الخصال للصدوق، جماعة المدرسين في الحوزة العلمية.

32- دعوات الراوندي، مدرسة الأمام المهدي (عليه السّلام) ، مطبعة أمير - قم، الطبعة الأولي 1407 ه.

33- إرشاد القلوب للديلمي، انتشارات الشريف الرضي، مطبعة أمير - قم، الطبعة الثانية 1415ه.ق. 1374 ه. ش.

34- المحاسن للبرقي، دار الكتب الإسلامية.

35- الخرائج والجرائح للراوندي، مؤسسة الإمام المهدي (عليه السّلام) - قم المقدسة .

36- مجمع البحرين لفخر الدين الطريحي.

37- الإرشاد للمفيد، دار المفيد.

38- تهذيب الأحكام للطوسي، دار الكتب الإسلامية، الطبعة الرابعة 1365 ه.ش.

39- الأمالي للمفيد، جماعة المدرسين في الحوزة العلمية - قم 40- علل الشرائع للصدوق، المكتبة الحيدرية، 1386 ه. 1966م. 41- صفات الشيعة للصدوق، الناشر والمطبعة عابدي - طهران.

42- معجم أحاديث الإمام المهدي (عليه السّلام) الشيخ علي كوراني، مؤسسة المعارف الإسلامية، الطبعة الأولي 1411ه. ق. 43 - الإختصاص للشيخ المفيد، جماعة المدرسين في الحوزة العلمية.

ص: 279

ص: 280

الفهرس التفصيلي

المقدمة: ...5

القسم الأول:

ما ورد عنهم (عليهم السّلام) في أحوال آخر الزمان وارهاصات يوم القيامة

الفصل الأول:

إخباراتهم (عليهم السّلام) بما سيحصل في الأزمنة اللاحقة إلي آخر الزمان،وحال الناس في تلك الأزمنة

فيما ورد عن رسول الله (صلّي الله عليه وآله ) : ...13

فيما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) :.... ....25

فيما ورد عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السّلام) : .......31

الفصل الثاني:

ما ورد من إخباراتهم (عليهم السّلام) في أشراط الساعة وعلامات القيامة

فيما ورد عن رسول الله (صلّي الله عليه وآله ) : ......43 فيها ورد عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) : ..... 52

ما ورد عن أبي جعفر الباقر وأبي عبد الله الصادق (عليهما السّلام) : ...... 54

القسم الثاني

ما ورد عنهم (عليهم السّلام) من اخبارات عن وقوع أمور دون تحديد وربط بشئ

ص: 281

الفصل الأول:

ما ورد في الفتن وما يرتبط بها من خروج رجال سموا بأسمائهم أو وصفوا بصفات معينة ، و نحو ذلك من الحوادث

ما ورد عن النبي الأكرم(صلّي الله عليه وآله ).......63

ما ورد عن أمير المؤمنين علي (عليه السّلام) : .......66

ما ورد عن علي بن الحسين زين العابدين(عليه السّلام)....87

ما ورد عن الإمامين الباقر و الصادق(عليهما السّلام)...88

ما ورد عن باقي الأئمة (عليهم السّلام) في ذلك .......94

الفصل الثاني:

ما ورد في ملك بني العباس و غيرهم

ما ورد عن النبي (صلّي الله عليه وآله ) : ......101ما ورد عن أمير المؤمنين(عليه السّلام) : ....... 102

ما ورد الصادقين (عليهما السّلام)(في ملك بني العباس و غيرهم).......106

ما ورد عن باقي الأئمة(عليهم السّلام).......111

القسم الثالث

في إخباراتهم (عليهم السّلام) بأمور وحوادث تسبق ظهور الإمام (عليه السّلام) سواء كانت من علامات قرب ظهوره أم لا، حتمية كانت أم لا..

الفصل الأول:ما ورد من اختلاف أحوال الشيعة والتمحيص قبل الفرج

ص: 282

ما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) .....117

ما ورد عن الإمام الحسن بن علي المجتبي (عليهما السّلام)121

ما ورد عن الإمامين الباقر والصادق (عليهما السّلام) ...122

ما ورد عن باقي الأئمة (عليهم السّلام) ......132

الفصل الثاني:ما ورد في علامات ظهوره (عليه السّلام) دون وصفه بالمحتوم

ما ورد عن النبي الاكرم (صلّي الله عليه وآله ) ......139

ما ورد عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام) 143

ما ورد عن الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليهما السّلام) : 155

ما ورد عن الإمامين الباقر والصادق (عليهما السّلام) .....157

ما ورد عن باقي الأئمة (عليهم السّلام) ....192

الفصل الثالث: في علامات ظهوره (عليه السّلام) التي وصفت بالحتمية أو تدل علي الحتم ما ورد عن الإمام علي بن الحسين (عليهما السّلام) ...203

ما ورد عن الإمامين الباقر والصادق(عليهما السّلام)......204

فيما ورد عن باقي الأئمة(عليهم السّلام)......219

خاتمة في أمور:

الأمر الأول : في بقية روايات النداء

ما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السّلام)...225

ص: 283

ما ورد عن الإمامين الباقر والصادق (عليهما السّلام)...226

ما ورد عن باقي الأئمة (عليهم السّلام).......236

الأمر الثاني : في بقية روايات السفياني وذكر روايات في الدّجال وغيره

ما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السّلام)....239

ما ورد عن الإمام زين العابدين (عليه السّلام)...242

ما ورد عن الإمامين الباقر والصادق (عليهما السّلام).....242

الأمر الثالث: في ما ورد في بلدة قم

ما ورد عن النبي (صلّي الله عليه وآله )...249

ما ورد عن الصادق (عليه السّلام)...250

ما ورد عن الإمام موسي بن جعفر الكاظم (عليه السّلام)252

الأمر الرابع: النهي عن الخروج قبل قيام القائم (عليه السّلام) وحال الخارج

ما روي عن الإمامين السجاد والصادق (عليهما السّلام)...255

الأمر الخامس: النهي عن توقيت خروج الإمام (عليه السّلام)

ما روي عن الإمام الباقر (عليه السّلام)...257

ص: 284

الأمر السادس: خلاصات

تلخيص وبيان:...259

القسم الأول:......259

الطائفة الأولي:.....259

الطائفة الثانية:....260

1. ما ورد فيه التعبير ب«لابد»: ...260

2. ما ورد فيه التعبير ب «لا يكون» و «ما يكون»:261

3.ما ورد التعبير ب « لا يقوم » أو « لا يظهر» و نح ذلك...262

4-ماورد فيه التعبير ب« لا ترون».......263

الطائفة الثالثة:....263

القسم الثاني:....268

الطائفة الأولي: ......268

الطائفة الثانية:...270

القسم الثالث: ....271

الطائفة الأولي: .....272

الطائفة الثانية:...273

المصادر والمراجع ....277

الفهرس التفصيلي ...281

ص: 285

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ
الزمر: 9

عنوان المکتب المرکزي
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.